مقالات
الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!.. كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه
كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه -الهدف_آراء_حرة

الحرب.. وقد يحول على عبثيتها الحول!..
كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه
#الهدف_آراء_حرة
بدلاً من السؤال البديهي الذي يطرحه اكتمال ستة أشهر على بدء الحرب، اليوم،زوفي غياب أيّة إرهاصات لسلام وشيك، من الممكن فعل العكس، بالتساؤل عما إذا كانت الحرب ستستمر ستة أشهر أخرى، ليحول عليها الحول؟ الأمر الذي قد يُساعد “كفرضية” في مُعاينة وإعادة فحص العوامل المُرجِّحة لاحتمال استمرار الحرب، وتطاولها في الزمان، والتي يُمكن إجمال أهمها في الآتي:
– غياب إرادة السلام لدى طرفي الحرب، وتباعد احتمالات الحسم العسكري للنزاع من قِبَل أيٍّ من الطرفين.
– فشل الوساطات الإقليمية والدولية “حتى الآن” في تصميم مشروع مقبول لوقف الحرب وإنهاء العدائيات.
– ضعف الضغوط الداخلية والخارجية، ما أكسب طرفي الحرب مناعة ضدها، وأوجد بالمقابل حالة من التعايش مع الحرب كأمر واقع، فمع تراجع النشاط السلمي المدني المعارض، بتمدد الاقتتال في كل الساحات، التي ظلت تشغلها قوى الجبهة المناهضة للحرب، وفي مقدمتها لجان المقاومة والقوى الديموقراطية الأخرى، فإن خروج غالب قيادات القوى السياسية والمدنية من البلاد، وانتقال مركز النشاط المناهض للحرب وللانقلاب للخارج، قد أدى إلى ترجيح احتمال الرهان على التسويات والحلول الخارجية.
– انحسار احتمال تهديد الوضع السوداني للأمن والسلم الدوليين، وللأمن القومي الأمريكي “خاصةً”، وتلاشي احتمالات إضراره بمصالح دول الإقليم، ومن ثَمَّ أيلولته إلى حرب منسية شأن الحروب والنزاعات المنخفضة الدرجة، في الكنغو الديموقراطية وأفريقيا الوسطى، والصومال واليمن، من جهة، ومن الجهة الأخرى، بدا المجتمع الدولي أقل حساسية تجاه المأساة الانسانية، التي خلفتها، وتخلفها الحرب يومياً، فيما بدا المجتمع السوداني ينزع للتعايش والتكيف مع واقع الحرب كقدر مسطور.
– وفي ظل توقف المفاوضات، بين طرفي الحرب في منبر جدة، مباشرة وغير مباشرة، منذ نهاية يوليو الماضي، تظل الحرب وما يرتبط بها من معاناة إنسانية، هي الواقع الذي يفرض نفسه، وهي الحقيقة الوحيدة في هذا الواقع، لا يُغير من ذلك، أهم حدثين في مجرى الحرب، وقعا في الشهر الماضي:
أولهما خروج الجنرال عبدالفتاح البرهان من القيادة المحاصرة، ومع أهمية الحدث في حد ذاته، فإنه لم يظهر له أي أثر في صيرورة الحرب وتطوراتها، خصوصاً لجهة الدفع باتجاه إنهاء الحرب، إذ ا٦ن خروج البرهان، بحسب الاتحاد الأفريقي، قد تم بتوافق إقليمي ودولي، لذات الغرض.
وثانيهما هو فرض عقوبات أمريكية على أمين عام الحركة الإسلامية “كيان غير المؤتمر الوطني المحلول، فهي سوبر تنظيم يضم قيادات الإسلاميين، ومع أنه كتنظيم غير شرعي، غير مسجل بموجب أيٍّ من القوانين التي تُنظم التوالي السياسي وغير السياسي، إلا أنه ظل يعتاش على موارد الدولة”، ففي مقابل شركتين تتبعان لقوات الدعم السريع، طالتهما العقوبة، اختارت الخزانة الأمريكية على كرتي، من معسكر البرهان، هدفاً لها، ما يُسلط الضوء على دور الحركة الإسلامية في التطورات التي ظلت تشهدها البلاد، وفي علاقتها بقيادة الجيش، ممثلة في الجنرال البرهان.
ومع ذلك ثمة ضوء في نهاية نفق الأزمة السودانية يتمثل في مبادرات المجتمع المدني والقيادات الأهلية بالجنينة، بلد أبّو، والتي لم تنقطع، رغم عنف الاقتتال وتعدد جولاته وأطرافه، وما خلفه من خسائر بشرية ومآسٍ، فالمجتمع المدني، في الجنينة لازال يُقدم نموذجاً للمثابرة والتصميم الدءوب على مغالبة الحرب وظروفها وتداعياتها، وفض النزاعات وفك الاشتباك بين الأطراف المتحاربة، وإنهاء العدائيات وترسيخ السلام والتعايش بين مكونات الجنينة وولاية غرب دارفور، وهو ما يُحفز القوى المدنية في بقية مدن وولايات البلاد لاستعادة زمام المبادرة لإعلاء صوت السلام ونبذ الحرب.
________
#لا_للحرب
#لازم_تقيف