ومضة فلسطينية
بقلم الدكتور عزالدين الدياب
إن إقامة الكيان الصهيوني في فلسطن مثل مؤامرة كبرى على معركة المستقبل العربي،المتمثلة أولا في إعادة لحمة الوطن العربي،ونلاحظ أن المؤامرة تكبر وتكبر في هرولة اقطار الخليج العربي لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني،بدفع وتخطيط من الولايات المتحدة الامريكية.وتواطوء من السعودية، التي يقودها أكبر وأسوأ رئيس امريكي يعادي الأمة العربية في معركة مصيرها،الذي يرى فلسطين بعين صهيونية المتمثلة بصهره كوشنر.
وفي لحظة المؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية،يبدو بوضوح محاولة الصهيونية العالمية من وراءإقامة علاقات مع دول الخليج العربي،الاقتراب الجغرافي والسياسي من المدينة المنورة،وهذا له شأنه في تحقيق الحلم الصهيوني في إقامة مايسمى” إسرائيل الكبرى”بعودة تموضع الصهيونية في أجزاء مهمة من الجزيرة العربية،لتعيد تأسيس هذا الكيان على أسس جديدة،تشكل نواته حكومات دول الخليج،والامتداد من هناك باتجاه بقية الأقطار العربية لتكتمل الهيمنة الصهيًنية السياسية والاقتصادية والثقافة،من اجل ذهنية عربية تتماهى مع الثقافة الصهيونية،تحت مسمى التقدم والديمقراطية،وبناء الإنسان العصري الذي يتجاوز هويته العربية، بفعل مشتركات قيمية تؤسس لها الصهيونية العالمية،والمبنية على مفاهيم وأطروحات توراتية تلمودية،الملونة بحقوق الانسان والحداثة العابرة للقوميات.
وأمام منطق المؤامراة الصهيونية،التي ترتدي عباءة التطبيع،وشرق أوسط جديد لابد أن يدفع قوى الثورة العربية،وفي المقدمة فصائل الثورة الفلسطينية الخوف على مصير الامة العربية،والتداعي للوقوف بصلابة ضد المؤامرة التي تستهدف وجود الأمة العربية.
ومادامت المؤامرة الكبرى ضد وجود الأمة العربيةتنطلق الآن من أطراف الجزيرة العربية،فإن تغيرا جوهريا يجب ان يطرأ على التيار العربي الوحدوي وفصائله المقاتلة،يرتقي وينهض إلى مستوى التحدي الذي تمثله هذه المؤامرة،وهذا معناه أن تبدأ قوى الثورة العربية بابداع آليات جديدة ترتقي إلى مستوى إفشال هذه المؤمرة،وردها إلى جحور أصحابها في البيت الأسود.
إن آليات الثورة العربية لابد ان تنصب في هذه اللحظة على استخدام كل أساليب الكفاح المسلح،قبل أن يفوت الأوان،وأن تسترد الثورة العربية قيادة الكفاح منحية جانبا قوى الردة التي ترتدي ألبسة ليست لها،وليست بمستوى التحديات التي تشكلها مؤامرة الصهيونية العالمية ببلوغ يثرب.
إن الجواب على تحديات معركة الوجود العربي تبدأ من قانون قومي يقول :إن نضال الوحدة، بكل مستوياتها التي تبدا بوحدة فصائل الثورة العربية،لابد أن يقود إلى وحدة النضال.