مقالات

الإرهاب والعدوانية الغربية بقلم الدكتور عزالدين دياب

بقلم الدكتور عزالدين دياب

الإرهاب والعدوانية الغربية
بقلم الدكتور عزالدين دياب
كلما وقع حادث ارهابي تتداعى الفضائيات إلى دعوة أهل الاختصاص لمناقشة الواقعة الإرهابية،وغالبا أو في بعض الفضائيات،يستدعي صاحب البرنامج أو الحلقة الخبراء والمحلل الاستراتيجي ..إلى آخره. لمناقشة الواقعة الارهابية التي وقعت هنا وهناك من أنحاء أوربا والولايات المتحدة الامريكية،وغالبا ما يختار المذيع المحلل الذي يتجاوب مع رغباتهً فيأتي على معالجة الواقعة من منظورلايحرج المذيع.
عقلية العدوانية الغربية وطريقة تفكيرها. لاتحتاج إلى هذا المذيع أو ذاك الاستراتيجي،وقد أصبحوا كثرة وإذا سألت أحدهم كم مؤلفا لك في العلم الاستراتيجي فيصمت على طريقة إجابته للمذيع مسايرا منطق الرغبة عنده حتى لايعاقب.
أقول لقادة العدوانية الغربية من وعد بلفور وسايكس بيكو وإنشاء الكيان الصهيوني ،ومن قبل من حروب الفرنجة التي سميت تضليلا (بالصليبية) إلى استعمار الوطن العربي وأجزاء كثيرة من العالم الإسلامي،وصولا إلى ثورة المليون شهيد في الجزائر..إلى العدوان الثلاثي على مصر وانتهاءبجريمة احتلال العراق وضرب ليبيا واليمن وسورية ،ودعم الأنظمة الاستبدادية والتبع من الحكام العرب. كل مظاهر وتعينات العدوانبة الغربية ومشاهدها وشواهدها التي أتينا عليها أليست كافية لخلق روح الانتقام والثأر التي تتجلى في مظاهر وحوادث وواقعات الارهاب التي نشاهدها،ثم أليس الفكر الانتقامي الثأري هو في نهاية التحليل فكر حامله اليأس،وهذا الأخير له ارتداداته الدينية المرتكزة أصلا على الثواب الديني ،وفي الثواب الديني بالاضافة للجنة ساحة كبيرة للغل وإشباع روح الانتقام،وإسقاط العبءالذي يتحمله المنتقم من عدوانية الغرب التي حملت الإنسان العربي /المسلم الهموم والذل والقهر وهدر الكرامة وتنكيس الرأس.والبحث عن حلول قاعدتها الثقافية الكراهية للغرب ،والانتقام منه.
تاريخ طويل من هذه العدوانية وتراكمها ومغذياته من جرائم الأنظمة الغربية وأنباعها من أنظمة مستبدة كافية لتفعيل الفكر الانتقامي ،الذي اصطلح عليه الارهابي علما أنني ضد الارهاب في مشاهده وأمقت بشدة إجرآته من دهس وطعن،وتفجير وأدينها بشدة،وأمقت فاعلها.ولكن الفكر الانتقامي الثأري يقوى في المجتمعات المقهورة والمغلوب على أمرها،والفاقدة للأمل في حياة سليمة خالية من الغل والفساد والظلم.
وأطرح على سبيل المثال لقادة العدوانية الغربية عن إجراء يضعف الفكر الانتقامي الثأري في الوطن العربي الإسلامي،وينزله العديد من الدرجات،وأريد به حلا وتصحيحا لوعد بلفور الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية في أراضي فلسطين المحتلة في كل الضفة الغربية وغزة،وبالتأكيدإلغاء ما يسمى المستوطنات،دولة فاسطينية مالكة لمقومات الدولة بكل معاني الأمن الوطني والسيادة،وحق البقاء.
وأنا أراهن قادة العدوانية الغربية أن هذا الحل سيخفف الفكر الانتقامي الثأري الذي انفقتم على تسميته الارهاب وأنتم تغمضون العين على كل جرائمكم في الوطن العربي/الإسلامي ..من الأمس إلى اليوم.
سؤالي لأهل جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان في الغرب كم من منتقم وصاحب ثأر أنتجته جريمة احنلال العراق،وكم من منتقم يشكل مشروعا لشاب يفجر نفسه،أو يركب سيارة ويدهس الناس الأبرياء في الشارع ؟
بربكم وربكم الظلم والفساد والمال في بلاد العرب،هل يستطيع ترامب أن يقدم حلا للقضية الفلسطينية ترضي الشعب الفلسطيني وتصحح جزءا من وعدبلفور المجرم،وإلى جانبه صهره الصهيوني بامتياز؟
أقول لكم ياقادة العدوانية الغربية سيتكاثر جيش الانتقام والثأر والضغينة مالم تبدلوا من عدوانيتكم تجاه العرب،فالعروبة هي الإسلام والإسلام على نحو واَخر هو العروبة،ولم يعد التاريخ الراهن له هنوده الحمر،ولم تعد الجغرافيا تتسع من جديد لإقامة كندا وأمريكا واستراليا..إلى آخره. .
عزالدين دياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب