
أي قمة للمناخ بعدك يا غزة؟ نفاق الغرب فاق كل منطق!
مريم بوزيد سبابو
تختلف أحلام الكبار عن أحلام الصغار، أحلام الدول العظمى وأحلام الدول الصغيرة، السائرة في طريق «النمو» و«التنازلات» الكثيرة، وهل يوجد أكثر من محاولات التنازل عن الحق في الحياة والحق في الأرض، والحق في رغيف خبز وجرعة ماء.
هكذا تحلم الدول والحكومات الحاضرة لقمة المناخ الدولية في دبي في الانتقال من استعمال الطاقة الأحفورية الملوثة للبيئة والحياة إلى استعمال الطاقات المتجددة النظيفة، لكن هذه المفاهيم الكبيرة على عالمنا «المظلوم» ومشاركة رئيس الكيان الصهيوني، جعل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مستائين ومرتابين من «نوايا قمة المناخ»، بنشرهم صورة «المناخ في غزة»، بعد الدمار الشامل الذي ألحقه جيش الكيان الصهيوني بالبشر والطبيعة والمياه والهواء، والبنى التحتية والفوقية، مقابل صور «الفخفخة» للوفود المشاركة في قمة المناخ في دبي. وعلق «دامرجي رضا» على صفحته على فيسبوك: «يشارك الرئيس الإسرائيلي هرتزوغ في قمة المناخ في الإمارات العربية، وهناك سوف يعطيهم خبرته في الحفاظ على المناخ: كيف تقصف المدنيين بمئات آلاف قنابل الفسفور، كيف تستخدم قنابل 2000 رطل في قلب الأرض عاليها لسافلها، كيف تهلك الحرث والنسل وتقطع الهواء عن الأطفال الخدج، كيف تقصف محطات تكرير المياه وتسمم شعبا كاملا بإجباره على شرب مياه ملوثة، كيف تستهدف المشافي وغرف عملياتها ومولدات طاقتها ليموت الجرحى بتلوث جراحاتهم والتهاباتها، كيف تجرف الشاطئ وتدمر معالم الجمال فيه؟!
وبعد أن ينهي كلمته سينال تصفيق الحاضرين وخاصة العرب، بحماسة منقطعة النظير. كما عبر البعض الآخر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا عن امتعاضهم من الوفد الليبي الكبير الذي قام بتشكيله رئيس الحكومة الدبيبة للمشاركة في قمة المناخ. فكتب عبد السلام رمضان الحشر منشورا على صفحته على فيسبوك قائلا: «تكليف 36 شخصا لحضور قمة المناخ في الإمارات، علما أنهم لا يعرفون الفرق بين المناخ والطقس! هذا وقد أكدت كل من أمريكا وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا، حضور ممثل واحد عن كل دولة. خسارة يا ليبيا».
وفي صفحة أمير عبد الرحمن نقرأ: « قرار تشكيل لجنة مكونة من 49 شخصا للمشاركة في مؤتمر قمة المناخ المنعقد في الإمارات. بإذن الله تعالى لم يعد هناك لا عاصفة تفكر مجرد التفكير أنها تقترب من ليبيا»! وهناك من ذهب إلى أبعد من «قلب» المسؤولين على المناخ وربط تواجد الوفود هناك لأسباب أخرى، كما كتب «تجمع المعيدين في الجامعات الليبية»: «قمة المناخ 28 في دبي في دولة الإمارات العربية، الدبيبة يرسل وفدا ضخما يتكون من 35 شخصا، فهل كل هذا بسبب الاهتمام بالمناخ أم أن هناك أسبابا أخرى خفية وراء هذا العدد الكبير؟ مع العلم أن رئيس الكيان الصهيوني المحتل مشارك أيضا في هذه القمة، فهل ستكون هناك لقاءات سرية مع مسؤولي الكيان الصهيوني. التطبيع خيانة»!
بالفعل ومع استمرار حرب الإبادة الصهيونية على غزة يستقبل رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ ليشارك في قمة المناخ، في ذروة الحرب التي قتلت فيها إسرائيل أكثر من 20 ألفا. فكتب «الباهي باهي» على صفحته على فيسبوك. هل هي قمة لحماية أمنا الأرض، أم قمة لـ«القضاء» على ما تبقى للعرب من كرامة ورفض للتطبيع؟
يا قاتل «روح الروح» وين تروح؟!
انتشرت صور ومقاطع فيديو لـ«أبوضياء الفلسطيني» أو الشيخ خالد النبهان، على منصات التواصل الاجتماعي، وعلى القنوات المختلفة، الجد الموجوع المكلوم، الصابر المحتسب، بعد استشهاد حفيديه أولاد ابنته «ريم روح الروح وأخيها طارق».
«ريم حبيبة جدها يصورها ويلاعبها على البسكليت» قصف البيت الموجود في منطقة أمنة، كما ادعى جيش الاحتلال، كان يعتقد «الجد أنهما نائمان وبدأ ينظفهما ويطلب من «ريم» أن تصحو.
الجد أبكى العرب والعجم، ولم يتحرك لحكامنا جفن ولم ينددوا مجرد التنديد. الجد بالرغم من كل أوجاعه، كانت الذكريات تضحكه وتبكيه، يردد أمنية أحفاده، وهما يطلبان منه «موز» و«تفاح» بعد حرمان أكثر من أربعين يوما، فاحضر لريم «كلمنتينا»، بالرغم من غلائها يبكي ويضحك. «ريم» التي تشبهه وتتقاسم معه يوم ميلاده، الموافق 12 ديسمبر/كانون الأول، نعم إنه عيد ميلاد «روح الروح». لقد قام الجد بتوثيق لحظات فرح «روح الروح» ورقصها وكلامها، وأناقتها وروحها الحلوة المرحة، كأنه يعلم أن ما سيبقى له سوى تلك الصور والفيديوهات، التي لم يحظ بها حفيده طارق. لا شيء يبقى أمام جبروت الصهاينة، لا البشر ولا الحجر، وتغضبهم ابتسامات الأطفال وتؤرقهم كرامة الصغار والكبار، وصمود أشجار الزيتون.
«ريم» لأول مرة لا تسمع كلام «إي أو» جدها، كما كانت تناديه، ولم تفق، فضلت نومة الشهيد، ولم يبق من «ريم» سوى فردة حلق٠(قرط). «فيديو زلزل قلوب العالم، وأبكى الجميع، من له قلب إنسان حتى في العالم الغربي، كل الناس كتبت وتبنت كلام الجد «روح الروح»، الكلمة التي هزت أرواحنا جميعا، التي زلزلت العالم. كما قالت الصحافية في قناة «ديوان أف إذاعة صفاقس أم» هذه الأخيرة التي اتصلت بالسيد علي بدوان، وعلى قناتها على اليوتيوب» يتكلم أب الشهيدين، عن المأساة التي أصابت عائلته، محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره، وهو الموجود في مصر بعيدا عن أهله، وما زال معلقا بمعبر رفح الموصد في وجه الفلسطينيين «مما جعل مأساته مضاعفة»، فصل في سيناريو ما حدث لأسرته، وكان ينوي في هذه المرة التي يزور عائلته أن يأخذهم إلى البقاع المقدسة لأداء عمرة، لكن الموت سبقه إليهم. «سبحان الله هم أحياء، هذه ضريبة أهل فلسطين وضريبة الجهاد وضريبة استرجاع الأراضي، سبحان الله كلنا فداء لهذه الأرض»، كما قال الوالد.
ويضيف «ما شاء الله كل العالم شاف ريم وصور ريم، شاف ريم الأنيقة، البنت المرتبة، حينما كانت تلبس أجمل الثياب، وسافرت لأجمل المدن، وصاحبة أجمل ابتسامة. بقيت فقط والدة ريم وأخوها أحمد، صاحب الثماني سنوات في المستشفى.
ستصبح «روح الروح سفيرة مفوضة، فوق العادة، لتبليغ معاناة الشعب الفلسطيني عبر العالم لجميع شعوب المعمورة. اللهم انصر واحفظ أهلنا في غزة وارحم شهداءهم». (من صفحة صديق بهيرة).
روح الروح ستنقل شكوى المضطهدين والمجروحين والمقطعة أوصالهم، والمحرومين من الماء والهواء والغذاء والأمن والحرية للخالق، فالشكوى لغير الله مذلة، والشهداء أحباب الله.
كاتبة من الجزائر