مقالات

ثقافة قُطر.. ثقافة أمة.. كتب: د. عز الدين حسن الدياب

كتب: د. عز الدين حسن الدياب

ثقافة قُطر.. ثقافة أمة..
كتب: د. عز الدين حسن الدياب
#الهدف_ثقافة_وفنون
ولاتزال الثقافة موضوع اهتمامنا، ونتعمد دراسة ما يستجد فيها على أمل الاقتراب من فهم شخصيتا العربية، وفهم معالمها ومحدداتها النابعة من تجربتنا الاجتماعية في حياتنا اليومية، في أبعادها “المحلية الجهوية، الوطنية القطرية، والعربية القومية”، ومايستجد في هذه الحياة من معطيات وظواهر بنائية.
ويبقى المشهد في المقاربة من شخصيتنا العربية، أو العامل المحدد لهذه المقاربة، الأطروحة الانثروبولوجية الثقافية، التي تقول “قل لي ما ثقافتك أقل لك من أنت”.
وهذا معناه من وجهة نظر المقاربة، أن الثقافة تحتاج إلى تعريف تزيل فيه الالتباس بين معناه من وجهة نظر التحليل الثقافي الانثروبولوجي، ومعناه الشائع في بعض العلوم الاجتماعية والأدبية الذي يعني المثقف والمتعلم والأديب.
في كتابنا “دراسات انثروبولوجية تطبيقية” كتبنا أن “الثقافة ميراث مركب من عناصر اجتماعية وسلوكية ومادية، يقوم الأفراد والجماعات بنقلها من مرحلة تاريخية إلى أخرى، وذلك بفضل تداخلها في سلوكهم اليومي، ومن ثَمَّ قُدرة عناصرها على الانتقال من الماضي.. إلى الحاضر.. إلى المستقبل”..
“ص 178- الدار الوطنية- دمشق- ط1- 2006م”..
ويريد هذا التعريف أن يسوغ لنا شرعية عنوان الدراسة “ثقافة قُطر.. ثقافة أمة” لندخل مباشرة في مسألة الحدود الثقافية، فالقول في ثقافة قُطر تعني من وجهة نظر بعض الاتجاهات الفكرية أن هنالك وجهات نظر تقول بأن الحدود الثقافية بين الأقطار العربية قائمة تريخياً، وأنّ خلف هذه الحدود تعيش أُمماً عربية وغير عربية فرعونية وفينيقية وبربرية- أمازيغية، الأمر الذي يعني أن الوطن العربي ينقسم إلى أقطار “قطر ثقافة – أمة أمةً”، في حين أن هناك وجهات نظر معاكسة ومناقضة تقول “إن الحدود السياسية والثقافية حدود مصطنعة قائمة بفعل بعض الأنظمة العربية، والتدخل الخارجي المتمثل بالعدوانية العربية على الأمة العربية، محاولة تكريس الحدود التي فرضتها خلال مرحلة الاستعمار”.
إذن تمضي الاتجاهات الانعزالية، في تعزيز الولاءات القطرية التي تجعل من كل قطر “ثقافة ثقافة- دولة دولة”، تمهيداً لتحويله إلى “أمة أمة”، وهذا الإتجاه نجده ناشطاً في إطار ما يسمى كمثال ب”الأمازيغية” التي تجعل في مشروعها الفكري والسياسي “القطر أمة- القطر ثقافة ثقافة”.
وعن سؤال هل توجد اتجاهات في حدود “دولة دولة- قطر قطر- ثقافة ثقافة، ثقافة أمة” تحويل الثقافات القطرية إلى حدود ثقافية ثقافية بين الأقطار العربية، هل لنا بدول الخليج التي تكثر من العمالة الفلبينية والهندية … إلى آخره، تريد من هذه الكثرة السكانية التي تتجاوز “65%” من عدد السكان ان تتحول ثقافات هذه الأقطار بفعل التعايش اليومي والغلبة السكانية الثقافية أن تتحول مستقبلاً، إلى “قطر قطر -ثقافة ثقافة- أمةً”، وهل يتماهى الانتساب إلى ثقافة أمة- إلى ثقافة قطر أمةً؟!..
أسئلة الثقافة العربية الراهنة، والسياسات الثقافية التي تقودها في بعض الأقطار العربية تجري “خطوة ثقافية.. خطوة ثقافية” نحو انتزاع الولاء لأمة عربية واحدة، باتجاه “ثقافة قطر، ثقافة أمة”، نسأل أبناء الأمة العربية في أحرارها “هل مضي بعض الأقطار العربية في التطبيع مع الكيان الصهيوني، والسكوت الشعبي المخجل تجاه هذا التطبيع، يقرع أجراس الإنذار في أمة مهددة بهويتها؟!”..
# من يريد التوسع في موضع “ثقافة/قطر – ثقافة ثقافة قطر”، يعود لكتابنا المذكور أعلاه، حيث عالجناه في إطار بحثنا لمسألة الحدود السياسية الثقافية، في الوطن العربي.
# شكري وتقديري لكل من يبدي ملاحظاته
12 أغسطس 2023م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب