في الذكرى ال 56 لنكسة حزيران … الاحتلال زائل مهما طال أمده!

في الذكرى ال 56 لنكسة حزيران … الاحتلال زائل مهما طال أمده!
بقلم رئيس التحرير
يصادف الخامس من حزيران ذكرى نكسة العرب عام ١٩٦٧ أو حرب الأيام الستة بحسب التوصيف الصهيوني ، وكيفما كانت التوصيفات ، لكنها أرست منعطف يكاد يكون خطيرا بتداعياته فلا تزال الأمة العربية والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص يعاني من هذه التداعيات وهذا الانحسار لأولوية الصراع مع الكيان الصهيوني ، وقد شكلت تلك الحرب انتكاسة تاريخية للعرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ، فتحطمت معها معنويات الجيوش العربية وأسلحتها ، وتهجر عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية وأطلق العنان للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
لقد نجح الكيان الصهيوني بتوجيه ضربته الأولى التي أسفرت عن الهزيمة للجيوش العربية وتمكنت قوات الاحتلال الغازيه من احتلال ما تبقى من فلسطين واحتلال الجولان السوري وسيناء ، هذا النصر الخاطف ما كان له أن يتحقق إلا بالدعم الأمريكي وتوفير الغطاء العسكري والسياسي ، ويعود في أسبابه ومسبباته إلى ضعف البنية العسكرية وغياب الرؤيا ألاستراتجيه العربية لكيفية مواجهة إسرائيل التي اغتصبت أجزاء من فلسطين وأعلنت عن قيام إسرائيل على أراضي فلسطين 48 ، ومنذ ذلك التاريخ والقضية الفلسطينية تعيش في حالة من التو هان رغم انطلاق حركة المقاومة الفلسطينية ومازال الشعب الفلسطيني يدفع ضريبة مقاومته للاحتلال وتمسكه بكامل حقوقه الوطنية والتاريخية غير منقوصة بما فيها حق العودة .
هذه الهزيمة او “النكسة” كانت قد حدثت في ظروف عربية سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية صعبة ومعقدة ، فتداعيات تلك الهزيمة لا تزال قائمة إلى هذا اليوم ، رغم ما تحقق لعرب من انتصار في حرب اكتوبر 73 لكن تحويل الانتصار لهزيمة كان بفعل السياسات والحسابات الخاسرة للرئيس المصري وتجرؤه بعقد اتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني وعرفت باتفاقية كامب ديفيد أدت لخروج مصر من حلبة الصراع مع الكيان الصهيوني وتداعيات تلك الاتفاقية المشئومة وتداعياتها على ألامه العربية والقضية الفلسطينية كان أخطر بكثير من هزيمة حزيران 67 ، باتفاق كامب تمكن الصهيانه من استكمال مشروعهم وسقطت كل فلسطين في ظل تفكك الأمة وانسلاخها عن أولى وأولويات الصراع مع الكيان الصهيوني ، وازدادت فيما بعد عوامل التفكك والتقسيم ، ووصلت أوضاع الأقطار العربية حدوداً لم تعهدها من التقهقر ومن التآمر وإعطاء مشروعيه لاحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية الغازية والتآمر على سوريا ولبنان وحرب اليمن والكثير الكثير مما تعانيه ألامه العربية نتيجة السياسة الامريكيه والفوضى ألخلاقه التي بشرت فيها كوندليزا رايس
إن الذكرى السادسة والخمسون لنكسة الخامس من حزيران ستبقى شاهد على أن هذه الأمة العربية ما زالت تعيش القهقرى وتعيش حالة الانهزام ودليل ذلك الهرولة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وعقد الاتفاقات السياسية والاقتصادية والدفاعية في ظل تنكر الكيان الصهيوني وقادته للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، وسعيه لاستكمال مخططه في الاستيطان ومصادرة الأراضي وتهويد القدس والأماكن ألمقدسه في ظل محاولات للتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى ، إن التاريخ لن يرحم تخاذل المتآمرين المنضوين تحت جناح الإمبريالية الامريكيه والصهيونية ،ولن يرحم كل اؤلئك المنبطحين أمام الإقرار بقرار ترامب للاعتراف في القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب ومهما كان تخاذل البعض من النظام العربي وهرولته للتطبيع مع إسرائيل فهم وبلا شك أكبر الخاسرين
إن الهزيمة العربية وصمة عار تكلل جبين كل المتخاذلين والمتآمرين من القادة العرب على الحقوق العربية والقضية الفلسطينية وأن خيانة التطبيع هي امتدادا وتكاملا مع تاريخ النكبة والذي على أثرها أعلن قيام الكيان الصهيوني الغاصب للأرض العربية الفلسطينية ، وشرد الملايين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في المنافي والشتات ، وحقيقة الوضع العربي الراهن هو امتداد وحلقة أخرى من الوهن والضعف العربي ، الذي منح الكيان الصهيوني الشرعية و الفرصة ليستلب ويسيطر على باقي الأراضي العربية ، وهي بتوصيفها وتداعياتها باتت هزيمه بكل ما تحمله الكلمة من معنى وسيطرة تامة على قلب الامة .
ستة وخمسون عاما ما زال الصراع قائم ، وما زال الشعب الفلسطيني يذود عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ويدافع عن حقوقه الوطنية والتاريخية وفي مناسبة ذكرى نكسة حزيران وهزيمة العرب وتقهقرهم لا يسعنا القول ، إلّا أنّ الاحتلال زائل مهما طال أمده!
وكما قال الشّاعر أبو القاسم الشّابي:
إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ – فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي – ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