مقالات
أهمية الوعي المجتمعي النقدي في الوطن العربي-دراسة حالة بقلم الدكتور عزالدين حسن دياب
بقلم الدكتور عزالدين حسن دياب

أهمية الوعي المجتمعي النقدي
في الوطن العربي-دراسة حالة
بقلم الدكتور عزالدين حسن دياب
الدعوة لتمكين الشعب العربي في كل حالاته الاجتماعية، ومكوناته الطبقية، من بلوغ الوعي النقدي في أحسن حالاته الفكرية والحوارية،والنظر للوقائع البنائية نظرة مساءلة وتحليل،وصولاً للتفسير السليم،وتسمية هذه الًوقائع والأحداث بأسمائها ومعانيها الصحيحة،فالباحث الأنثروبولوجي الحقلي،أو الميداني عندما يختار حالة،أو عينة من الحياة اليومية التي يعيشها ويحياها،يريد أن يضع الاسم الذي يناسبها،ويستوعب حركتها وجدلها الاجتماعي،ويدعم هذا الاسم بمعانيها،المتداول بين الناس،ففهم وحدة المعاني للمفاهيم والمصطلحات مسألة في غاية الأهمية فكريا ومعرفيا، وخطوة متقدمة نحو بلوغ الوعي الاجتماعي النقدي مضافه في القول السليم،والتعافي من التخمين،فكثرة من الوقائع اليومية،في حياتنا العربية،تتطلب رأيا شعبيا واحداً،ورأيًا عاما حضنه الوعي الاجتماعي النقدي في المسائل والقضايا العربية المصيرية.
ندعي أن الكلام السابق بمثابة مقدمة ومدخل،نشرعن فيه اختيار العينة بكل ملابساتها،والظروف والعوامل التي أحاطت بها،والعينة المختارة الانقسام الذي تمخض عن الصراع.بين أصحاب التيار الفكري في قيادة البعث غداة ثورة رمضان عام 1963 التي حدثت في العراق،تحت عنوان وأطروحة “يمين ويسار.
الانقسام تحول إلى حالة مجتمعية،تخص قواعد البعث في التراب العراقي،وبنيانه الاجتماعي،وأخذت قواعد الحزب تذهب باتجاه ماسمي اليمين البعثي،الذي،أُلْبِسَ للقيادة القطرية الموالية للقيادة القومية،واليسار الذي سمي به جناح علي صالح السعدي،من اعضاء القيادة القطرية.
السؤال الذي طرح على أفراد من العينة المختارة،لمعرفة ماإذا كانت الاختيارات اليسارية في العينة،جاءت أو تمت ،وفق قواعد ومنهج الوعي المجتمعي النقدي لظاهرة اليسار البعثي،أم ترافق هذا الاختيار،مع وازع طبقي،أم نزعة منقادة بحب الزعامة،والفرص الشخصية ومالها من منافع مادية ومعنوية،ودوافع وأسباب جهوية وشللية،وقربى دموية ونسب ورفقة…إلخ
والسؤال الذي وجهه الباحث إلى من اختار الولاء والانتماء إلى القيادة القومية التاريخية للحزب،رافضا أطروحة اليسار لأن البعث فكريًا يؤمن بالاشتراكية كهدف رئيس له إلى جانب الوحدة والحرية والاشتراكية،في الحالة،بوصفها عينة مختارة،تبين للباحث إن الولاء والانتماء،ليسار علي صالح السعدي،لم يكن في مجموعه،وفي أغلبية الحرس القومي،قائماً ومحسوبا منهجيا على الوعي المجتمعي النقدي،لظاهرة وواقعة أو أطروحة”اليسار البعثيي”،وإنما توجهه نزعات ووازعات مركبة ومتعددة المضامين،وكمًا أسلفنا،من دواعي فكرية وطبقية وشخصية وشللية ورفقة وقربى جهوية وأجيال ونسب ووازع مصلحي …إلخ.وهذا ما أكدته أحداث الحزب،غداة اعتلاء قيادة قطر العراق من المحسوبين على القيادة القومية،حيث عادت القواعد المنشقة الى تنظيم القيادة والنضال تحت شرعيتها.
هذا جانب من العينة،أما الجانب الآخر،أو الفريق الثاني من العينة المحسوب على القيادة القومية،فكانت اختياراتهم منقادة بالوازع القومي،ونزعة الولاء والانتماء للقيادة القومية التاريخية،بوصفها قيادة افرزها وقررها نضال البعث،خلال تاريخه الممتد من عام التأسيس.وهذه العينة تمثلت في الطلبة العرب ممن يدرسون في جامعات العراق،وأعداد من قواعد البعث.فعلي صالح السعدي كسب إلى جانبه في بدايات الصراع كثرة من قواعد البعث.
إذن؛الوعي المجتمعي النقدي،حالة متقدمة فكريا واستراتيجياً،وفي البعث بلوغها في قواعده،وفي كل البنى الاجتماعية العربية ،في أبعادها المحلية/الجهوية والقوميةالعربية،وهو ممانعته في مواجهة نزعة الانقسام،والموضات الفكرية،وعقلية التآمر،ومالها،وما حولها،وإلى جانبها.
تكونت العينة آنذاك من الرفاق:عزالدين الدياب باحثًا ومن العينة،وعوض طراونه،وصالح طراونه،وعثمان عبد الجباروفيصل الصانع وزكي الخوري ومروان الخاني وأسماء نسيتها.ومن العرافيين هناء العمري وعلي العلوي من العمارة ،واسماء أخرى نسيتها.
الاختيار للعينة كان يتم بفعل التواصل اليومي،وفي سياق المهمة النضالية التي كلف به الرفاق من أبناء الوطن العربي،وبفعل المشاحنات التي كانت تقوم بها رفيقتنا هناء العمري.رحم الله الجميع،وتحياتي لمن بقي حياً.
* الجانب الشخصي في العينة كاختيار ونقاش ومن ثم تقويم لايفسد سلامة ومنهج العينة،بما قالت من نتائج.