مقالات

الوطن العربي إلى أين ؟ بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

بقلم د-عزالدين حسن الدياب.

الوطن العربي إلى أين ؟
بقلم د-عزالدين حسن الدياب.
الاقتراب من قضايا الوطن العربي، وخاصة التحديات التي يواجهها من الأمس إلى اليوم،يبدأ من منظور المنهج القومي الذي يؤكد على قوة المشتركات بين الأقطار العربية،وما بينها من تأثير متبادل،وعلاقة جدلية قائمة بين المستوى الوطني والقومي تحقق الغلبة للمشتركات.
تلك العلاقة لا تأتي من فراغ،وإنما من مؤسس بنائي يرى في البناء الاجتماعي، في مستوييه الوطني والعربي يشكل المحدد الموضوعي للنهضة والتقدم،ودون هذا المحدد لايمكن للنهضة أن تتحقق إطلاقا.
هنا أي في حالة النهضة ومحدداتها من منظور أن الوطن العربي يشكل المحدد العملي للنهضة الناجحة،لايغفل المنهج القومي العامل الخارجي المتمثل بالعدوانية الغربية،وإجراءاتها السياسية والعسكرية،التي تقوم بها كلما أحست بأن قطرا من الأقطار العربية،أو أكثر أخذ ينجز مقومات النهضة وشروطها المادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية،وفي مقدمتها بناء الإنسان العربي الجديد الذي يتماهى مع أهداف الأمة العربية الكبرى المتمثلة في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية،وثمة أمثلة على هذه العدوانية في ضرب أي تحرك نهضوي لأي قطر عربي من محمد علي باشا إلى عبد الناصر فصدام حسين”1″.
بناء على ماتقدم،فإن المقاربة تتساءل هل ماأتت به يعطيها المشروعية المنهجية أن تقول، وماعلاقةذلك بالوضع العربي الراهن،بوصفه مؤشرا منهجيا قوميا يرى أن الحالة الراهنة للوطن العربي،في بعديه الوطني والعربي يتماثل في التحديات التي يواجهها على طريق التنمية أو النهضةوهذه التحديات في بعدها التاريخي والراهن تتعين في كل الأقطار العربية حاملة وجه الشبه بينها .
ولترى المقاربة وحدة المتشابهات في هذه التحديات:
*تخلف البناء الاجتماعي العربي في أنساقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية،وأنساق الضبط الاجتماعي وفي مقدمتها النسق الديني.
*الاستبداد بكل أشكاله ومستوياته وفعالياته،الاستبداد الذي يشكل بيئة صالحة للفساد السياسي والأخلاقي،وثقافة الكراهية التي تعزز الفرقة،والانتقام،والثأر ،وتفكك اللحمة الاجتماعية،ويعزز الغلبة للقوي على الضعيف،والغني على الفقير،وينحي مايسمى فرصة التكافؤ ،والمساواة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب،ويؤسس لإيجاد عقلية العصابة وما لها من سلوكيات محاربة للوحدة الاجتماعية والتضامن الاجتماعي، والأمن الاجتماعي والثقافي،فعقلية العصابة عقلية مغادرة لوطنيتها،ومرتبطة بالولاء للخارج.
*الوطن العربي بفعل عصبية القبيلة والجهة،والمحلة والطائفة تتحول الأقطار العربية إلى مزارع(عزب) يتقاسم خيراتها وامكانتها ” الأقربون “بالدم والجهة والمهنة(العسكر)والمذهب….إلخ.
*الإنسان في الوطن العربي يحارب بإنسانيته إذا خرج عن مألوف عقلية الاستبداد وعقلية التبع والولاء للحاكم،ويلاقي في حالة ممانعته للحاكم كل أشكال الاضطهاد والقمع ، وتمارس بحقه عملية التدجين حتى يقول عن اللبن:أسود
في هذه الحالة والوطن العربي بكل تعيناته،وإن تفاوتت بين قطر وآخر،لابد أن يواجه شعبه من قبل الأنظمة العربية بكل وسائل القمع التي تملكها الطبقة السياسية الحاكمة،وخاصة الانتفاضات الشعبية المالكة لكل عوامل ومقومات الشرعية الشعبية،لأن هذه الانتفاضات مستقبلية في وجهتها،وأهدافها،ووازعها في كل حراكها الشعبي بلوغ المستقبل ،والخلاص من التخلف، والتقدم نحو الوحدة،،والظفر بالمواطنة ومالها من شروط وواجبات وحقوق.
المقاربة بما أحاط بها من محددات أملتهاعوامل موضوعية،لاتستطيع أن تأتي،بكل الأبنية الاجتماعية والسياسية موضوعا للدرس والتحليل والتفسير،وإنما تكتفي بما يجري في القطر العراقي وتعيناته في المدن العراقية من نهب للثروة،وتفكيك البناء الاجتماعي العراقي بنظام المحاصصة الطائفي،وتقاسم خيراته بين الأحزاب الدينية وعصاباتها المسلحة،ومن فساد طال الحياة العراقية كلها،ففقر الشعب،وحرم من رزقه،وحتى إنسانيته حوربت وشوهت واشترطت بالتبعية والذل والخنوع.
وماكان للشعب العراقي إلا أن ينتفض ويقاوم رافعا شعار الوحدة الوطنية،وتجاوزتخلفه،وبما أحاط به من محددات،وما كان من العصابات الحاكمة إلا القتل والخطف،ومحاربة الشباب العراقي بكل وسائل القمع.
ويظل الوطن العربي يبحث عن مستقبله في الوحدة والتحرر والعدل الاجتماعي،وتلك وجهته وذلك مساره وسيرورته.ويظل هذا جوابه ،عن إلى أين يسير الوطن العربي، بشهادة انتفاضاته الشعبية المسلحة بإرادتها المدنية.
1– د- عزالدين دياب —العرب والغرب ،حوار وصراع على الدور الحضاري،تحليل مستقبلي،الدار الوطنية الجديدة-دمشق- 2010-ص 47-يقول وزير الدفاع الفرنسي المستقيل بسبب العدوانية الغربية عل العراق 2003اجان بيير شوفنمان:”ثلاث مرات وخلال قرن واحد ابتداء من محمد علي باشا ومرورا بجمال عبد الناصر وانتهاء بصدام حسين يحطم الغرب بقوة السلاح ووحشيته حلم النهضة العربية.”
————
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب