مقالات

إنّه بن لادن في السودان وعلاقته المتوتّرة بالمملكة السّعودية –  معمر حبار

إنّه بن لادن في السودان وعلاقته المتوتّرة بالمملكة السّعودية –  معمر حبار

جين ساسون: “إنّه بن لادن”، ترجمة: انطوان باسيل. كلّ شيء عنه بلسان زوجته نجوى غانم، وابنه عمر بن لادن. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان، الطبعة الثّانية، 2011، من 484 صفحة.

 

مقدمة:

سبق أن تمّ التّطرّق للقسم الأوّل من الكتاب عبر الحلقة الأولى[1]. وفي الحلقة الثّانية يتم التّطرق للقسم الثّاني الممتد عبر صفحات: 145-236. وتحت عنوان: “حياتنا في الخرطوم”.

أوّلا: ملاحظات القارئ المتتبّع:

غياب الحديث عن مكر النّساء:

طيلة القسم الأوّل، والثّاني لا يوجد حديث ولو بنسبة قليلة عن مكر النّساء من قبل الزّوجة الأولى، ولا ابنها. رغم أنّهم كانوا أربعة زوجات. ولم تذكر الأسباب.

مهمّة أسامة بن لادن أن يحافظ على أربع نساء. ويكفي أنّ طلّق واحدة. وتزوّج بأخرى ليكمل العدد إلى أربعة. وتلك عقيدته.

فرض الحياة القاسية رغم الثّراء:

ظلّ أسامة يدرّب أبناءه على الحياة القاسية، والصّعبة. وهو الغني جدّا. وكأنّه كان يعدّهم لأمر جلل.

تعليم الذكور دون الإناث:

امتاز أسامة بمستوى تعليمي جيّد. لأنّه ثري ووالده “قرّر تلقين أولاده تعليما عاليا”. وفي مدارس “من أغلى المدارس”.

أضيف: تعامل أسامة مع أبنائه من حيث التّعليم العالي مثل ما تعامل معه الأب. لكنّه في المقابل منع البنات من التّعليم. ما يعني أنّ التّعليم العالي خاص بالذكور دون الإناث. فالمسألة لها علاقة بعقيدة الأب ولا علاقة لها بقصر اليد. وهو الذي يملك الجيب المنتفخ.

الهادئ العنيف:

كلّ الذين تحدّثوا عن أسامة من زوج، وولد، ومقرّب يشهدون ويكرّرون أنّه هادئ في أقواله وحركاته. والسّؤال كيف يكون لهذا الهادئ أن يقود عمليات 11 سبتمبر 2001 حسب روايات الولايات المتّحدة الأمريكية؟.

الإبن المخالف للأب:

يختلف الإبن عمر عن أبيه أسامة جذريا. وخاصّة فيما تعلّق بأعماله السّياسية، والعسكرية، والأمنية. ودخوله في صراع مع الأسرة السّعودية المالكة. بالإضافة إلى حياة التّقشف، والصعوبة التي فرضها عليهم وهو الغني جدّا. وحياة القلق، وافتقاد الأمن، وعدم استقرار العائلة الذي فرض عليهم وهم في السودان، والجوّ العدائي المحاط بهم. والذي يرى فيه الابن أنّ الأب هو السّبب، وهو الذي سعى إليه. وكان يمكن تجنّبه والابتعاد عنه.

أسامة: كان أحمقا لأنّه لم يتوقّع عداوة ملوك المملكة السّعودية:

لا شكّ أنّ أسامة بن لادن امتاز بنوع من الذكاء. لكن تصرّفه مع المملكة السّعودية كان في غاية الحمق، وقصر النظر. والسّبب -حسب قراءتي- أنّه دخل في صراع مع ملوك السّعودية، ورفض أن يرد على مكالمة الملك فهد. ورغم ذلك لم يسحب أمواله الضّخمة جدّا من المملكة. وانتظر حتّى استولت العائلة المالكة على ثرواته ولم تترك له سنتيما واحدا، ولا شبرا واحد من أراضيه وسكناته، ولا حيوانا واحد من أحصنته. وكأنّه لم يكن ينتظر ردّ الأسرة المالكة على رفضه التّحدث مع الملك فهد عبر الهاتف الذي طلب بنفسه إجراء المكالمة الهاتفية معه.

أقول -وإلى أن تكذّبني القراءات القادمة- أنّ أسامة كان أحمقا، وبالغ الحمق. لأنّه لم ينتظر هذه المعاملة من الأسرة المالكة. ودون التدخل في تقييمها. لأنّها شأن داخلي.

أسامة: كان أحمقا لأنّه لم يتوقّع طرد السّودان له من أراضيها:

وتمثّلت حماقة أسامة -في تقديري- في كونه اعتقد أنّ المشاريع التي وضعها تحت تصرّف السودان من زراعة، ومياه، وبنايات تشفع له. وتجعله السّيّد الدائم في السودان، وللسودانيين. ولم يضع احتمال طرده من السودان. ولو مرّة واحدة طيلة إقامته. وتلك حماقة من طرفه وحسب قراءاتي.

ثانيا: المتن

الفصل العاشر، والحادي عشر بلسان زوج: 147-167:

هاجر أسامة بن لادن إلى السودان وهو متزوّج بأربعة. وعدد أفراد أسرته تتكوّن من “ثمانية عشر شخصا[2]”. وتعترف الزّوجة نجوى بن لادن أنّ لزوجها أسامة نفوذ. و”حياتنا على درجة كبيرة من الهدوء”. وتصف أبناء أسامة بقولها: وكانوا جميعا سبّاحين ماهرين، وتعلّموا القيادة، وصيادين ماهرين.

الفصل الثّاني عشر، والثّالث عشر، والرّابع عشر بلسان ابنه : 169-229:

منعنا من الاختلاط بالمسيحيين بالسودان . و”من غير المسموح لنا أبدا اللّعب مع الفتيات، أو مع المسيحيين”. و”لقد تعوّد أبي أن يكون الأوّل في كلّ ما يفعله”. و”والدي شخصية هادئة وحديثه هاد”. وحسب الحكومة الأفغانية فإنّ المملكة السّعودية استأجرت قتلة لقتل أسامة بن لادن في السّودان. وكان يخاف من محاولات اعتقاله من طرف المملكة السّعودية.

الأحد 9 صفر 1447هـ، الموافق لـ 3 أوت 2025

الشرفة – الشلف – الجزائر

[1] مقالنا بعنوان: إنّه بن لادن كما قرأت عنه أوّل مرّة –  معمر حبار

السّبت 1 صفر 1447هـ، الموافق لـ 26 جويلية 2025

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب