مقالات

 من صدي الواقع بقلم علي الدوش

بقلم علي الدوش

 من صدي الواقع
علي الدوش
سألني أحد الأصدقاء المقربين ومن أصحاب النظم المقفي سيما تلك التي صدخ بها الراحل عيسى بروي
“بيوت الطين القديمة”
عن رؤيتي لإنعكاسات الحرب بمستجداتها في الساحة وإنعكاسات هجر البيوت إلى نزوخ أو إلى لجوء
وهو يعلم أني من رافضي الحرب
حيث كل الذين رفضوا الحرب بات رفضهم من خلال قرائتهم لوافعها وما ينتج عنها من مضاعفات لم تستطيع بصيرة من أججوا لها أن تراها واقعا سيمثل أمامها
الهشاشة التي أنتجتها حالة اللا دولة بعد انقلاب 25 اكتوبر والتدهور المتتالي في كل مفردات الحياة على خلفية الإنقلاب لم يوفر المناخ الملائم لبناء إقتصاد حربي يساهم في الصمود امام أي عدو داخليا كان ام خارحيا
دارت الحرب على عواهنها ونتج عنها ما نتح من إيقاف لعجلة الحياة والإنتاج تماما مات فيها من مات وفُقد فيها من فُقد ودُمرت ما دُمرت من أساسيات لبنية تحتية كانت تمد مفردات الحياة بالإستمرارية
ونزح من نزح ولجاء من لجاء إلى دول الجوار بحثا عن الحياة الحرة الكريمة
وفي ظلال المعركة هناك بعض الحقائق التي بدأءت تترائي بالعين المجردة بين بيانات “لقوات المسلحة”
الرامية للحسم ومابين تمدد الدعم السريع في حيز الواقع داخل مقرات الدولة ثم الشوارع والأسواق وأخيرا داخل بيوت المواطنين الآمنين
وماظل يمارسه الدعم السريع كمليشيا أسس لها النظام المباد على إمتدادتها العابرة للحدود وأتاح لها الإنقلاب البرهاني بلجنته الأمنية فرص التسيد في أعلى مراتب وهياكل الدولة بذات القدر التي أتاح لها فرص التملك
“مقرات هيئة العمليات” داخل العاصمة وخارجها فضلا على المعسكرات التي أسس لها دون رقابة من السلطة المركزية
أن الحرب التي تدور قامت على أهداف غير معلنة في حقيقتها فقد زعم “الجيش” إنها من أجل الكرامة في ما زعمت المليشيا أنها من أجل أرساء دعائم الإنتقال الديمقراطي والتحول المدني وهنا يجدر السؤال لماذا لم تنتصر الدولة وهي بكامل قوتها العسكرية بإختلاف أصنافها على مليشيا ترعرت في كنف الدولة في حين لم تستطيع المليشيا إقامة ما من أجله إنطلقت في حربها وهو يمثل طموحات الشعب السوداني بكامله
من ما يدلل أن هذه الحرب قد تمكنت من إداراتها جهات خفية من مصلحتها إضعاف الطرفان المتصارعان لإنتاج دولة ضعيفة في بنيتها يسهل جرها إلى مخطط المحاور والتبعية بلا قيود إلى مصادر الإستنزاف الدولي للمقدرات الإستراتيجية
إن الدولة التي بداء يتجه خطابها إلى المكونات السياسية وأجسام الثورة بتوعُدها رغم آتون الحرب الدائر كان عليها أن تتجه بخطابها وقوتها نحو المليشيا التي بدأت تعوس فسادا في الممتلكات والقيم والإخلاق
إن ما تقوم به مليشيا الدعم السريع وسط السكان الآمنين من نهب وإستلاب وإغتصاب هو جنوح لا يتشابه وأخلاق المجتمع السوداني الرافض لكل قيم الإنحلال الخلقي
ولكنها الحرب التي لن تبقي ولاتزر بحساباتها غير المدروسة
إن الذي جناه شعب السودان من هذه الحرب العبثية من سلب ونهب واغتصاب أدى إلى النزوح واللجوء كله بسبب هذه الحرب اللعينة فلو لا قيام الحرب لكان الآن شعب السودان آمناً مستقرا في حله وترحاله ولابد لهذا الليل أن ينجلي بصبح يكشف أن أصالة ونزاهة هذا الشعب الذي غلب على أمره بفعل القرارات الفوقية سيما تلك التي يكتنف أصحابها شيئا من بعض الغرور الزائف.
 صحيفة الهدف – السودان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب