مقالات
تقريران عن الحرب الأوكرانية / حسابات أوربا / حسابات الأمن اعداد الدكتور ضرغام الدباغ
اعداد الدكتور ضرغام الدباغ

تقريران عن الحرب الأوكرانية / حسابات أوربا / حسابات الأمن
اعداد الدكتور ضرغام الدباغ
كتبنا مرة عن دلالات المثل/ القاعدة العربية المشهورة : “حين لم ينطبق حسابات الحق على حسابات البيدر”. الآن بدت النتائج الأولى تظهر على الأرض، وفي أرصدة البنوك، وفي إحراق ألاف المليارات في الهواء،
الأمر لم ينته بعد، وإن بدت مشارفه تلوح في الأفق، الخسائر هائلة، ولكن هذه القراءة تنبأ عن صورة الموقف وعن المستقبل. بمراقبة دقيقة فقط وبأيدي اختصاصيين، نتمكن من ملاحقة الاحداث وتفسيرها وتحليلها بدقة، الوقوف على دقائق السياسة الأوربية
د. ضرغام الدباغ / برلين
12/ فبراير / 2025
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. ماذا يعني ترامب : حين يقول أوكرانيا قد تصبح روسية يوما ما؟
11 الثلاثاء / فبراير / 2025
وكالة الانباء الألمانية / DW
كرر ترامب قوله إنه يرغب في الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية وقال “أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربما يتوصلون (الأوكرانيون) إلى اتفاق وربما لا يتوصلو
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا عن استعداده للتفاوض، شرط أن تلتزم أوكرانيا مطالبه وهي التنازل عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 والتخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو. لكنها شروط اعتبرتها كييف غير مقبولة.
اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن أوكرانيا قد تصبح “روسية يوما ما” مجددا رغبته بأن تحصل بلاده على معادن نادرة من أوكرانيا مقابل المساعدات التي تقدّمها لكييف ، وذلك قبل اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس.
وبعد ثلاث سنوات من بدء الهجوم الروسي ، أحيت إعادة انتخاب ترامب الذي تعهد إنهاء الحرب “في 24 ساعة”، التكهنات بشأن محادثات سلام. ولطالما رفض زيلينسكي فكرة التفاوض، قائلا إنه يريد الانتصار على روسيا في ساحة المعركة. لكن أوكرانيا تواجه صعوبات أمام الجيش الروسي الذي يتقدم في شرق أراضيها، كما تخشى كييف أن تجف المساعدات الأميركية.
وفي الوقت الذي ستتكثف فيه الاتصالات الرفيعة المستوى في الأيام المقبلة بين واشنطن وكييف، كرر الرئيس الأميركي على قناة “فوكس نيوز” أنه يرغب في الحصول على المعادن النادرة الأوكرانية وقال “أريد أن تكون أموالنا مؤمّنة لأنّنا ننفق مئات مليارات الدولارات. ربما يتوصلون (الأوكرانيون) إلى اتفاق وربما لا يتوصلون إليه. ربما يصبحون روسا يوما ما، وربما لا يصبحون روسا يوما ما”.
وأضاف الرئيس الجمهوري أنه طلب من كييف ما قيمته 500 مليار دولار من المعادن النادرة التي تُستخدم بشكل خاص في صناعة الإلكترونيات. واوضح “أريد استرداد هذه الأموال (…) على الأقل بهذه الطريقة لا نشعر بأننا أغبياء”.
وكان الرئيس الأوكراني أكد الأسبوع الماضي أن بلاده مستعدة لاستقبال “استثمارات من شركات أميركية” في معادنها النادرة، مشددا على أن “جزءا من مواردنا المعدنية” موجودة في المنطقة المحتلة. وتسيطر روسيا على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
وأشار زيلينسكي الاثنين إلى أنه يجري التنظيم للقاء مع ترامب، لكن الموعد لم يحدد بعد.
وكان ترامب أكّد في وقت سابق الإثنين أنّ كيث كيلوغ، مبعوثه الخاص المكلّف السعي لوقف الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، سيزور كييف في 20 شباط/ فبراير. والجمعة، سيحضر زيلينسكي مؤتمر ميونخ للأمن حيث سيلتقي نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، وفقا للرئاسة الأوكرانية.
مخاوف أوكرانية من خسارة الحرب
بالإضافة إلى فانس، يتضمن الوفد الأميركي كيلوغ ووزير الخارجية ماركو روبيو، وفق ما أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هيوسغن للصحافة.
وتأتي هذه اللقاءات فيما تتقدم روسيا في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا حيث سيطرت على العديد من البلدات خلال العام الماضي، معظمها دمر تماما بسبب شهور من القصف الروسي.
وصباح الثلاثاء، أعلن وزير الطاقة الأوكراني أن بلاده فرضت قيودا طارئة على إمدادات الكهرباء، متحدثا عن هجوم روسي على نظام الطاقة. وقال وزير الطاقة غيرمان غالوشتشينكو على وسائل التواصل الاجتماعي “حتى هذا الصباح، ما زال قطاع الطاقة يتعرض للهجوم” مضيفا “بهدف تقليل التداعيات المحتملة على نظام الطاقة، يطبّق مشغل نظام نقل الكهرباء قيودا على إمدادات الطاقة في حالات الطوارئ”. وخلال الليل، أطلق الجيش الأوكراني إنذارات جوية في العديد من المناطق، متحدثا عن تهديدات مسيّرات وصواريخ بالستية.
من جهتها، أفادت السلطات المحلية بهجمات في العديد من المناطق بما فيها زابوريجيا (شرق) وبولتافا (وسط شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق)، ما تسبب في وقوع إصابات.
وقبل أيام قليلة من الذكرى السنوية الثالثة لبدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، دعا زيلينسكي الاثنين إلى “سلام حقيقي وضمانات أمنية فعالة” لبلاده.
وتخشى كييف أي تسوية لا تتضمن التزامات عسكرية حازمة، مثل العضوية في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو نشر قوات لحفظ السلام، مقدّرة أنه خلافا لذلك، سيتمكن الكرملين من التحضير لهجومه التالي.
من جهته، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا عن استعداده للتفاوض، شرط أن تلتزم أوكرانيا مطالبه وهي التنازل عن أربع مناطق في جنوب البلاد وشرقها، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 والتخلي عن فكرة الانضمام إلى الناتو. لكنها شروط اعتبرتها كييف غير مقبولة.
وقال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الشهر إنه مستعد لإجراء مفاوضات مباشرة مع بوتين “إذا كان هذا هو الترتيب الوحيد الذي يمكننا من خلاله إحلال السلام لمواطني أوكرانيا وعدم خسارة المزيد من الأرواح”. وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” السبت أن ترامب وبوتين أجريا مكالمة هاتفية. ورفض الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف تأكيد أو نفي هذا الاتصال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2. حسابات الناتو .. أهداف جديدة باهظة التكلفة لألمانيا
الثلاثاء ــ 11 / فبراير / 2025
وكالة الأنباء الألمانية / DW
تواجه الحكومة الألمانية المقبلة معضلة توفير ميزانية للإنفاق الدفاعي كعضو في حلف الناتو، مصادر تتحدث عن إنفاق قد يبلغ أكثر من 3 % من الناتج المحلي. فهل ألمانيا قادرة على صرف هذه الأموال في ظل المشاكل الاقتصادية؟
ومن القضايا المحورية التي تدور حولها المعركة الانتخابية في ألمانيا حاليا هو كيفية الحفاظ على معدل الإنفاق الحالي البالغ 2% بمجرد استنفاد صندوق الدفاع الخاص بالجيش الألماني.
سيتعين على الحكومة الألمانية المستقبلية التخطيط لإنفاق دفاعي أعلى بشكل كبير، وفقا لأحدث خطط التسليح لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وعلمت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) من مصادر في الحلف أن الحسابات تظهر أن الأهداف المتعلقة بالقدرات الدفاعية لأعضاء الناتو، والتي يجرى إعدادها حاليا، ستتطلب إنفاقا دفاعيا سنويا يبلغ حوالي 3.6 % من الناتج المحلي الإجمالي. وأشارت المصادر إلى أن ألمانيا قد تضطر لإنفاق نسبة تزيد عن ذلك لتحقيق الأهداف المخصصة لها.
تجدر الإشارة إلى أن الهدف الحالي لحلف شمال الأطلسي هو إنفاق ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. بما أن الإنفاق الدفاعي الألماني الأخير كان يزيد قليلا على 2% من الناتج المحلي الإجمالي، فسوف يكون من الضروري جمع أموال إضافية تصل إلى عشرات المليارات من اليورو سنويا لتحقيق الأهداف الجديدة المرتقبة.
