مقالات
ود مدني شامة في خد الوطن.. بقلم: أسامة عبد الوهاب بوب
بقلم: أسامة عبد الوهاب بوب السودان -الهدف
ود مدني شامة في خد الوطن..
كتب: أسامة عبد الوهاب بوب
حينما تتنزل النوازل وتشتد الكرب..
ويحوم شبح الحرب في المدن الآمنة..
حينما تفجر الحرب المصنوعة براكين غضبها وتسقط أرواح ويصعد الشهداء وتتهدم بيوت ومساجد وكنائس، وحينما تتحول مدينتي إلى غابة مسكونة بالتسلط والقهر وكل الرذائل من اغتصاب العفيفات وسرقة مدخرات الناس وحتى ذاكرة وكنوز الذكريات..
حينها لا مفر ولا صمود بعد الصمود ولا احتمال لانعدام مقومات الحياة،لا كهرباء لا ماء لا علاج، هنا فقط تتحول الخرطوم إلى مدينة أشباح وخراب..
أبحث عن مأوى فتكون ود مدني خيار من خيار..
هذه المدينة أم المدائن تفتح
صدرها الحنون وقلبها الطيب تنادي وتناشد كل الخارجين من جحيم الخرطوم “هنا مقركم هنا بلادكم هنا مقامكم هنا حيث تسيل مشاعر الناس جداول”..
مدني ومدن أخرى ترسم علامات فارقة في الزمن الجحيم..
أهلها الكبار أطفالها الصغار نسائها الكنداكات شبابها الشابات الكل ترحاب الكل إنسان..
مدني ينبوع حنان لكل القادمين في زمان القهر والترحال..
شكراً للمدن الفاضلة بموروث أخلاقها..
شكراً مدني بجمال فضائلها
شكراً لأهل المدينة التي وهبتنا الحياة مجدداً..
لماذا تسعى بعض الجهات لاشعال نار الجحيم في هذه المدينة الوادعة..
لماذا تصدر قرارات وأوامر لتحجيم هذا المتنفس وخنق شريان المدينة التي لا تميز بين الناس علي أساس العرق أو اللون أو المناطقية ولا تعرف للعنصرية درباً أو مسار..
من يستفيد من توسيع رقعة الحرب هم فلول وبقايا النظام البائد والأخونجية..
من يسعى لضرب النسيج المجتمعي في مدينة التسامح هم دعاة الحرب وحمالات الحطب..
الدعوة لإثارة المواطنين أو دعوات التحشيد للشباب المدني للقتال هي زج مدني في حرب تقضي على الأخضر واليابس..
دعوا مدني كبوتقة انصهار المزيج السودانوي الذي ظل يميزها..
لا لدعاة الحرب
لا لإشعال المدن الرحبة
لا للحرب التي لن تبقي علي سلام ولا أمل..
كفى بالخرطوم شهيداً وشاهداً.