الصحافه

صحيفة عبرية: هل أصبح هدف السنوار المراهنة على الوقت؟

صحيفة عبرية: هل أصبح هدف السنوار المراهنة على الوقت؟

وزيرا المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي آيزنكوت، وصلا أمس لزيارة في قيادة الفرقة 162 التي تحارب في قطاع غزة قرب الحدود. رئيسا الأركان السابقان يكثران من التجول بين القيادات بالتنسيق مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الحالي. بصفتهما عضوين في مجلس الحرب، يفضلان مشاهدة التقدم في القتال عن كثب.

أثناء الزيارة، وصل تقرير عن حادثة قاسية في مخيم جباليا، الذي تشن فيه الفرقة هجوماً ضد قوات حماس. عبوة ناسفة تم تفجيرها ضد قوة من لواء احتياط للنخبة، لواء المظليين 551، فقتل أحد المقاتلين. وقد تابع آيزنكوت وغانتس التطورات من غرفة العمليات إلى جانب كبار قادة الفرقة. جندي الاحتياط القتيل، كما تبين بسرعة، هو نجل آيزنكوت، الرقيب أول غال مئير ايزنكوت (25 سنة) من هرتسليا. آيزنكوت الابن خدم الخدمة النظامية في وحدة النخبة “ميجلان”. ومن هناك واصل الخدمة في الاحتياط في اللواء 551. وهو واحد من الخمسة قتلى الذين تم الإعلان عن سقوطهم في معارك الجيش الإسرائيلي أمس.

كان ضباط القيادة جميعاً مرؤوسين لآيزنكوت الأب في السابق. رأيت عدداً غير قليل من زياراته للوحدات. كانت لهجته دائماً واقعية وبدون أوراق، وكان الحوار محترفاً والاحترام متبادلاً. ولكن حدث أمس شيء مختلف لم يتوقعه أحد. فقد اختلطت الأزمة الوطنية بالمأساة الشخصية، وهذا أصعب.

منذ بداية الحرب تجنب آيزنكوت، الذي انضم هو وقائمة لمجلس الحرب في اليوم الخامس للمعارك، التصريحات العلنية. في محادثات شخصية ذكر بين حين وآخر بأن ابنه يشارك في القتال في القطاع، وأنه قلق عليه، ويتفاخر به. عندما خرجت وحدة الابن من القطاع لالتقاط الأنفاس، سارع للالتقاء مع ابنه غال.

رئيس الأركان السابق ليس الضابط الكبير الأول الذي يفقد ابنه في القتال، فقد سبقه لصد هجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر، ثلاثة من العمداء في الاحتياط، يوفال بيزك ودادي سمحي وروني بلكن. هذا بعيد عن أن يكون صدفياً. سلم القيم العائلي، النموذج الشخصي، جعل كثيراً من الأبناء يسيرون على خطى الآباء – منذ أكتوبر وجدوا أنفسهم في الخط الأول. هذا سائد في أوساط الجنرالات في الاحتياط وفي أوساط كبار الضباط في الخدمة النظامية. بصورة ما هذه الظاهرة سائدة بشكل أقل لدى عدد كبير من السياسيين.

       المرحلة القادمة لحماس

كان أسبوعاً دراماتيكياً، أسبوعاً آخر في تطورات الحرب في القطاع. بعد انهيار وقف إطلاق النار قبل أسبوع بالضبط، توقفت الاتصالات لمواصلة صفقات تحرير المخطوفين، وتم استئناف القتال. من اعتقد بأنها كانت هدنة ستوقف العملية البرية للجيش ضد حماس، تلاشى اعتقاده بسرعة. بعد فترة قصيرة من إطلاق الصواريخ الأولى من القطاع، استأنف سلاح الجو هجماته الواسعة. في الأيام التالية دخلت فرقتان، فرقة 162 وفرقة 36، إلى هجمات جديدة في مناطق قلل فيها الجيش عمله حتى الآن في شمال القطاع، ومخيم جباليا في شمال مدينة غزة، وحي الشجاعية في الشرق قرب الحدود مع إسرائيل.

