مقالات

معركة صرف المرتبات …أم المعارك…! بقلم عبدالله رزق ابوسيمازه

بقلم عبدالله رزق ابوسيمازه -السودان

معركة صرف المرتبات …أم المعارك…!
بقلم
عبدالله رزق ابوسيمازه
مضت ثلاثة شهور لم يصرف العاملون بالدولة اجورهم. ولم يعد بامكانهم طوال تلك المدة توفير احتياجاتهم من الغذاء والعلاج وسداد الايجارات وقضاء ضرورياتهم التي تحتاج إلى مال. وأصبحت مئات الآلاف من الأسر التي تعتمد كليا في معاشها على مرتب عائلها، أمام خيار أن تتسول أو أن تسطو أو تنهب العدس والدقيق والسكر واللبن وحبوب الضغط وادوية السكري، لكي تبقى على قيد الحياة أو تقضي في صمت تحت لافتة الأسر المتعففة. ويوما بعد يوم يصبح هذا الوضع المأساوي غير محتمل ولايمكن السكوت عليه ،بالنظر لتطاول الأزمة، دون ارهاصات تشير إلى احتمال قيام الدولة بواجبها في توفير مستحقات العاملين وصرفها لهم. بل أن المؤشرات ترجح استمرار الوضع الراهن للشهر الرابع والخامس،أيضا، بغير أمل في انفراج في المدى المنظور.غير مقبول التذرع والتعلل بالحرب.فالحرب كسبب لتوقف العمل والانتاج وشظف العيش يجب أن تقف الآن وبدون قيد أو شرط.
إن الذين يطيلون أمد الحرب يزيدون معاناة المواطنين بغير حدود. وهي معاناة مركبة. تشمل القتل المجاني والايذاء النفسي والبدني في مناطق الاشتباكات، والسلب والنهب، مثلما تشمل عذابات التشريد والنزوح القسري.ويمثل التجويع والافقار الذي يتعرض له العاملون باجر، في القطاع الحكومي، ومن هو في حكمهم والمعاشيون، معاناة إضافية داخل تلك المعاناة الكبرى.
لقد حان الوقت لأن ينتفض العاملون وهم يحملون قضيتهم بايديهم، لان يثوروا ضد الاستكانة والاستسلام والانتظار غير المجدي. لأن ينتظموا في مليونيات يومية في كل انحاء البلاد.. في كوستي والدويم . وفي مدني وسنار والقضارف وفي بورتسودان وعطبرة والقضارف، وفي غيرها من المدن،وحيثما سمحت الظروف الأمنية. وأن يستعيدوا زخم وعنفوان مواكب 19 ديسمبر، التي اطلقت شرارة الثورة.
إن قضية الاجور والمرتبات ليست قضية العاملين بالدولة، وإنما هي قضية العاملين بالقطاع الخاص، أيضا. ولها تاثيرها المباشر وغير المباشر على كل انشطة المجتمع، مما يجعلها موضع تضامن كل القطاعات الحية في المجتمع.
وينتظر من لجنة المعلمين والجبهة النقابية الوليدة، وسائر التكوينات النقابية والمطلبية،الانتظام الفوري في فعاليات نضالية متصاعدة ،بمختلف الوسائل السلمية المتاحة، بما في ذلك رفع الالوية البيضاء، كما اقترحت احدى الصحفيات، للضغط من أجل صرف استحقاقات العاملين والوقف الفوري للحرب، باعتبارهما وجهين لحزمة مطلبية واحدة ومعركة واحدة، هي أم المعارك.
 صحيفة الهدف  السودانية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب