مقالات
طوفان الأقصى.. فلسطين مسيرة ثورة تحرير عربية كتب: أسامة عبد الماجد بوب
كتب: أسامة عبد الماجد بوب-السودان

طوفان الأقصى..
فلسطين مسيرة ثورة تحرير عربية
كتب: أسامة عبد الماجد بوب
#الهدف_آراء_حرة
بيت المقدس كان قبلتنا الأولى..
القدس قضيتنا الأزلية.. من وعد بلفور إلى زيارة “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأمريكية، حامية حمى المستوطنات اليهودية، فلسطين تدافع عبر التاريخ عن أرضها وشرفها ووجودها وفوق هذا وذاك مقدسات ديننا، فلسطين ثورة الاحتجاجات والمذكرات والأمم المتحدة تلك الصماء البكماء التي لا تسمع غير “البكاء الإسرائيلي”، فلسطين ثورة أطفال الحجارة لتحرير وطن يتمزق، فلسطين مقاومة أسوار العزل، فلسطين مقاومة كفاحٍ مُسلح وكتائب وثوار وجبهة تحرير عربية، فلسطين تقاتل بالشعر والشعراء وأقلام الكتاب الشرفاء، فلسطين محمود درويش وأناشيد أحمد العربي، وصبرا وشاتيلا وأغاني الجراحات العميقة، وكانت فدوى طوقان، وتوفيق زياد ومسبحة طويلة من قائمة الشعراء والقصاصين، فلسطين الآن
طوفان الأقصى الذي أذهل العالم ببطولته، حينما تنتفض فلسطين من أجل حقها في الحياة بطوفانها وبطولتها المدهشة، يرتج العالم مستنكراً منددا بموت إسرائيلي مغتصب للأرض، وكأن أولئك الأطفال والرجال والنساء في أرض فلسطين من كواكب أخرى لا تنتمي للإنسانية، طوفان الأقصى يحرك البارجات الأميركية والطائرات الحليفة والصديقة لحماية الكيان الصهيوني، حينما تستباح سماء فلسطين وتتساقط حمم القذائف والصواريخ على روؤس أطفالها وتتصاعد مواكب الشهداء الأجلاء يصمت العالم عن المخازي والجرائم، يسكت الحُكام العرب عن ذاكرة التاريخ ويسرحون في سبات عميق، أليس بين الرجال فارساً واحداً يقول “لا أو كفى موتا؟!”.. لماذا وضع الفلسطينيون صور الخالد الشهيد صدام حسين فوق رمال أراضيهم، ولماذا كان العلم العراقي الحُر حاضراً في وجدان مظاهرات الجماهير العربية، ذاكرة الشعوب وضمائرها لا تنسى مواقف البطولة، بطولة الأفعال وليس بريق الخطب الرنانة، سيظل صدام حسين وشماً ورمزَ فخارٍ في البطولة.
أيها الحكام المهرولين نحو التطبيع، والمنكسرة بنادقهم، صراخات القدس تناديكم، يا جامعة العرب في سباتها العميق، ماذا أنتم فاعلون مع حمم الموت غير الإدانة والشجب والاستنكار، يا أطفال فلسطين ضمدوا جراحكم بالحجارة، يا أبطال فلسطين إمسحوا أحزانكم بالجسارة، ويا نساء القدس إن صرختكُنَّ “واامعتصماه” تشق قلوب الرجال وتصعد للسماء.
{إِن يَنصُرۡكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمۡۖ وَإِن يَخۡذُلۡكُمۡ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ}..