هم لا يكذبون ولكنهم يتلونون!

هم لا يكذبون ولكنهم يتلونون!
من المضحك المبكي استخدام العبارات في مواضع سفسطائية بالية ، تخدع الجمهور البسيط البعيد عن المهنية ، كل هذا عندما تشدك العديد من العبارات البراقة ، لا يختلف الموقف عليك إلا باختلاف المشهد ، حين يوزع البعض شهادات الوطنيه وفق اهوائه ومزاجه وهو ابعد ما يكون عن ذلك وهو بالفعل مثل داعية يدعو الناس إلى الله ، وفي سريرته يمارس ما تمليه عليه سلاطين الشياطين .
حين تواجه بعض الناس الذين يمارسون الكذب ، ليس هذا بالنسبة إليهم بمعضلة ، فهم يحترفون الكذب ولكن بثوب التقوى ، فما الفرق بين الداعية الكذاب والداعية المنافق ، وما الفرق بين الداعية الجبان والداعية المنحرف وبين حامل الوطنيه بشعارات وهو بحقيقته صعلوك مرتزق . كلهم في قطار الموت الأخلاقي .
كثيرا ما تخدعك الكلمات البراقة الناعمة ، وتتفاجأ متأخرا ان الملاك الأمين ليس أكثر من تاجر بدماء الناس ، أو لربما شيطان بين الناس تلعنه كل أفواه الأرض وهو يتلذذ على معاناة البشر .
العديد من التساؤلات تراودني حين اختلي بحرية الأفكار ، هل كل ما يجري في المجتمع نابع من أزمة أخلاقية تولدت بأثر غياب فلسفة تربوية للدولة ام ان الآباء يعتقدون أنهم يمارسون أفضل مناهج التربية فيسقط أبنائهم في الهاوية .
إذا كانت مقدمة انهيار المجتمع بانهيار القيم التي تعد ركيزة أساسية من ركائز مقومات المجتمع، فماذا ستعكس على المجتمع انهيار القيم ؟ لم تفاجئني انحرافات القيم عن معاييرها الصحيحة ، بقدر انحراف السلوك عن القيم ذاتها . فقد تكون معاناة الناس شديدة ومتاعب الدنيا كبيرة ، ولكن على ان تكون الدنيا قيمة الآخرة تستثمر في صناعة المهالك والاتجار بالبشر كعبيد ، انها حقا تجربة تعيد عجلة التاريخ الى عصور الظلام
الاختلاف مع الاخر نذير شؤم يمهد لنهاية حتميه تقود المخالف بالراي للخيانه لان الجهله لسان حالهم اما معي او ضدي لان فكرهم الضيق لا يحتمل حرية الراي والراي الاخر هؤلاء المتشدقون بانهم اصحاب مبادئ ليسوا سوى ادوات لاجندات تدفعهم للتستر بالوطنيه الكاذبه فمن يخون الاخرين ليس الا صعلوك مرتزق ولا يملك حين يكشف امره سوى تخوين الاخرين وما اكثر المرتزقه اليوم