
تسميات استعمارية عن الدول والمناطق الاستراتيجية جيوسياسية
بقلم علي رعد
ان في نشرات الاخبار ومواقع التواصل الاجتماعي مصطلحات ” الشرق الأقصى ” و” الشرق الادنى ” و ” الشرق الأوسط ” إليكم فيما يلي تاريخها وماذا تعني:
الشرق الأقصى Far East : الشرق الأقصى هو تعبير عن منطقة جغرافية تشمل شرق وجنوب شرق آسيا بالإضافة إلى الشرق الأقصى الروسي و دخل مصطلح «الشرق الأقصى» حيز الاستخدام في الخطاب الجيوسياسي الأوروبي في القرن الثاني عشر، مشيرًا إلى الشرق الأقصى باعتباره «الأبعد» من «مناطق الشرق» الثلاثة الأخرى، ما وراء الشرق الأدنى والشرق الأوسط. كان مصطلح «الشرق الأقصى» بين الأوروبيين الغربيين، يشير إلى أي شيء أبعد من الشرق الأوسط. في القرن السادس عشر، قبل الحقبة الاستعمارية. و دول الشرق الأقصى هي اندونيسيا ، تايلند ، الصين ، الفلبين كمبوديا، ، الكوريتين، ميانمار ، الهند ، اليابان .
الشرق الادنى Near East:
هو تعبير دبلوماسي أطلقتهُ وزارة الخارجية البريطانية على منطقة تشمل : تركيا وسوريا ولبنان وشرقي الاردن ومصر .
الشرق الأوسط Middle East:
هو تعبير أمريكي أُطلق أثناء الحرب العالمية الثانية على المنطقة اعلاه ومعها الجزيرة العربية والخليج العربي والعراق وإيران ☫ .
وأستُخدم التعبير الثاني من أواخر القرن الثامن عشر وحتى سنوات ما بعد الحرب العالمية الأولى حيث اخذ التعبير الثالث بالتداول حتى يومنا هذا وتتسع مساحتهُ الجغرافية بمعنى اخر بموجب اغراض سياسية أوربية وعالمية لأهداف وإستراتيجيات مختلفة.
وشكلت عدم التحديد الجيوسياسي أشكاله مضافة إلى ذلك الكم الهائل من التعقيدات السياسية والديمقراطية فيه وكأن المعنيين بهذه التسميات أرادوا حصرها في المناطق المتعددة الاعراف والسلالات والطوائف والثقافات لخلق المبررات لكل الكتل الاجتماعية الحيوية ذات الخصوصية الاثنوجرافية بالمطالبة بنوع من الاستقلال والحكم الذاتي.
ومن جهة اخرى عند تحليل دوافع اسباب التسميات التي مر ذكرها لا نجد اي اثر للعامل المحلي فيها .
فلو كان لها أي أثر واضح لكانت التسميات مثلاً ” الشرق العربي الإسلامي ” أو ” العالم العربي ” أو ” الشرق الإسلامي ” بالرغم من وجود المميزات والخصائص الحضارية والفكرية والعقائدية صوب ذلك.
وعلى الرغم من ظهور محاولات بهذا الصدد لكنها لم ترتق إلى المستوى الجدي.
بقيت هذا المصطلحات صعبة التحديد بصورة قاطعة وبقيت الحدود في هذه الأقسام معرضة للتبديل من حين لآخر حسب التصنيف أو الهدف الذي يسعى إليه الباحثون أو تتخذه هيئة خاصة أو دولية، أو وزارة من وزارات الخارجية في العالم وهذا ما جرى ويستمر جريانه الآن بشكل واقعي من قبل بعض الدول الكبرى التي تقوم، من أجل حماية مصالحها، ودعم هيمنتها بدفع جيوشها لاحتلال أجزاء من هذه الأقسام ثم بتعديل الحدود بينها وفقاً لما يخدم توجهاتها السياسية وأهدافها القريبة والبعيدة طارحة من أجل ذلك تسميات وخرائط جديدة، كتسميات المذكورة.