مقالات
شذوذ الأقلية عند رأس السنة الهجرية بقلم د.ربيع فيصل الحافظ
بقلم د.ربيع فيصل الحافظ-المنبر الثقافي العربي والدولي

شذوذ الأقلية عند رأس السنة الهجرية
بقلم د.ربيع فيصل الحافظ
دولة واحدة فتحها المسلمون لا تؤرخ بالتقويم الهجري وتطلق أسماء آلهتها قبل الإسلام على تقويمها هي إيران (فارس سابقا).
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من أرخ التاريخ الهجري، حين كتب له عامله في البصرة أبو موسى الأشعري رضي الله عنه من أنه تأتينا منك كتب ليس لها تاريخ فاستشار عمر الصحابة فقال بعضهم: “أرخ بالمبعث” وقال الآخرون أرخ بالهجرة”، فقال عمر: “الهجرة فرقت بين الحق والباطل”، فأرخوا بها”، وذلك سنة 17هـ .
التقويم الهجري ليس شهادة ميلاد كحال التقويم الميلادي أو نظاما زمنيا (فقط) لضبط وقوع الحوادث انما هو إعلان تأسيس الدولة الإسلامية ومن ثم هو قيد لفعاليات الشعوب المتعددة التي تكونت منها الأمة الإسلامية وهو بذلك لا نظير له عند الأمم الأخرى.
الرقم الذي بلغه التقويم الهجري اليوم (1445) هو مجموع حسابي للحقب السياسية التي توالت على الأمة والتي تولى القيادة فيها شعب من بين هذه الشعوب (عرب، أتراك، تركمان، أفغان، أكراد، ألبان) ويسمى الحصيلة الحسابية بتاريخ الحضارة العربية الإسلامية.
في حين يتخذ الرقم 1402 في التقويم الفارسي من عيد النار (النوروز) مستهلا للعام الجديد ومن أسماء آلهة الفرس (ما قبل الإسلام) أسماءً للشهور فلا يوم او طقس للإنسان الفارسي (الصفوي) على حوادث وشعائر الإسلام المدونة تحت عناوين التقويم الهجري؛ فلا عشر أوائل ولا عشر أواخر ولا أيام بيض، ولا بدر في رمضان ولا أُحد في شوال ولا فتح القسطنطينية في جمادى الأول.
التقويم الفارسي يرمز إلى مغزى واحد هو الفارسية وهذا هو الفرق بين الكيان السياسي للحضارة الإسلامية الذي يتسع للناس كافة والذي تنشأ في كنفه مجتمعات متعددة الأعراق والثقافات وبين كيان يؤسسه وينظّر له ويسوسه عرق أحادي يبقى أبدا جرثومة تفسد انسجام المحيط الاجتماعي الإنساني.
إعراض (تجاهل) إيران اليوم عن التأريخ الهجري يتضمن رسالة فارس الأمس واليوم وغدا من موقفها من الدولة التي هدمت أمجاد كسرى.
الهجرة حدث فرق بين الحق والباطل قبل 14 قرناً ويبقى خطاً فاصلاً بين الصديق والعدو.
وكل عام وانتم بخير إن شاء الله
#ربيع_فيصل_الحافظ