ولم يتضح بعد كيف يمكن تمويل التكاليف الإضافية. ومن القضايا المحورية التي تدور حولها المعركة الانتخابية في ألمانيا حاليا هو كيفية الحفاظ على معدل الإنفاق الحالي البالغ 2% بمجرد استنفاد صندوق الدفاع الخاص بالجيش الألماني. وتم إنشاء هذا الصندوق في عام 2022 في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، ومن المنتظر استنفاده في عام 2027
ويبلغ قوام الصندوق في الأساس 100 مليار يورو، ويحسبه الناتو (إلى جانب تكاليف الدعم العسكري لأوكرانيا) كجزء من هدف الإنفاق البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، والذي يتعين على أعضاء الحلف إنفاقه على الدفاع كل عام.
وفي الجدل حول هذه القضية، دعا المستشار الحالي أولاف شولتس مؤخرا إلى إصلاح نظام كبح الديون في ألمانيا وإنشاء صندوق ألماني للاستثمار. ومع ذلك، لا يزال ساسة التحالف المسيحي المحافظ والحزب الديمقراطي الحر ينتقدون المقترحات الرامية إلى تخفيف قيود الديون.
وفي الصيف الماضي، أفاد الناتو بأن الإنفاق الدفاعي في ألمانيا بلغ 6.90 مليار يورو، وهو ما يعادل في ذلك الوقت(عند تحويله إلى أرقام قابلة للمقارنة) نسبة 12.2 % من الناتج المحلي الإجمالي. ولم يتم نشر أرقام أحدث بعد.
وتتعلق الأهداف الجديدة المخطط لها لحلف شمال الأطلسي بالمتطلبات التي يتعين على الدول الأعضاء في التحالف العسكري تلبيتها في إطار التخطيط الدفاعي المشترك. ويتم تحديد تلك المتطلبات وتعديلها بانتظام لتفي بمواجهة التهديدات الحالية وتطورات السياسة الأمنية.
الصيف الماضي، أفاد الناتو بأن الإنفاق الدفاعي في ألمانيا بلغ 6.90 مليار يورو، وهو ما يعادل في ذلك الوقت – عند تحويله إلى أرقام قابلة للمقارنة – نسبة 12.2 %من الناتج المحلي الإجمالي.
وقد دفعت السياسة التي تنتهجها روسيا بحربها ضد أوكرانيا والاتهامات الموجهة لها بشن حرب هجينة مخططي الدفاع في الناتو إلى زيادة الأهداف بشكل كبير. ومن المقرر أن تتم الموافقة على أهداف القدرات المخطط لها حاليا في اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في يونيو/ حزيران المقبل.
وبحسب دبلوماسيين، فإن هذه الأهداف تغطي فترة تخطيطية حتى عام 2044، على
الرغم من أن العديد منها يتعين تحقيقه قبل ذلك بكثير، مثل الإيفاء توفير أنظمة أسلحة معينة وعدد قوات معين.
وحتى الآن لم يتضح مدى التأثير الذي سيكون للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على عمليات صنع القرار في الناتو. وقد دعا ترامب مؤخرا مرارا الحلفاء إلى إنفاق 5% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع في المستقبل. ومن وجهة نظر ترامب، فإن الشركاء الأوروبيين لا يفعلون سوى القليل للغاية فيما يتعلق بالدفاع ويعتمدون بشكل كبير على الحماية التي توفرها الولايات المتحدة. وخلال فترة ولايته الأولى من عام 2017 إلى عام
2021، هدد ترامب بالانسحاب من الناتو بسبب ذلك. ويترقب المحللون الآن عقد الاجتماع الأول للناتو مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث يوم الخميس (13/ فبراير) المقبل.
وبالنسبة لألمانيا والعديد من دول حلف شمال الأطلسي الأخرى، فإن هدف 5% يعني أنها ستضطر إلى زيادة إنفاقها الدفاعي لأكثر من الضعف. وقال شولتس في يناير/ كانون الثاني الماضي على هامش فعالية انتخابية في بيلفيلد: “5% تعني أكثر من 200 مليار يورو سنويا، والميزانية العامة لا تصل حتى إلى 500 مليار يورو… لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال زيادات ضريبية هائلة أو تقليص هائل في الإنفاق على العديد من الأمور المهمة بالنسبة لنا”.
ع.خ/ (د ب ا)
وكالة الأنباء الألمانية / DW