مقالات

الوطنية و صدقيه الانتماء

الوطنية و صدقيه الانتماء

المحامي علي ابوحبله

مفهوم الوطنية الصادقة عكس متسلقي الوطنية للحصول على المكسب والمغنم تحت غطاء ما يدعونه أنهم غيورون على الوطن والوطن منهم براء لان ألوطنيه في قاموسهم مكسب ومغنم. مركز ووظيفة فأضاعوا الوطن بمفهومهم وتعريفهم للوطنية وهنا تكمن افهميه تعريف الوطنية

 فالوطنية ليست عبارات وكلمات رتيبة منمقة تكتب بأحرف ملونة على يافطات من قماش

تعترض الشوارع أفقيا مربوطة بحبال على أعمدة الكهرباء والتلفونات وتهزها نسمات الخريف  جيئة وذهابا.

 الوطنية ليست بذل كل ما بوسع الفرد من جهود للوصول إلى مركز مرموق في السلم الوظيفي أو السعي لاقتناص ما يمكن اقتناصه من مقدرات هذا الوطن إذا سمحت الفرصة , والوطنية ليست خطبا وقصائد وهتافات تلقى من أعلى المنابر المختلفة في الاتجاهات والتيارات والمقاصد. وليست الوطنية ان نقوم بالاعتصام والإضرابات العشوائية الغير مدروسة  تحت وطأة الضغوط  في مرحلة من اللامنهجية ومن عراء الفكر وفي هالة من البؤس السياسي والعبء الاقتصادي الذي يثقل كاهل السواد الاعظم من الشعب , كل هذا سيؤدي حتما الى نتائج سلبية وخيمة لن تؤثر الا على المواطنين أنفسهم.

إنما للوطنية هدف واحد ومعنى واحدا ونتيجة واحدة لا يختلف عليها اثنان.هو المكان الذي اليه انتمي ومنه تكون جسدي ونما وفيه كبرت معي أمالي وأحلامي التي تحققت والتي مازالت عالقة في أفق الماضي ولكنها ذكرى عزيزة لمكنوني الداخلي وعلاقتي مع المكان الذي فيه عشت وترعرعت  وفيه زرعت ذكرياتي ذات يوم .منه خرجت واليه سأعود. هو مصيري ومصير أولادي من بعدي .

 فليحفظه الله وليحمه ويبعد عنه الأيدي القذرة العابثة. وكل اؤلئك المرتزقة من أصحاب الفئوية والشللية والفتونه من أصحاب النفوس المرتزقة التي لا تجد لها سبيلا الا من خلال التسلق على حبال الوطن باسم الوطنية عبر شعارات رنانة لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الوطن وتحرره وتحريره

 ولكم أعجبتني كلمة الرجل النصف متوحش في فيلم اوبوكاليبتو عندما طارده رجال قبيلة الغزاة, حيث وقف قبالتهم في قاع الوادي وقال:    أنا قائمة ايغورا العظيم وهذه الغابة ملك لي ولن تخرجوني منها, لقد اصطاد بها آبائي وأجدادي من قبلي, وسيصطاد بها ابنائي مع ابنائهم من بعدي.

لذلك فنحن بحاجة إلى أن نراجع أنفسنا حول مفهوم الوطنية، ما هو معناه وما حدوده، ما هي أساليبه. ونحن بحاجة أيضاً أن نوضح لأنفسنا أن الوطنية لا تعني أبداً الاستقتال في سبيل “شخص” أو في سبيل “سياسة” أو هدم كل شيء في سبيل قيام قناعة دينية او فكرية، ولكنها تعني

وطن بحدوده، بصحرائه، بجباله، بسهوله، بباديته، بحاضرته،  بالطفل الذي يركض ضاحكاً وهو خارج من مدرسته، بالفرح والحزن، بالبكاء والضحك، بشجار الباعة وصراخ العامة، بتكبر الأغنياء وأنفة الفقراء، بشكوى الناس من حكوماتهم ،

من اجل ان نقترب من الوطنية الصادقة علينا ان نشعر بها في داخلنا , نتحسسها ونلمس سبر غورها لا ان نتتفوه بها جذلا وهذرا دون ان نعيها نتفوه بها ونزج ما تلون من الاحرف والكلمات عندما نتغنى بها وذلك من اجل بعض المكاسب أو المناصب الزائلة,

.الوطنية حس معنوي عاطفي يربطنا بالارض والمكان وما نشترك به مع الاخرين من ابناء جلدتنا لغة وعقيدة وثقافة وتاريخا. وما يربطنا بذكريات المكان ويسكب في قلوبنا الحنين له اذا ابتعدنا عنه , والمواطنة هي اجراء عملي يدفع الفرد الى التعاون مع الجماعة من اجل المعطيات المذكورة سابقا ومن أجل بناء الوطن والارتقاء به ولا يتحقق هذا الا بالعمل الجماعي المتسم بالاخلاص والوفاء والايثارية.

 وليكن  مثالنا في الايثارية والانتماء والإخلاص للوطن والمواطنة الصالحة هم اؤلئك الذين يرقدون هناك بسلام بعد ان قدموا أرواحهم رخيصة فداء الوطن وآخر ما لديهم لهذا الوطن  دون انتظار أي مردود دنيوي او حتى كلمة ثناء وشكر.انما ايمانا منهم بواجبهم تجاه موطنهم الذي أحبوه وقدموا له كل غال ونفيس في سبيل الحفاظ على كرامته وعزته ورفعته .فتحية لهم وسلام عليهم وعلى كل من يملك حسا وطنيا صادقا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب