ثقافة وفنون
== من وراء المألوف == قصة روائية من مؤلفات / الأديب الشاعر فضل عبد الرحمن
== من وراء المألوف ==
قصة روائية
من مؤلفات / الأديب الشاعر فضل عبد الرحمن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل الأول
في ذات ليلة من ليالي الشتاء القارص في بيت صغير جدا مبنى بالطوب اللبن
وسقفه الذي بالكاد يتصدى للمطر الذي يتخلله حين تمطر السماء في فصل الشتاء
وجو مطرب اسريأ بين غضب وضيق بالصدر يسكن القلب القاسي اجتمع مع زوجته
وشاء العلى القدير ان تخلق نطفه في بطن امه وبعد تسعة اشهر وانجبا غلام واسماه
جابر ونشأء جابر وحيد في اسرة لا تعرف حتى القراءة والكتابه الجوع والفقر يحيطه
من كل مكان ولكنه كان طفل زكي فطن متفوق بين اقرأنه بالشر والبغض وبعد فترة
ماتت الأم فعاش جابر يفتقد عاطفة الأمومه ووتركته مدرسة الأمومه يصارع مدرسة
الحياة وحيد يائس حزين وبعد ثلاث ستوات توفي الأب فزاد حزن الطفل رغم قسوة
قلب ابيه ولكنه رغم تلك القسوة كان ابيه يؤنس وحشة الليل المخيف وظلمته وهواجس
الوحده فعاش اقسى ايام بين ظلمة الليل وقهر الوحده وجوع قارص وحيد لا أهل له
وكان هناك بعض الناس يعطفون عليه ببعض الطعام والملبس ولكن هذا لا يكفي تغلب
عليه حزنه وعاش في عزله عن باقي الناس وهجر لعب الأطفال من نفس سنه ومرت
السنوات وكبر جابر واصبح في الثامنة من عمره وعرف طريق العمل ليسد رمق
جوعه باعمال بسيطه كان يشتري بعض احتياجات البيوت من السوق لأصحابها طارة
كان يأخذ اجر على ذلك وطارة اخرى يحصل على بعض الطعام وتوالت السنين وكبر
جابر واصبح عمره العاشرة من عمره وكان هناك في اطراف المدينه رجل يدعى الشيخ
رشيد كان الشيخ رشيد بين الفينة والأخرى يطلب من جابر ان يشتري له بعض احتياجاته
من السوق ومن عند العطارين وكان الشيخ رشيد يعمل بالسحر وكان مشهور في المدينه
بذلك وكان يخاف منه جميع اهل المدينه والمدن المجاوره سمعته كانت منتشرة واسعة الأفق
ولكن جابر بحكم نشأته الغريبه بين طيات الوحده وعنفوان الظلام وربما قسوة الحياة عليه
جعلت قلبه لا يعرف الخوف لأن منذ طفولته كان يبيت طول الليل وحيدا لا احد يؤنس
وحدته وفي ليل الصيف يجلس طول الليل امام باب البيت حتى تشرق الشمس ثم يدخل
ليخلد الى النوم من خوفه من الوحده وفي فصل الشتاء القارص كان يلبس كل ما لديه
من ملابس ويجلس امام البيت حتى تدب اقدام الماره ثم ييدخل البيت وخلد الى نومه
كان جابر يلازم الشيخ رشيد اوقات طويله من اليوم وبعض ساعات الليل لأن الشيخ
رشيد كان يعيش وحده في كوخ صغير خارج المدينه اوقات كثيرة كان يذهب جابر
عند المدرسه القريبه يجمع الأوراق المتطايره من شبابيك المدرسه ويجمعها ويتفرج
على الصور المرسومه والمصورة بتلك الاوراق المقطوعه من الكتب المدرسيه وكان مولع
بذلك وكأنه كان يتمنى في قرارة نفسه ان يدخل المدرسه مثل باقي الاطفال من سنه فلاحظ
فيه ذلك الشيخ رشيد وعندما كان يذهب الى العطارين كان يأخد بعض اوراق المجلات كي
يتسلى بها اثناء جلوسه وحيده في الليل في بيته ويتفرج على الصور التي بتلك الكتب
والمجلات وينظر الى الكلام المكتوب ويتأمل في حروفه وكأن لسان حاله يقول ليتني
كنت اذهب الى المدرسه كي اتعلم القراءة والكتابة وافك طلاسم تلك الكلمات والحروف
المكتوبه وشياّ فشيأ كان يجلس جابر مع الشيخ رشيد ليرتب له الكتب والاوراق ويجلس
خارج باب الغرفه الخاصه بالشيخ رشيد في منزله ويقوم بادخال الزبائن عليه واحد
تلو الأخر وواحده تلو الاخرى فأعجب الشيخ رشيد بجابر واتخذه مثل ابنه وكان يعطف
عليه كثيرا واعجب بشغفه للتعلم والمعرفه وكان يعطيه كل يوم بعض المال ولأول مره
يحس جابر بان له احد في الحياة واتخذه اب روحي له ولاول مره جابر يحس برغد
العيش وعدم الحرمان وفي ذات يوم كان الشيخ رشيد يريد ان يذهب الى السوق بنفسه
لشراء بعض انواع البخور التي يحتاجها في عمله ولأنها غالية الثمن وايضا تعتبر سر
من اسرار شغله واصطحب جابر معه الى السوق الكبير واشترى لجابر بعض الملابس
الجميله واشترى له بعض الكتب والمجلات التي توجد بها صور كثيرة ففرح جابر فرحة
لم يفرح مثلها طول حياته وحدثته نفسه وحال لسانها يقول الأن انا احظى بحب الشيخ
رشيد وانا احبه كثيرا وكأن ظهر له قريب او شخص من اهله فراح يطوي الصفحات
في فرحة عارمه وسعادة لا توصف وسهر تلك اليلة يقلب صفحات الكتب حتى الساعات
المتأخرة من الليل ونام تلك الليلة نوم عميق بلا خوف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رواية – من وراء المألوف – قصة روائية
من مؤلفات / الأديب الشاعر فضل عبد الرحمن
جميع حقوق الطبع والنشر ملك للمؤلف