المقاومة الأشد سجلت في الشجاعية، فقد بنت حماس هناك كتائبها لمواجهة هجوم عسكري من الشرق، لذلك بقيت الكتائب القوية مختبئة قرب الحدود، وهي المنطقة التي بقيت بدون مهاجمة حتى الأسبوع الماضي. هذا الحي له تراث من الصمود أمام إسرائيل، في عمليات “الرصاص المصبوب” (2009) وفي “الجرف الصامد” (2014)، ويبدو أيضاً أن مسلحين آخرين تدفقوا إليها عبر الأنفاق أثناء وقف إطلاق النار. حتى الآن يبدو أنه ليس لحماس قدرة حقيقية على وقف فرقة إسرائيلية مهاجمة، بالتأكيد عندما تتقدم هذه الفرقة بمرافقة القصف الجوي. جهود حماس تركزت على محاولة قضم ذيل القوات بواسطة إطلاق صواريخ “آر.بي.جي” والقناصين وتفجير العبوات.

معارك مشابهة سجلت أيضاً في جباليا. ففي هذا المخيم، تم أمس تصوير مجموعة تتكون من مئة فلسطيني تقريبا استسلموا للمرة الأولى، وتم أسرهم من قبل قوات الجيش. وجاء من الجيش أنه يتم فحص إذا كانوا من رجال حماس، رغم أنهم كانوا يرتدون ملابس مدنية وشباشب. مع ذلك، إذا كان الأمر متعلقاً بمخربين، فإن لهذا الحدث أهمية رمزية. حتى الآن، لم يتم توثيق أي استسلام جماعي لمسلحين، وهذا الحادث يدل على القليل من الضائقة المحلية التي تعيشها القوة التي تتم مهاجمتها.

صعوبة الجيش الإسرائيلي ليست في معارك التقدم، بل في الجهود المبذولة لتحقيق سيطرة عملية، وبعد ذلك محاولة طويلة لتطهير المنطقة. هذه مهمة معقدة وبطيئة وسيكون من الصعب استكمالها في زمن محدود. في الأسبوع القادم سيضطر المستوى السياسي وهيئة الأركان أن يقررا إذا كانا سيواصلان بذل الجهود أو سيعيدان التنظيم في الشمال والتركيز على استمرار العملية في جنوب القطاع.

تعمل في جنوب القطاع منذ بداية الأسبوع قيادة فرقة أخرى هي فرقة 98 التي تدمج بين قوات مشاة ورجال كوماندو من القوات النظامية والاحتياط إلى جانب الألوية المدرعة. التركيز هنا على خانيونس التي دخلتها القوات بعملية سريعة في ليلة الإثنين. يعمل الجيش الإسرائيلي هناك إضافة إلى الهجوم في غزة من خلال الافتراض أن قيادة حماس في القطاع تركزت في المدينة مع بداية القتال– الأخوان يحيى ومحمد السنوار، ومحمد ضيف، ومروان عيسى. جميعهم رؤساء الذراع العسكري في حماس. من غير الواضح إذا كان هؤلاء الأربعة يختبئون في الأنفاق تحت الأرض في خانيونس أم واصلوا الطريق إلى مكان لجوء آخر اقتربت منه الدبابات الإسرائيلية. تشكيلة قيادة حماس في المدينة تشمل لواء قطرياً يتكون من أربع كتائب، لم تتضرر في الشهرين الأولين للقتال. المس بها جزء من محاولة تفكيك قدرة حماس العسكرية.

في هذين الشهرين، سجلت إسرائيل لنفسها إصابة واضحة لحماس، بقتل آلاف المسلحين وتدمير قواعد عسكرية وتدمير منهجي لمؤسسات الحكم وتدمير شديد للمباني، بالأساس في شمال القطاع. الضرر العسكري الذي نجحت حماس في إلحاقه بإسرائيل، خلال الهجوم، أقل مما تم توقعه في البداية، سواء من حيث الخسائر أو الإصابات في الآليات المدرعة. حتى الآن، يتكبد الجيش الإسرائيلي عدداً من القتلى في المعارك يومياً، ووصل العدد منذ العملية البرية إلى 90 قتيلاً تقريباً.

محظور تجاهل أن قيادة حماس من ناحيتها حققت كل ما طمحت إليه في 7 أكتوبر، وقتل أكثر من 1100 إسرائيلي واختطاف 250 مدنياً وجندياً. في حين أن المقاومة العسكرية في القطاع ما زالت محدودة، ويجب التساؤل ما إذا كان هذا ليس هو المخرج المريح من ناحية حماس. هي لا يمكنها وقف هجوم إسرائيل على الأرض، لكن لا يجب أن تواجه على نطاق كامل. معظم قادتها وعدد من المسلحين يمكنهم الاختباء تحت الأرض والأمل بأنهم محميون نسبياً من ضربة إسرائيلية، والانتظار إلى حين انسحاب القوات.

 عاموس هرئيل

هآرتس 8/12/2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب