مقالات

الحزب الشيوعي العراقي بين العمالة والانتهازية! بقلم الدكتور غازي نصير

بقلم الدكتور غازي نصير

الحزب الشيوعي العراقي بين العمالة والانتهازية!
بقلم الدكتور غازي نصير
قبل يوم نشرت وجهة نظري حول الأحزاب في العراق، والظاهر دست على عصب حساس بخصوص الحزب الشيوعي العراقي. فكان رد البعض منهم يتهمني بان كلامي ” غير دقيق والتعميم من خصائص التفكير غير السليم وفقدان المنطق وعدم الموضوعية قدم دليل على ان الحزب الشيوعي يشترك مع تلك الاحزاب بما ذكرته.” وآخرين تهجموا علي شخصيا، بدل ان يفندوا ما كتبت!
هذا ردي ولهم كل الحق بإبداء رأيهم ولكن بدون تجريح او تهجم.
عمري تجاوز السبعين بثمانية سنوات( اكبر من عمر رئيس الحزب الشيوعي الحالي : رائد فهمي. عايشة الأحداث السياسية من الملكية ولحد الان. فعنوان هذه المقاله ما جاء اعتباطا ولا تحيزا لاي فئة سياسية ولا كرها بالحزب الشيوعي، وانما حقائق واحداث عشتها مثل اي عراقي في مثل عمري الان!
١- ظاهرة الميليشيات سمة من سمات الدولة العراقية الحديثة. منذ تأسيسها عام 1921، شهدت ظهورا للكثير من الأحزاب والتنظيمات العسكرية، كان لها نشاط مؤثر في الكثير من الأحداث.
‎ربما نتفهم الظاهرة في بعض المراحل التاريخية من عمر الدولة العراقية خاصة في عهد الوصاية البريطانية على الحكم الملكي، حيث كانت كل النشاطات السياسية والأدبيات تشير إلى مناهضة الاحتلال، وحماية الفلاح والقضاء على الإقطاع والبيئات الريفية والعشائرية لنفسها، والمعروف عنها حمل السلاح خارج إطار الدولة، التي كانت أساسا دولة ضعيفة فاشلة خاضعة للوصاية
٢- اول حزب ادخل المليشيات العسكرية إلى العراق هو الحزب الشيوعي!
كان النظام الملكي مدني دستوري لايملك سوى الجيش والشرطة والامن العام فقط لاغير . لكن بعد ثورة ١٤ تموز 1958 بقيادة الزعيم عبدالكريم قاسم . الزعيم لم يكن شيوعيا وانما ابن خالته فاضل عباس المهداوي ومجموعة من الضباط كانوا من الشيوعيون، فانتهزوا انتصار الثوره وتم تأسيس اول ميليشيا عسكريه وهي (المقاومة الشعبية ومليشيا أنصار السلام) وانتشرت حبال السحل والقتل والترويع في الشوارع بشكل مرعب وبشع ومميت .
٢- اول من ادخل سياسة سحل جثث معارضيهم بالشوارع.
أول تشكيل مسلح تأسس بعد ١٤ تموز ١٩٥٨ حيث قامت الحكومة العراقية( الجمهورية ) بتسليحه وتمويله وتجهيزه ( للدفاع عن مكتسبات الثورة الخالده كما قيل). تم تشكيلها بقانون في ١ آب ١٩٥٨. ترأس هذا الفصيل المسلح ( الذي ضم رجال ونساء ) العقيد طه البامرني ( آمر الحرس الملكي السابق الذي انحاز للإنقلابيين) .
ارتكبت هذه المليشيا جرائم مختلفة بحق مختلف فئات الشعب العراقي خارج سلطة النظام والقانون ومنها في آذار ١٩٥٩ في الموصل ابان حركة الشواف وتموز من نفس العام في كركوك حيث تم قتل عدد من المدنيين وسحل جثثهم في الشوارع وتعليق جثثهم في أعمدة الكهرباء لأيام . ومن ينسى هتافاتهم: ” ما كو مؤامره تصير والحبال موجوده”، “ما كو زعيم الا كريم”، “شيلوا سفارتكم ما نريد وحدتكم “، جمهوريتك يا كريم مستحيل تصير اقليم”.كل هذه الهتافات موجهة إلى القوميين العرب والبعثيين!
أصبحت ميليشيا المقاومة الشعبية القوة الضاربة بيد الحزب الشيوعي وظهر دورها الواضح عندما خرج الشيوعيين في مظاهرات للمطالبه رسميا بادخالهم للحكم والسلطة . الشعار الذي كان يردده الكثير من الشيوعيين ومؤيدي الحكومة في إحدى المسيرات: “عاش زعيمي عبد الكريم، حزب الشيوعي بالحكم مطلب عظيمي”.
وبحلول عام 1959 أصبح للحزب قاعدة جماهيرية يقدر عددها من 2.000,000 إلى 2.500,000 مما اوجس خيفة في قلب عبدالكريم قاسم لاحقا من الحزب الشيوعي بعد ان ادرك بأن يمكن ان يخسر كرسيه لصالحهم بعد ان أصبحت المقاومه الشعبية قوة عسكرية خارج سلطة الدولة. فتم حل المليشيا في ١٩٥٩ وأعتقل معظم قادتهم إلا انه أبقى على التيار الموالي له وكان من قياداته
العميد الطيار جلال الاوقاتي قائد القوه الجوية والمقدم فاضل عباس المهداوي رئيس محكمة الشعب وابن خالة الزعيم .
وعلى اثره انقسم الحزب الشيوعي بين صفوفه حول أفضل وسيلة للتعامل مع الزعيم فاقترح بعض الأعضاء على حسين الرضي (سلام عادل) سكرتير الحزب بالقيام بانقلاب واقترح البعض الاخر الاستمرار بدعمه باوامر من قادة الاتحاد السوفيتي واستمر الحال حتى سقوط النظام عام ١٩٦٣.
وعندما حدث الانقلاب كان عدد المنتمين للحزب اقل بكثير من عام 1959 وأصبحوا هدفاً للبعثيين الذي ربطوا اسم الحزب الشيوعي مع عهد الزعيم
مع احداث مجازر كركوك والموصل فوجه ضربة شديدة إلى الحزب، وقاموا في عام 1963 بحملة منظمة لقتل الشيوعيين راح ضحيتها ما يقارب 5000 شيوعي كان من بينهم حسين أحمد الرضي سكرتير الحزب الشيوعي آنذاك(سلام عادل).
صح ما كان رئيس الجمهوري شيوعي لكن غالبية الضباط ومفاصل الدوله بيد الشيوعيون والدليل على ذلك عندما سقط النظام في شباط ١٩٦٣ تم تصفية اغلب العناصر الشيوعية من قبل حزب البعث.
في اسفل هذه المقله صورة لاستعراض فصيل من المقاومة الشعبية بسلاحهم في شارع الرشيد في بغداد آذار سنة ١٩٥٩ بعد ثورة الشواف.
احفادهم الان في المليشيات العراقية بعد ٢٠٠٣ مثل جيش المهدي وبعدها صاروا سرايا السلام ومنظمة بدر ( فيلق بدر سابقا)، الحشد الشعبي، عصائب اهل الحق، كتائب حزب الله،
في العراق كتلة تدميرية اذا ما مسكت الحكم اهلكت الحرث والنسل وهذا ما يحصل الان.
٣- الحزب الشيوعي العراقي بدأ عميلا للاتحاد السوفيتي وانتهى انتهازيا وذلك بالخضوع للاحتلال ثم التحالف مع الأحزاب الطائفية والإسلامية.
‎ الحزب الشيوعي العراقي اصبح نكته
‎ تاريخية سمجه بعد احتلال العراق
‎عام ٢٠٠٣، ليس لأنه انشق على نفسه بقيادتين، بل لأنه قدم نفسه كخادم مطيع للإمبريالية الأمريكية المحتلة للعراق، الذي رفع ضدها الشعارات البراقة.
‎وانهارت فكرة “الوطنية الشيوعية” التي ينادي بها الحزب عبر تاريخه عندما شارك زعيمه آنذاك حميد مجيد موسى في مجلس الحكم المنحل الذي عينه الحاكم الأمريكي بول بريمر، ليكون أداة ليس فقط بيد المحتل الأمريكي، بل أحد هوامش الأحزاب الطائفية التي استحوذت على الحكم.
‎واستمر انهيار الحزب الشيوعي العراقي عندما تحالف مع التيار الصدري وشارك في قائمة انتخابية واحدة، قبل أن يقاطع الانتخابات الأخيرة، لتتحول “الشيوعية العراقية” إلى نكته سياسية تاريخية قل نظيرها في التناقض والازدواجية.
كان الحزب الشيوعي العراقي طرفًا فاعلًا مهمًا في في تاريخ العراق قبل أن يأفل نجمه. مع ذلك، يسعى الشيوعيون إلى استعادة أمجاد ماضيهم بدفاعهم عن حقوق المرأة والعلمانية في بلد يبقى “فصل الدين عن الدولة” فيه مجرّد فكر وأحلام العصافير.
بالفعل كان الحزب الشيوعي طرفًا مهمًا في محطات تاريخية عديدة في العراق. فبين عامي 1940 و1950، رفع الشيوعيون شعارات “العدالة الاجتماعية ومناهضة الامبريالية وإعطاء صوتٍ للمحرومين. والان يتعاملون مع الأحزاب الدينية الرجعية وذيول ايران .
٤-أما عدد أعضائه، فقليل جدا
ويشكّل استقطاب المناصرين لهذا الحزب العلماني امتحانًا صعبًا ومعقدًا إذ إن عليه أن ينافس الأحزاب الكبرى التي تتخذ من الدين والطائفة هوية وعقيدة .
٥- هدف الحزب الشيوعي الان:
‎ يشرح رئيس الحزب الشيوعي الان رائد فهمي بان أهداف الحزب تغيرت وهدف الحزب حاليًا ليس الوصول إلى الحكم، بل طرح الأفكار وتحفيز النقاش حول العلمانية والعدالة الاجتماعية وحقوق النساء
وهذا تحدٍّ كبير في بلد تهيمن فيه الذكورية والتقاليد العشائرية!
‎يرى رئيس الحزب الحالي رائد فهمي أن الأوضاع تتغير. ويقول من مكتب الحزب “بالنسبة لدور النساء، الأمر صعب لكن هناك تقدّمًا. نرى بعض الشباب الذين لديهم موقف أكثر انفتاحًا”.
‎وتؤيد زينب عزيز هذه القضايا وتقول إنها قريب من أفكار الحزب. وتقول إن “الأحزاب الدينية التي تسيطر على البلاد تجعل الحياة صعبة على النساء والشباب الذين يتوقون إلى الحرية”، مشددة على أن “الحزب الشيوعي هو أول من دافع عن المرأة”.
‎مع ذلك، فقد فوّت الشيوعيون فرصتهم الأولى. ففي تشرين الأول 2019 أثناء الحركة الاحتجاجية الواسعة ضد النظام التي تعرضت لقمع دموي من قبل ميليشيات الحشد الشعبي، ولم يتمكن الحزب الشيوعي العراقي الذي كان بإمكانه أن ينادي بشعارات العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، من إسماع صوته.
‎وترى مارسين الشمري أن “تلك كانت فرصة ضائعة للحزب الشيوعي الذي كان بإمكانه بسهولة البناء على الشعور المناهض للإسلامية الطائفية والخروج كبطل التقدمية والعلمانية”.
‎وأضافت أن الحزب يمثّل “الحرس القديم للمجتمع المدني وحركة تشرين”
‎واقع الحال أن قلة يجذبهم هذا الخطاب ويدخلون صفوف الحزب، لكن بحسب فهمي، فإن الحزب يستفيد من علاقاته مع النقابات والجمعيات وفي أوساط الطلاب. وهؤلاء ليسوا بالضرورة هدفًا سهلً
. برهنة كل هذه الأحداث والمواقف ان الحزب الشيوعي انتهازي بامتياز وما شعاراته إلا فقاعات هوائية لا زال قله من العراقيين منجذبين إلية.
مر الحزب الشيوعي العراقي بعدة مراحل من ” لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار ” إلى الحزب الشيوعي العراقي، إلى القياده المركزية، إلى ، إلى إلى وانشقاقات أفقية وعمودية، ولكل شخص له مجموعته وشلته وتشكيله الخاص.
سبق وان قلت :
لا تجادل العنيد لانه لا يقتنع!
لا تحاول ان تناقش الجاهل لانه لايفهم!
ولا المتحيز لانه عقله مغلق!
المعلومات من مصادر مختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب