مقالات

في ذكرى النكبة ،لتنهضَ الأمة من نكبتها… بقلم محسن يوسف

بقلم محسن يوسف---طليعة لبنان

في ذكرى النكبة ،لتنهضَ الأمة من نكبتها…

بقلم محسن يوسف

17-05-2023

مُذْ بدأنا نذْرفُ الدمع على قارعة جدار العزل ،وتعوّدنا على مدار ثلاثة ارباع القرن البكاء على أطلال فلسطين ،عُدنا أدراجنا نحاولُ لملمة شتاتنا بعد النكسة حيثُ تراءى لنا البُعدَ الشاسع بين هدف العودة ،وسبيلُ الوصول إليه …
تعلمنا في بداياتنا أنّ فلسطين لن تحرِّرها الحكومات بل الكفاح الشعبي المسلح، فكانت الإنتفاضات الشعبية المتلاحقة ،وانطلاقة المقاومة الشعبية المسلحة فبدأت مسيرة الكفاح الطويلة والمريرة إلى أن تغلغلَ السرطان العدائي في جسم أمتنا وتوزعت الأدوار والأدرانُ في كياناتها
وانطلقت عملية الإنقضاض على المقاومة بتقويض أهدافها فانعكست الأمور سلباً على مجمل القضية فانتقلنا من مرحلة النضال لتحرير فلسطين إلى حالة الدخول في مفاوضات للحصول على الفتات …
تشعّبت الأهداف وتجزّأت المقاومة بين رفضٍ وقبول بين مغامر ومقامر
بين صواريخ بمفاعيل عسكرية أطلقها العراق ،وصواريخ بمفاعيل سياسية تحقق مآرب اصحابها ،إلى أن وصلنا لما نحنُ فيه من تخبُّط وتشرذُمٍ وضعف …
لم يتبق من ملامح أمتنا المقاومة إلا تلك الومضات المشرقة التي تخطرُ على بال فلسطين بين الفينة والفينة وقفاتٌ بطولية على أرض القدس وفي اروقة جنين ونابلس وعند محيط القطاع …وعلى المقلب الآخر يتسابقُ المطبعون الغارقون بالخيانة بعد أن ساهموا في إفراغ الأمة من مضمونها النضالي يوم تآمروا على العراق ودمروا إمكانياته ،فأخرجوه من المعادلة بجهودٍ واضحة لقوى يعرف الجميع من وراءها ليتفرغوا جميعاً لحروبٍ كلامية ظاهرها عدائي وباطنها توافقي وفلسطين وأهلها يدفعون الثمن …
حدود فلسطين المتاخمة مقفلة بفعل اتفاقيات مبرمة والطائرات تجوب سماءها تحملُ النصائح والفضائح المتبادل بين المطبعين وأسيادهم …
ومن سخرية الأقدار أن يُصبح بعض عرب الجنسية ،وسطاء لوقف النار بين أصحاب الأرض وأعدائها…
إلى متى ستبقى لغة العجز تلازمنا
ولعنةُ اهل الحق والأقداس تلاحقنا فلتتوقف عندنا كل مراسم الاستهبال وقذف الحجارة على الجدار العازل في كل مناسبة وذكرى ولنتوجه مباشرة كما ابطال جنين ونابلس لفعلٍ نضالي يومي يترك الأثر ويدمي الأعداء …فصراع الوجود مع الصهاينة لا تحدُّه حدود …
محسن يوسف لبنان ١٥ -٥ -٢٠٢٣

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب