مقالات

صوت من غزة   بقلم عبدالله نمر أبو الكاس 

بقلم عبدالله نمر أبو الكاس - *غزة - فلسطين*

 صوت من غزة – فلسطين 
  بقلم عبدالله نمر أبو الكاس 
 
*يدخل العدوان الهمجي الصهيوني والحرب المعلنة على غزة أسبوعها الثاني على التوالي ،، ويوماً بعد يوم تشتد وطأة تلك الحرب وتستعر ضد أهلنا في القطاع ،، فالبراميل المتفجرة ،، وحمم القنابل والصواريخ أمريكية الصنع كالبراكين ،، من البر والبحر والجو ،، تنهمر وتنهال على المواطنين المدنيين في كل مكان ،، وعلى بيوت ورؤوس الآمنين العزل ،، ودون سابق إنذار أو تحذير ،، مُخلفة الآلاف من الشهداء والجرحى والدمار والخراب ،، حيث يتطلع عموم أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ،، لأي بصيص أمل لوقف تلك المحرقة ،، وشلالات الدم النازفة ،، متأملين نجدة عربية أو نخوة وشهامة تُلجم قادة الإحتلال ،، وتُسانده وتحميه من بطش أليته العسكرية ونازيته ،، هذا العدو الذي لازال يُمعن في استهداف وقتل المدنيين ،، ويتلذذ على عذابات شعبنا ،، ويُوغل أكثر في دماء الأطفال الأبرياء ،، وفي التدمير وإلحاق الضرر الكبير بالغزيين في البشر والحجر ،، وهو الذي أعلنه قادة كيانه ومجرميه ،، وأمام العالم أجمع دون أن يحرك أحداً ساكن ،، وفي حين أخر سعت وتسعى حكومة اليمين المتطرفة برئاسة النازي نتنياهو ،، لتجنيد رأي عام غربي ودولي مؤيد وداعم لحربه على غزة ،، ليبرر جرائمه ومجازره التي يقترفها بحق المدنيين العزل ،، بحجة الرد على اقتحام بلداتنا الفلسطينية المحتلة والمحاذية لقطاع غزة ،، والتي أسفرت عن قتل العديد من جنود الاحتلال الصهاينة ،، وأسر البعض منهم ،، مهددة بتغيير ملامح وشكل قطاع غزة وايذاء سكانه ،، ومنع دخول المواد الغذائية والدواء ،، وقطع المياه والكهرباء المقطوعة أصلاً ،، بفعل الحصار القائم منذ سنوات ،، وتدمير كل مناحي وأشكال الحياة ..*
*ما يؤلمنا كفلسطينيين وفي غزة تحديداً ،، ونحن ننتظر الموت لحظة بلحظة ،، بعد أسبوع من العدوان الغاشم ،، وبعد إبادة عائلات فلسطينية غزية بالكامل ،، وقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها والطرقات والأحياء ،، وإستمرار اسقاط الأطنان من القنابل والبراميل المتفجرة والمحرمة دولياً ،، والصواريخ بكافة أحجامها وأنواعها ،، بأن الموقف العربي لـم يغادر مربع الإدانة والاستنكار ،، والإعلان فقط عن فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني ،، وحديث بعض الأنظمة المطبعة عن بحثها سبل تخفيض التصعيد ،، وخاصة ما صدر في إحدى بيانات وزراء الخارجية العرب الداعي لضبط النفس ،، والتركيز على توصيل المساعدات الإنسانية ،، تلك المواقف المقززة التي باتت لا تُسمن ولا تُغني من جوع ،، والتي كفر وسيظل يكفر بها شعبنا الفلسطيني ..*
*وما هو مُحزن أيضاُ ،، وبعض زيادة وتيرة العدوان ،، والارتفاع المتزايد في عدد الشهداء والجرحى ،، والتدمير لأحياء سكنية بالكامل ،، وأبراج ومباني ومؤسسات ،، وجامعات ،، والقاء طائرات العدو الصهيوني أكثر من عشرة آلاف قنبلة ،، تزن الواحدة منها مئات الأطنان ضد غزة ومبانيها ومقراتها ومؤسساتها ،، وعلى شعبها الأعزل ،، وهو ما أعلنه المتحدث بإسم جيش العدو ،، إضافة لقصف معبر رفح والمس بالسيادة المصرية ،، ما صدر عن بعض الدول العربية التي تتحدث عن محاولاتها تسيير قوافل تموينية وغذائية لشعبنا الفلسطيني في غزة ،، وتستجدي الإدارة الأمريكية بالضغط على كيان الاحتلال للسماح بإدخال المواد التموينية ،، وكأن شعبنا الفلسطيني في غزة ينقصه فقط المساعدات والمعونات الغذائية ،، فشعبنا الفلسطيني بحاجة لكرامة عربية ونخوة ،، ورجولة تترجم بالوقوف مع الشعب الفلسطيني وتنصُره في حقوقه المسلوبة ،، ودعم وتأييد مقاومته ضد الإحتلال في استرداد وطنه المغتصب ،، ونيل حريته وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ،، وأن لا تعتبر ما يجري هو اقتتال يجب وقفه ،، فمقاومتنا حق ،، وعدوانه وبلطجته جريمة حرب يجب أن يعاقب عليها ،، لا أن يحظى بتأييد دولي عليه ..*
*والأمر المقزز الأخر ،، هو ما صدر عن المجتمع الدولي ،، وبعض الدول التي تكيل بمكيالين معلنة التضامن والوقوف بجانب الإحتلال ،، متجاهلة الإجرام والصلف الصهيوني المتواصل ضد الشعب الفلسطيني ،، وما طالبته بعض الدول من السلطة الوطنية الفلسطينية ومن الرئيس أبو مازن بإدانة ما حدث ،، مُلوحة بقطع المساعدات المالية عنها ما لم تدين ما حدث ،، كذلك وصلت الوقاحة والصلف من الإدارة الأمريكية لحد الانحياز الأعمى الواضح والفاضح لكيان الإحتلال كالعادة ،، وممارستها ازدواجية المعايير ،، وكل مرة تتجلى وقاحتها في صور جديدة ،، وهذه المرة من خلال إعلان تلك الإدارة الخبيثة الوقوف الكامل وتقديم الدعم المالي والعسكري لكيان الإحتلال ،، لمحاربة ما أسمته أعدائها ،، بعد ما زعمت تعرضها لإرهاب فلسطيني ،، واقتحام البلدات والمستوطنات حول غلاف غزة ،، وما صدر أيضاً من تعاطف وزير خارجيتها بلينكن مع كيان إسرائيل دون التطرق للمجازر والمذابح التي تُرتكب بحق شعبنا ،، وإعلانها تسيير حاملات طائرات حربية أمريكية ،، وشحنة مساعدات عسكرية لهذا الكيان ،، ليواصل الفتك بنا ،، وقتل المدنيين من أبناء شعبنا الفلسطيني وكأن هذا الأخير هو الجلاد ،، والكيان المحتل هو الضحية ،، وهو من تُحتل أرضه وتُغتصب ،، والشكل الأخر من أشكال التعبير عن هذه الوقاحة الأمريكية وتدخلها السافر وانحيازها لهذا الكيان النازي ومساهمتها في قتل المدنيين الفلسطينيين ،، وفق ما أعلنته تلك الإدارة ومن خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي بايدن ورئيس وزراء الإحتلال نتنياهو ووزراء الدفاع ،، عن وقوف الولايات المتحدة الأمريكية الكامل مع هذا الكيان ،، بل وتحذر هذه الإدارة ،، ومعها بريطانيا من تدخل بعض قوى الإقليم في إشارة لحزب الله وغيره ،، كذلك ما أعلنه مسؤول عسكري أمريكي لقناة الجزيرة بأن نشر حاملة الطائرات الأمريكية وسفن حربية شرق المتوسط ،، سيكون له أثر رادع وهو في إطار إظهار الدعم الأمريكي لدولة الإحتلال ،، كما وقد أعلنت الإدارة الأمريكية وعلى لسان جيش الإحتلال عن وصول أول طائرة أمريكية تحمل ذخيرة وعتاد حربي إلى إسرائيل ..*
*شعبنا الفلسطيني له الحق في الدفاع عن نفسه ،، وفي ممارسة النضال والمقاومة بشتى الطرق والأشكال التي يراها مناسبة ،، من أجل إعادة وطنه المغتصب ،، في ظل تخاذل وتقاعس المجتمع الدولي ،، وتنكر الإحتلال لكل قرارات الشرعية الدولية والإتفاقيات ،، والتعدي على مقدساتنا وعلى أسرانا وحرائرنا ،، وأمام انحياز ونفاق العالم لكيان الإحتلال المجرم ،، سيظل الفلسطيني يقاوم ويدافع عن حقوقه ،، ولن يركع ولن يرحل ،، وسيبقى صامداً ،، حتى تحقيق كامل أهدافه الوطنية المشروعة ،، ولن يُعيد مشاهد النكبة أو وطن بديل ،، فلا وطن سوى فلسطين ،، ولا فلسطين إلا بدرة تاجها قدس العروبة ،، ولعل ماحدث صباح يوم السبت 7-10-2023 داخل أراضينا الفلسطينية التي احتلها الكيان الغاصب وشرد وهجر شعبها ،، لهو أمر طبيعي ومشروع ،، وما قامت به المقاومة الفلسطينية وبمشهد جسد ملامح الوحدة الوطنية الميدانية بكل مكوناتها ،، ومختلف ألوانها ،، وقهرت به قادة وجيش الإحتلال ،، وهو الذي يزعُم بأنه الجيش الذي لا يُقهر وهو الأسطورة ،، وهم في الحقيقة الأوهن من بيت العنكبوت ،، فقد مرغت مقاومتنا الوطنية الفلسطينية الباسلة أنفه في تراب فلسطين ،، كما قهرته سابقاً في معركة الكرامة ،، وفي الساحل ،، وديمونة ،، وقهره رائد الكرمي ،، والعبيات ،، وثائر حماد ،، والنابلسي ،، ورعد خازم وحمارشة ،، والتميمي والكثيرين ،، كما قهرتهم عملية خطف الجنود الإسرائيليين الستة عام 1982 وإجبارهم على إبرام أكبر صفقة تبادل في تاريخ الصراع وتحرير أكثر من 4700 من المعتقلين الفلسطينيين واللبنانيين ،، محطمين بذلك كل نظرياته الأمنية والعسكرية ،، فالحدث هو أمر طبيعي ،، وهو في إطار النضال الوطني ،، والسعي الفلسطيني وبأشكاله المختلفة والمتعددة وبكل الوسائل الممكنة لإعادة حقوقه ،، ولن يكون أمن لقطعان المستوطنين ولا جنوده إلا بعودة كامل التراب ،، أو الرحيل عن أرضنا التي اغتصبوها..*
*وفي ظل إعلان كيان الإحتلال الحرب على غزة ،، وأمام مشاهد الدمار الكبيرة ،، وشلالات الدم النازفة ،، والمجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال كل ساعة ،، وقصف متواصل وبشكل عشوائي ،، واستهداف للمساجد ،، والمستشفيات ،، والمؤسسات ،، وحمم القنابل التي تزن أطنان تسقط على المنازل وعلى رؤوس ساكنيها الآمنين ،، دون تحذير أو سابق إنذار ،، وعمليات الإبادة الجماعية لعائلات بأكملها والتي طالت أكثر من 60 عائلة بالكامل ،، ولازالت عمليات الإبادة والتطهير مستمرة ،، فماذا ينتظر العرب أكثر من مشاهد أطفال ممزقة بأعمار لم تتجاوز العام ،، وجثث عبارة عن أشلاء وأخرى متفحمة ،، وضحايا لازالوا تحت ركام المباني والمنازل لحتى اللحظة ؟؟ فهل العدوان على غزة بحاجة لبحث تطورات الأوضاع والتنديد ،، أو بحث سبل خفض التصعيد ؟؟ وما يحدث أليس بحاجة لمواقف فورية تُتخذ خاصة من أنظمة دول التطبيع العربي المجاني لوقف تلك المجازر التي يرتكبها جيش نازي غير أخلاقي ،، لا يُعير أي إهتمام لمبادئ حقوق الإنسان ولا للقانون الدولي الإنساني ؟؟ أم مواقف الأنظمة العربية ،، ورؤسائها كالعادة لن تخرج عن عبارات الشجب والتنديد ،، دون إتخاذ مواقف أكثر رجولة ،، كوقف العلاقات مع كيان الإحتلال وسحب السفراء ،، والطلب من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف العدوان؟؟ وهذا يتطلب من الأمة العربية بجماهيرها الحرة الوفية للقضية الفلسطينية ،، أن تواجه وتتصدى لتلك الأنظمة المستسلمة للرغبة الأمريكية والمنبطحة ،، وتُعلن وقوفها ودعمها للقضية الفلسطينية ،، وتخرج بمليونيات غاضبة ضد المجازر التي ترتكب في فلسطين عامة ،، وقطاع غزة خاصة ،، لتشكل جبهة ضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان ،، وماذا عن حزب الله ،، هل سيرضخ للتهديدات الأمريكية ويبقى متفرجاً ؟؟ أم ماذا سينتظر ليُساند الشعب الفلسطيني ويقف بجانبه بشكل فعلي ،، ويفتح جبهة قتال أخرى ليشتت كيان العدو ويربك حساباته ،، ليحد من وطأة الضربات على غزة ؟؟*
*لك الله يا شعب فلسطين ،، فهو نعم المولى ،، ونعم النصير ،، والمجد والخلود للشهداء الأبرار ،، والشفاء العاجل لجرحانا البواسل ،، والحرية كل الحرية لأسرانا الأبطال ،، وإنها لثورة مستمرة حتى النصر والتحرير ،، والسلامة لأبناء شعبنا ،، وحسبنا الله ونعم الوكيل ..*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب