مقالات
التماهي في علاقة البيت الأبيض الاميركي مع الكيان الصهيوني ، من الخطير إلى الأخطر . بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان –
بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان -

التماهي في علاقة البيت الأبيض الاميركي مع الكيان الصهيوني ، من الخطير إلى الأخطر .
بقلم نبيل الزعبي -طليعة لبنان –
“هدّد السيناتور الاميركي ليندسي غراهام كندا ودول أوروبية بتدمير اقتصادها إذا حاولت تطبيق قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو” . ( عن الصحافة الاميركية ) لا يمكن ان يختلف اثنان هذه الايام على توصيف العلاقات الامنية والاستراتيجية التي تنظم ارتباط الولايات المتحدة الاميركية بالكيان الصهيوني ، وربما صار من التقليل من اهمية هذه العلاقة وصف الكيان كولاية جديدة من الولايات المتحدة ، في الوقت الذي تردنا الأنباء ان ادارة البيت الأبيض كلها تسعى إلى ارضاء قادة الكيان وما بين الطرفين من علاقات تحولت إلى ما يفوق علاقة التابع والمتبوع وباتت أشبه إلى ما يمكن وصفه بالأب الروحي والولد المدلّل الذي استغل كل الدلال ليتصرّف كالولد العاق الذي يشاكس ويتمرد ، ليس لغاية ، سوى لمزيد من الابتزاز وإجبار ” الاب” للإذعان اليه في تنفيذ كل مخططاته ومشاريعه الجهنمية التي لم تعد فلسطين ، بكامل جغرافيتها لتكفيه وانما مشروعه ” من الفرات إلى النيل ” صار موضوعاً على نارٍ حامية وما على الغرب الاميركي والأوروبي سوى الموافقة عليه ولو بالفرض هذه المرحلة ، لا بالتوسّل والتمني . ما تقدم ، ليس تحليلاً سياسياً على غرار ما يصدع آذاننا هذه الايام وانما هي حقائق لم تعد تحتاج للتمحيص أياً كان من الطرفين الجمهوري او الديموقراطي في سدة الحكم داخل البيت الأبيض الاميركي وما عاد من حاجة للترقُب كل اربع سنوات في انتظار من سيكون الرئيس الجديد ولمن الغلبة العددية في الكونغرس بمجلسيه الشيوخ والنيابي طالما ان الدولة العميقة المتمثلة بالبنتاغون pentagon والصناعات العسكرية ودهاليز المخابرات وشارع المال ووادي السيليكون هي من تقرر وتنفذ وتأمر بطبع الدولارات الورقية بالبليونات كل عام ولا خوف بعد ذلك من تسديد الديون المتراكمة بآلاف التريليونات والخزانة تطبع على مدار الساعة دون كلل ودون ما يغطي الدولار بما يعادل قيمته من الفضة او الذهب لدولة جرفت بجبروتها كل ما يتعلق بالقوانين والأخلاق والقِيَم والدين دون تحديد ماهية ( الإله) الذي تؤمن به وتستخدمه شعاراً لعملتها الورقية الدولار، in god we trust , اي بالله نثق ، فما بالك ان تكون كل هذه العظمة والجبروت في خدمة من لا يُعيرُون لله اي اعتبار فيقتلون عباده ويجوّعُون خلقه ويتحكمون بمصير شعوبه على مدى مساحة الكرة الأرضية ، ولنا في ما يجري على ارض لبنان وفلسطين في غزة الترجمة الساطعة على هذا الايمان ب(الإله) المتحد مع اكذوبة (شعب الله المختار) لندرك كيف تُباد أمم وشعوب وتُنازِع حضارات وتُحتَضَر قِيَم وتُرتَكَب جرائم وتُنتَهَك معاهدات ومواثيق وكل ما ينافي الشرائع والمعاهدات وارادة الامم والشعوب تحت مسمى الدفاع عن (حقوق الإنسان). هي السذاجة بكل أوجهها ان نصدّق كيف للوحش ان يتحول حملاً ، وكيف لمن بنى امجاد ولاياته المتحدة الفدرالية على جماجم وجثث سكان اميركا الأصليين ، ان لا يجد في الصهاينة المغتصبين لارض فلسطين ، انعكاساً “جينياً”له يحمل في عقيدته وتفكيره كل موروثه من الإجرام وانتهاك المحرّمات واغتصاب حقوق الآخرين ، ومن السذاجة أيضاً ان لا نصدّق ان الادارة الجديدة الجاري تعيينها للحكم “الترامبي” القادم ، ستجعلنا نترحم عمن سبقها من ادارة ووجوه قبيحة سنجد من هو الاقبح والاشرس منها غداً في الدفاع عن الكيان الصهيوني ومصالحه ومشاريعه التوسعية فلا نحلمنّ بما يتردد عن (حل الدولتين) كمخرجٍ لاخراج انظمتنا مما ينتظرها غداً من إذعانٍ لا يقتصر على إملاءات الصلح والتطبيع عليها مع هذا العدو فحسب ، وانما التعامل معه بمثابة “الشرطي”الجديد الوصي على الجميع دون استثناء بفضل “العصا” الغليظة التي عمل بكل حقدٍ وشراسة على استخدامها في فلسطين ولبنان من منطلق ان سِمَة المرحلة القادمة هي “ترويض”ما يجب ترويضه دون استخدام “جزرة” الاغراء التي لم يعد من حاجةٍ اليها في زمن الذل والإذعان القادم ، ان لم يخرج من شوارع الوطن وساحاته وميادينه من يقول : لا ! فهل ينبجس من وسط العذابات والقهر والألم في هذه الامة ، من يفعل ذلك ؟