رئيسيالافتتاحيه

دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوريا في الفخ الأميركي الإسرائيلي

📰 دعوة لتحرك عربي عاجل وحوار وطني سوري قبل سقوط سوريا في الفخ الأميركي الإسرائيلي

بقلم رئيس التحرير

حين تتهاوى الجغرافيا، وتتشظى الهوية، وتغرق الأوطان في بحر الدم والمؤامرات، يعود التاريخ ليذكرنا بمن صان الكرامة ورفض الانقسام وواجه الاستعمار دفاعًا عن وحدة الأرض والإنسان. في مقدمة هؤلاء، يقف سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى، كرمز خالد للوحدة الوطنية، حين قاد جبل العرب وسائر أبناء سوريا عام 1925 ضد المستعمر الفرنسي، رافضًا مشاريع الطائفية والتقسيم، ومعلنًا مبدأه الذي لا يموت: “الدين لله والوطن للجميع”.

وبالروح نفسها، واجه دروز الجولان المحتل منذ عام 1967 سياسات التهويد الإسرائيلية، وأسقطوا مشروع الجنسية الإسرائيلية، وحافظوا على انتمائهم العربي السوري رغم الضغوط والقمع، مثبتين أن الكرامة لا تُنتزع والهوية لا تُزوّر. هؤلاء الأبطال، الذين ما زالوا يرفعون العلم السوري في قراهم المحتلة، هم شهود أحياء على أن الجولان عربي سوري، وأن كل قرارات الضم الإسرائيلية باطلة ومرفوضة بموجب قرارات الشرعية الدولية.

وفي لبنان، حمل كمال جنبلاط مشعل الوحدة الوطنية والعروبة، مؤمنًا أن الطائفية مرض قاتل، وأن إنقاذ المشرق العربي لا يكون إلا بدولة مدنية تحتضن الجميع. نادى بالعدالة الاجتماعية والكرامة والحرية، وربط مصير لبنان بمصير فلسطين وسوريا، رافضًا الهيمنة والانغلاق، ودافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخل خارجي.

واليوم، وأمام ما تتعرض له سوريا من نزيف دموي، واعتداءات إسرائيلية متكررة، ومشاريع تفكيك وتقسيم ترعاها عواصم غربية، لم يعد الصمت العربي إلا شراكة في الجريمة. فكيف يُعقل أن تبقى العواصم العربية الفاعلة مكتوفة الأيدي، فيما تُستباح دمشق، وتُهدد وحدة سوريا، ويُعاد رسم خرائط الطوائف والحدود بقوة النار والدم؟

إننا نوجه نداءً عاجلًا إلى السعودية ومصر والأردن، باعتبارها دولًا محورية ووازنة، للقيام بمسؤولياتها القومية والتاريخية، والدعوة الفورية إلى حوار وطني سوري شامل، تشارك فيه كل القوى الوطنية، برعاية عربية صادقة بعيدًا عن أجندات الخارج، يضع حدًا للحرب، ويمنع التقسيم، ويحمي وحدة سوريا وشعبها.

وإذا استطاع دروز الجولان – وهم أقلية عددية – أن يسقطوا الجنسية الإسرائيلية ويحافظوا على سوريتهم رغم كل أدوات القمع والتضليل، فكيف تُترك سوريا الدولة والشعب تنهار تحت ضربات المشاريع الأميركية-الإسرائيلية والإيرانية والتركية دون درع عربي صلب يقف في وجه هذه الأعاصير؟

بيان إلى قادة الأمة العربية وشعوبها

إن ما تشهده غزة من مآسٍ إنسانية وآلام عميقة يجب أن يكون جرس إنذار للأمة جمعاء بأن مثل هذه الكوارث لا يجوز أن تتكرر في أي دولة عربية، بما في ذلك سوريا التي تواجه تحديات مصيرية.

إننا ندعو قادة الدول العربية إلى تكثيف جهودهم وتوحيد مواقفهم لحماية أمن واستقرار شعوبنا، وصون وحدة أراضينا، ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والدمار. إن المسؤولية التاريخية تقتضي تحركًا عربيًا جادًا يحول دون تكرار المأساة، ويضع حدًا لمعاناة الأبرياء.

الرسالة واضحة:

من يقبل بتقسيم سوريا اليوم، سيفيق غدًا على أوطان مجاورة ممزقة؛

ومن يتغاضى عن العدوان الإسرائيلي على غزه و دمشق، سيجده عند أبواب عاصمته.

إنقاذ فلسطين وسوريا هو إنقاذ للمشرق العربي بأسره. واللحظة الآن لحظة مفصلية:

إما أن تستفيق العروبة وتنهض، أو تستكمل إسرائيل ومعها أدواتها تنفيذ خريطة “الشرق الأوسط الجديد” على أنقاض الوطن العربي ووحدة أراضيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب