مقالات

– سياسات المؤسسات الدولية الكبرى لا تتأثر بالأشخاص -هذه الحرب لا يستطيع أي طرف حسمها عسكريا لصالحه دكتور أحمد بابكر

دكتور أحمد بابكر -السودان -صحيفة الهدف

– سياسات المؤسسات الدولية الكبرى لا تتأثر بالأشخاص
-هذه الحرب لا يستطيع أي طرف حسمها عسكريا لصالحه
دكتور أحمد بابكر:
شكلت استقالة المبعوث الأممي للسودان فولكر بيريتس بعد تقديم تقريره بجلسة الأمم المتحدة الخاصة بالصراع في السودان حسب وصف الأمم المتحدة جدلاً واسعاً في الوسائط فاعتبر البعض استقالته انتصاراً للفلول وآخرون اعتبروا الخطوة تمهيداً للانتقال من الفصل السادس إلى الفصل السابع وأكثر المتفائلين ذهب إلى ان فولكر أصبح إشكال في حد ذاته لعملية الحوار برفض أحد الأطراف له “الهدف” تتواصل مع القيادي بحزب البعث والناشط في الوسائط الالكترونية الدكتور أحمد بابكر للتعليق حول تقرير فولكر واستقالته
اعداد: أكرم عبدالوهاب
تحياتي استاذ أكرم وعبرك التحية مزجاة لصحيفة “الهدف” أحد أدوات التنوير في البلاد.
بخصوص استقالة فولكر علينا التأكيد بداية أن سياسات المؤسسات الدولية الكبرى لا تتأثر بالأشخاص إلا في حدود ان المسؤول المعني فشل في تمرير سياسة هذه المنظمة أو تلك،
أنا أقرا استقالة فولكر ضمن سياق عام عمل على إخراج البرهان من المكان الذي كان يحاصر بداخله، وذلك لإعطاء عملية وقف الحرب بالتفاوض زخم وقوة، خاصة في ظل اتفاق الجميع أن هذه الحرب لا يستطيع أي طرف حسمها عسكريا لصالحه.
فليس من المنطقي إكمال عملية التفاوض وقيادة الجيش محاصرة تحت الأرض، فكان لا بد من صناعة سيناريو يحفظ لهذه القيادة ماء وجهها واظهارها بمظهر القوي، وخلق نوع من التوازن بين الطرفين خاصة أن الدعم السريع يحاصر تقريبا كل معسكرات الجيش الأساسية.
فكانت عملية التوافق لاخراج البرهان وتجوله بين معسكرات جيشه وبالتالي سفره بورتسودان وايضا كان مفهوما تصريحاته العنترية أمام قواته ومؤيدي الاستمرار في الحرب .
وضمن حلقات سيناريو جلب البرهان للتفاوض المتفق عليه كانت سلسلة سفرياته الخارجية، وهذا يعطيه زخما وشيئا من إعادة توازن القوى ليس مع الدعم السريع فقط ولكن مع الاسلاميين الذين يعملون على اختطاف قرار القوات المسلحة، وبما أن البرهان سمع من كل من التقى بهم من الزعماء والرؤساء في كل سفرياته، بأن لا بديل غير إيقاف الحرب، وكانت استقالة أو إقالة المبعوث الأممي فولكر بيريتس هي المحفز الأخير باعتبار ان ذلك أحد مطالبه ومطالب الاسلاميين.
عندها سيذهب الرجل للتفاوض وقد تم حفظ ماء وجهه وكذلك المؤسسة العسكرية، ولذلك اعتقد ان كل هذا السيناريو معد ومتفق عليه من قبل البرهان والقوى الدولية والاقليميةالمتداخلة في الشأن السوداني، لذلك اعتقد ان ذهاب البرهان لجدة هو آخر مطاف هذا السيناريو.
ما ذكرته هو تحليل لا يستبعد الخيارات الأخرى خاصة إذا نجح الفلول في السيطرة على قرار البرهان واستمروا في الحرب، عندها قد يتم وضع السودان تحت البند السابع واستصدار قرار بتدخل دولي عسكري محدود يتم فيه ضرب المدرعات والمهندسين حيث تتجمع كتائب الاسلاميين وعندها سيتم وضع الحل السياسي الذي تتفق عليه القوى الخارجية.
على البرهان اذا كان لديه أي خوف على البلاد وعلى المؤسسة العسكرية أن يذهب في التفاوض المباشر دون شروط، والذي يعني توجه الدعم السريع الى التفاوض دون شروط ايضا بوقف شامل للعدائيات لأطول أجل، حتى يتيح للقوى المدنية انهائها تحت سقف الأجندة الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب