الصحافه

مصر رابع دولة في العالم في تضخم الأسعار… والمطلوب صحافة مصفحة لمن جريمتهم نقل الحقيقة

مصر رابع دولة في العالم في تضخم الأسعار… والمطلوب صحافة مصفحة لمن جريمتهم نقل الحقيقة

القاهره / حسام عبد البصير

 حملة هي الأعنف يتعرض لها فخر العرب محمد صلاح، جذبت اهتمامات الكثيرين وشاركت فيها بعض أصوات في التيار الديني، ووجدت لها صدى واسعا، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع بعض الكتاب ومن بينهم جمال سلطان رئيس تحرير جريدة “المصريون” للتحذير منها معربا عن مخاوفه من أن تكون وراءها محاولات تستهدف صرف الأبصار عن أحداث شهدتها البلاد مؤخرا، وتصدر المخاوف، مصير مؤلم ينتظر الممر المائي الأهم، إلى جانب تطورات الحرب على غزة.
الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس قال، إن حركة الملاحة منتظمة في القناة، وهناك خلية أزمة لمتابعة ودراسة التوترات الجارية في البحر الأحمر في حال زيادة تأثيرها في القناة، في إشارة إلى استهداف الحوثيين، للسفن التابعة لإسرائيل، أو المتجهة إلى الأراضي المحتلة. وأوضح خلال مداخلة هاتفية له في برنامج «حقائق وأسرار» أن عدد السفن التي حولت مسارها من قناة السويس، إلى طريق رأس الرجاء الصالح منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني حتى الآن 115 سفينة، مؤكدا أن متوسط عدد السفن التي تمر بالقناة من 72 إلى 74 سفينة بحمولات 4.2 ملايين طن بضائع يوميا خلال هذا الأسبوع. وأكد أن قناة السويس ما زالت غير متأثرة بما يحدث في البحر الأحمر، لأنها الممر الأسرع والأكثر أمنا، فضلا عن تأخر البضائع وخطورة الطريق في رأس الرجاء الصالح، وطول المدة وزيادة التكلفة، مشددا على أن السفن تفكر جيدا قبل تحويل مسارها عن قناة السويس، والذهاب من طريق رأس الرجاء الصالح.
ومن أخبار السوق: قال حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين أن بداية طرح البصل “المقور” في الأسواق هي أول محطة في مواجهة أزمة ارتفاع أسعار البصل، لافتا إلى أن بداية انخفاض درجات الحرارة ودخول شهر يناير/كانون الثاني سيؤدي لصعوبة عمليات تخزين البصل، وبالتالي سيطرح المخزنون ما لديهم في الأسواق، ما يؤدي لانخفاض أسعار المحصول. وفي سياق الأخبار الرامية لتبديد الغضب بين المواطنين، أكد أحمد كمال المتحدث باسم وزارة التموين، في الفترة المقبلة ستكون هناك انفراجة كبيرة في وفرة السكر في الأسواق، موضحا أن الوزارة قامت بضخ كميات كبيرة لحل المشكلة. وأضاف المتحدث باسم وزارة التموين، خلال تصريحات تلفزيونية، أنه تم ضخ كميات تتجاوز الـ 245 ألف طن، وأن كل احتياجات المصانع، من خلال غرفة الصناعة. وأوضح أن هناك 300 طن سكر يتم ضخها بشكل يومي على المجمعات الاستهلاكية، وأن الوزير وجه بتوفير كيلو سكر حر لكل مواطن لديه بطاقة تموينية، و2 كيلو على البطاقات التي فيها أكثر من 4 أفراد.
ولفت إلى أن الوزارة تضخ كميات كبيرة، وأنه في الفترة المقبلة سيكون هناك إنتاج شركات البنجر، وأن أسعار السكر وصلت إلى 27 جنيها للحر، و12.90 للتمويني.

دون اكتراث

تجاوز التواطؤ الغربي كل حدود الانحياز السافر بمباركته المخزية للمذابح النازية للقطاع المنكوب، من دون أي اكتراث لمبادئ القانون الدولي أو تحسبٍ لغضبة الرأي العام العالمي، أو عاقبة السمعة الملطخة بدماء الأطفال، هذا الاستكبار البغيض استدعى ذكريات مؤلمة بالنسبة لمحمد علي الهواري في “الوفد”، من إرث الحقبة الاستعمارية البائدة، الاستنساخ الممقوت لعقلية الكاوبوي التي لا ترقب في فلسطيني إلّا ولا ذمة، فتحصد ماكينة الإبادة الجماعية أرواح البشر وتدمر الحجر، هذه فضيحة أخلاقية قبل أن تكون سياسية لأولئك المأجورين المتصهينين الداعمين لمصاصي الدماء الذين يعانون اضطرابا عقليا يستحيل شفاؤه. على الرغم من كآبة هذا الظلام الدامس الذي يخيم على جانبي الأطلسي، يبزغ نور عظيم من دبلن عاصمة المقاومة الأوروبية، هذا الاستثناء الشريف يجعلنا لا نفقد الأمل في ما تبقى من أطلال الإنسانية. نصرة ودعم أيرلندا للقضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، وإنما مسار تاريخي ممتد، حيث يعتقد الأيرلنديون أن ثمة تشابها بين حق الشعب الفلسطيني في الحرية ونضالهم الدامي ضد المحتل البريطاني، فمنذ اندلاع ثورة عيد الفصح 1916 بغية إعلان الجمهورية، التي قمعت بقسوة سقط فيها 400 شخص خلال أسبوع تصاعدت الثورة من حركة احتجاجية سلمية لكفاح مسلح، ثم حرب عصابات شاملة استهدفت كل شيءٍ حتى المدنيين العزل، وشن جهاز الاستخبارات البريطاني M6 حربا دعائية قذرة استخدم فيها كل مصطلحات الإرهاب الرائجة الآن ضد الذراع السياسية، الحزب الجمهوري شين فين، والذراع العسكرية الجيش الجمهورى IRA، لكن ذلك لم يرهبهما من استمرار المقاومة حتى الاستقلال الذي جاء متأخرا بعد اتفاق الجمعة العظيمة 1998.

تشبه فلسطين

لأجل ما سبق أن ذكره محمد علي الهواري من تاريخ ذلك الشعب الأوروبي في النضال الطويل يفهم الأيرلنديون أكثر من غيرهم كلمات تعد من الكبائر مثل، المقاومة والكفاح المسلح ضد المحتل لأنها من صميم البنية الثقافية التي خاضها بكل نبل أسلافهم المناضلون، فوعي المواطن الأيرلندي العادي غير مسبوق بحقيقة الصراع من أجل الحرية، وهو ما ظهر في الأحداث الأخيرة فلم يخضع مثل الآخرين للابتزاز الصهيوني وبات العلم الفلسطيني مرفوعا في كل نوافذ شوارع دبلن، وتناغم الموقف الرسمي للحكومة الأيرلندية مع نبض الشارع الغاضب من الصلف الإسرائيلي ومن لف لفهم، حيث يعد حق العودة للاجئين الفلسطينيين هو قضيتهم الأساسية، لذلك أقر البرلمان الأيرلندي قانونا يعد المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ضما فعليا غير قانوني، والرسالة السياسية هي كما قالها قديما رئيس وزراء أيرلندا بيرتي أهرن بأن تدخّل بلاده الصلب في نصرة القضية الفلسطينية نابع من بعده الأخلاقي، من حيث احترام حقوق الإنسان ومعاداة الإمبريالية، لأننا جميعا متحدون في الهم الإنساني، وهو هم يدفعنا لأن نقف مع الإنسان المضطهد في أي مكان وزمان. سقف التضامن والدعم الأيرلندي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني يتجاوز للأسف كثيرا من الأنظمة العربية التي لها حسابات ضيقة، لا تراعي روابط الدم والتاريخ ووحدة المصير. لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون أيرلنديا.

بينما الدماء أنهار

بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو الذكرى السنوية الـ75 التي اعتمدَت فيها الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العالم ‏ قالت نجوى عبد العزيز في “الوفد” يحتفل العالم سنويا في ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وقد تابعت باهتمام النشرات والصحف، ربما تكون هناك انتفاضة من العالم بشقيه العربي والأجنبي لإيقاف المجازر والمذابح في فلسطين، التي تتم أمام العالم أجمع فلم أجد أي منتفض سوى مصر، وهذه حقيقة وليست تحيزا، ولم أجد في هذا الاحتفال بهذا اليوم حتى ولو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، من يتضامن مع الشعب الفلسطيني أو يطالب ببقاء المواطنين العزل داخل ديارهم التي يدكها العدو عليهم، ولم نجد من يعرب حتى عن أسفه لما يفعله العدو من حروب تتارية على المواطنين التي وصلت إلى حد أن أحياء بأكملها تحولت إلى أكوام من الأنقاض، وأصبحت دون حياة فيها، كل ذلك الدمار والقتل والتخريب يصيب الجميع بالرعب من الإبادة البشرية، كما فشل مجلس الأمن في تبنى قرار وقف إطلاق النار في غزة، فالقصف الإسرائيلي منذ بدايته أسفر عن مقتل الآلاف كان ثلثاهم من النساء والأطفال، وفق حصيلة صادرة عن وزارة الصحة في غزة، فقد دخلت تلك الحرب، التي يرتكبها الكيان الغاصب وغير المتكافئة مع المواطنين أصحاب الوطن وهم عزل، شهرها الثالث. ما يرتكبه الآن هذا الكيان ومنذ 75 يوما ليست كسابقاتها من الجرائم التي استمر في القيام بها وارتكابها طوال السنوات الماضية، بل هي الأبشع والأكثر عنفا وضراوة ووحشية، من حيث الحجم الهائل من الدمار، والإجبار على التهجير القسري. والكم غير المسبوق من القنابل والصواريخ والمتفجرات المُستخدمة في قصف غزة ليلا ونهارا، ليوضح للعالم سعيه لإبادة شاملة ومحاولتها إزالة كل صور الحياة الإنسانية من غزة، حتى أصبحت قطرة الماء صيدا ثمينا لأهالي غزة يبذلون من أجلها جهدهم ووقتهم بمشاركة أطفالهم. فقد قصف العدو خطوط المياه الرئيسية المغذية للقطاع ودمر مركبات توزيع المياه والخزانات فوق سطوح المنازل، حتى أصبح القطاع أخطر مكان في العالم.

سنوات عشر

من بين المهنئين للرئيس السيسي على ولايته الثالثة عبد الغني عجاج في “المشهد”: فخامة الرئيس أتمنى أن يوفقك الله للحنو الفعلي على شعب مصر تنفيذا لما وعدت به قبل ما يزيد على 10 سنوات، عندما قلت بوضوح: “هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه”… وأحسب، بل أجزم بأن فخامتك تعلم جيدا كيف تحنو على شعب مصر العظيم. وأتمنى يا فخامة الرئيس أن يوفقك الله لتحقيق ما وعدت به بأن مصر أم الدنيا ستكون قد الدنيا، وما قلته أيضا بأنها ستكون حاجة تانية وأننا سنرى العجب العجاب. وأتمنى عليك يا فخامة الرئيس ألا تستمع لمن سينصحونك بتعديل جديد للدستور يسمح لك بالاستمرار في الحكم بعد 2030 وانتهاء فترتك الرئاسية الثالثة والأخيرة. وأتمنى عليك يا فخامة الرئيس أن تفكر في تطبيق التغييرات الدستورية والتي سمحت لك باضافة سنتين لفترتك الرئاسية الثانية والحصول على فترة رئاسية ثالثة مدتها 6 سنوات. فكر يا فخامة الرئيس في تنفيذ بند تعيين نائب أو أكثر لرئيس الجمهورية، فأنت في حاجة لمن يعاونك ويشد من أزرك، خاصة مع ضخامة وثقل التحديات الداخلية والخارجية. فكر يا فخامة الرئيس في تعيين نائب لك للشؤون الأمنية والعسكرية ونائب لك يتولى الشؤون الاقتصادية. وأتمنى عليك يا فخامة الرئيس أن تستشير الخبراء والمتخصصين كل في مجاله قبل أي خطوة أو قرار. وأتمنى عليك يا فخامة الرئيس أن تسمح بمساحة أكبر لحرية الرأي، وأن تفتح نوافذ الديمقراطية وأن تسمح بميلاد صفوف ثانية وثالثة من القيادات القادرة على تحمل المسؤولية وحمل الأمانة، فيوما ما ستسلم الراية لآخر وأدعو الله أن تسلمها مرفوعة خفاقة عزيزة. وأتمنى عليك يا فخامة الرئيس أن تنظر بعين الأب والجد إلى الأجيال القادمة، وأن تخفف عنها عبء الديون التي سيكون عليها تسديدها فلتوجه فخامة الرئيس إلى ترشيد الاقتراض وترشيد الإنفاق والتوقف عن أي إنفاق لا يعود بالفائدة على الشعب.. فخامة الرئيس أتمنى عليك أن ترد الجميل لشعبك الذي تحمل الكثير طوال السنوات العشر الماضية والذي أعطاك فرصة جديدة لتنفيذ وعودك وتحقيق أحلامك..

الشعب ينتظر

ربما تكون هناك حكومة جديدة يفتتح بها الرئيس السيسي فترة رئاسته التالية والأخيرة، ففي 2 أبريل/نيسان 2024 تنتهي الولاية الحالية، ومعها يبدأ العد داخل فترة الرئاسة التالية. والأرجح على حد رأي عمرو هاشم ربيع في “الشروق” أن الملفات التي يحملها الرئيس ليست جديدة عليه، والأرجح أيضا أنها لا تستحق الانتظار إلى 2 أبريل المقبل لكي يخوض بمركبه في عبابها، يمخر الأمواج. واحد من أعقد الملفات التي تعتبر هم الهموم لكل من حكم مصر ولكل محكوم في آن، في نصف القرن الماضي ولا تزال هو الشأن والهم الاقتصادي. صحيح أن الترانسفير كأمر عاجل، وأمن مصر المائي والسياسات الاجتماعية خاصة بشأن التعليم والصحة تقف على باب انتظار الحل الناجع، إلا أن الاقتصاد يبقى الحصان الأسود لاهتمام المصريين جميعا، فهو سبب قلقهم، وأكثر ما يخيفهم على مستقبلهم وأبنائهم.
واحد من أبرز الأمور في الملف الاقتصادي، التي يعتقد الكثيرون أنها لو حلت ستحل من خلفها عديد الملفات، هو سعر العملة المحلية مقارنة بأسعار العملات الأجنبية، فهو مؤشر معتبر لدى الاقتصاديين لقياس جودة وريادة اقتصاد الدولة، وربما كان سببا لوجود اقتصاد قوي أو نتيجة لوجود اقتصاد مهترئ. فانخفاض قيمة الجنيه منذ التعويم الأول عام 2016، ثم سلسلة التعويمات المتتالية، هو من أسفر عن سلسلة متتالية من التضخم وغلاء الأسعار، الذي وصل منتصف العام الحالى إلى 40% قبل أن يتراجع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 36%. وهو أيضا المؤثر في الميزان التجاري للبلاد، فمن خلال الصادرات تتحسن العملة المحلية للبلاد، وزيادة الواردات هي أبلغ دليل على حال الصناعات الوطنية من حيث الكم والجودة. وبأسعار العملة المحلية المنضبطة ينخفض العجز في ميزان المدفوعات، وينحسر عجز الموازنة العامة في البلاد.

أسباب فرار المستثمر

علاوة على ما سبق أن ذكره عمرو هاشم ربيع فإن سعر مرتفع للعملة المحلية أو على الأقل جيد يعد مؤشرا مهما للاستثمار الأجنبي. فمن خلال أسعار مختلة للعملة وأسعار متعددة يهرب الاستثمار الأجنبي من البلاد، حيث يترك هذا التعدد المستثمر الأجنبي في حالة إرباك وارتباك لا أول ولا آخر له. أما الاستثمارات الجديدة أو المرجوة فهي تفر من مجرد القدوم إلى الدولة كفرار المرء من الأسد. لأن المستثمر عندما يجد للعملة المحلية سعرا مقارنة بالعملات الدولية وفي السوق الموازية سعرا أو أسعارا أخرى لها، يدرك أن كل أعماله ستتعرض للشلل والارتباك في المعاملات، سواء مع الخارج أو الداخل الذي يستضيفه. بالطبع كل ما سبق يؤثر تأثيرا بالغا في وضع القطاع الخاص فينحسر هو الآخر، ولا يجد المستثمر المحلي خيارا سوى الادخار، وبالطبع يلجأ إلى البنوك التي تزيد الطين بلة برفع فوائدها للمدخرين، ومن ثم يتأثر الاستثمار أبلغ تأثير. كل ما سبق يرجعنا إلى الحلقة الأولى وهو رفع الأسعار وتضخم السلع والخدمات، الذي يتضح في أكثر صوره بشاعة وخوفا برفع أسعار الغذاء، وهو بالفعل ما وصلت له مصر التي تعتبر رابع دولة على مستوى العالم من حيث التضخم في أسعار الغذاء. هذا التضخم أثره الكبير يكمن في إفقار الناس، فهو الناقل المباشر لهم بين الطبقات، بمعنى أنه يجعل سكان الطبقة العليا ضمن الوسطى، والمنتمين إلى الطبقة الوسطى ينتقلون إلى الطبقة الدنيا، ما يزيد معدلات الفقر، ويجعل جميع خطط الدولة للحد من معدلات الفقر عبر خطط ومشروعات كحياة كريمة وغيرها ذات تأثير محدود. لذلك كله، ومن خلال حكومة تكنوقراط قوية، لها سلطات تنفيذية حقيقية، حكومة تحدد أولويات الإنفاق وتحد من الاقتراض وتربط العملة المحلية بسلة عملات، يمكن للبلاد أن تنتشل من أوحال الاقتصاد الضعيف إلى الاقتصاد القوي، ولعل أمثلة معتبرة من أندونسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والصين هي نماذج جيدة يمكن أن نحذوا حذوها، حتى يتم الانتقال إلى مصاف الدول المتمدينة في العالم، وبها تصبح فترة الرئاسة المقبلة واعدة للقفز بالبلاد إلى آفاق أرحب.

مطلوب إسكاتهم

الصحافيون كما يصفهم عمرو الليثي في “المصري اليوم” هم رواة الحقيقة حين يطلق على الصحافة لقب «السلطة الرابعة»، فيا له من تجسيد للدور غير الرسمي – والمقبول عالميا – الذي تلعبه وسائل الإعلام في تزويد المواطنين بالمعلومات.. فالمعلومات والمعرفة أدوات قوية.. والصحافة الحرة هي المؤسسة الأساسية التي تمد الجمهور بالمعلومات التي يحتاجها للتفاعل واتخاذ قرارات مستنيرة.. إذن، فهي تضطلع بدور حاسم في مجــال إطلاع الجماهيــر علــى الحـقائق.. مكونة ركيزة أساسية للمجتمع الديمقراطي. وصدق من قال «إن الديمقراطية تموت، حيث يتم قمع الصحافة الحرة». إذن، فحماية الصحافيين أمر بالغ الأهمية لضمان التدفق الحر للمعلومات في مجتمع صحي ومستنير. دوليا، هدفت خطة عمل الأمم المتحدة إلى إتاحة بيئة حرة وآمنة للصحافيين والعاملين في مجال الإعلام – حين وضعت الهيئة الدولية والجهات المشاركة المتعددة من أصحاب المصلحة أول استراتيجية عالمية منهجية على الإطلاق لحماية الصحافيين عام 2012. على الرغم من كل تلك الإجراءات الحاسمة والمواثيق الدولية المفعلة لحماية أبناء هذه المهنة، إلا أنهم دائما ما يتعرضون لانتهاكات ومخاطر تقوض أداءهم إضافة إلى استهداف شخوصهم.. فالصحافي يشهد استهدافا مهنيا بهدف تعمية الرأي العام عن الحقيقة.. أكاد أجزم- من واقع على مرأى ومسمع من الجميع ـ أن عام 2023 هو الأكثر دموية بين الأعوام الماضية على صعيد الصحافة، إذ استُشهد في غزّة وحدها 73 صحافيا، وفق ما ينقل المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، و3 صحافيين في لبنان والرقم قابل للزيادة اليومية، مقارنة بـ86 شهيدا صحافيا على مستوى العالم في عام 2022، ما يشير إلى أن الرقم النهائي للعام الحالي قد يكون الأعلى في السنوات الأخيرة. وفي تفاصيل أرقام عام 2023، فقد قضى 94 صحافيا حول العالم، 72% منهم في غزّة، في أحدث تقرير نشره «الاتحاد الدولي للصحافيين» في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري. لقد قتلت إسرائيل خلال شهرين صحافيين تجاوز عددهم من فقدوا حياتهم خلال حرب أمريكا في فيتنام التي استمرت 20 عاما (قتل فيها 63 صحافيا)، أيضا، أكثر ممن قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية والتي وصفت بأنها الأكثر دموية في التاريخ الحديث. كل المطلوب اليوم هو صحافة مصفحة، لأناس جريمتهم الأولى هى: نقل الحقيقة والصورة..

محنة صلاح

“الإنسان ـ الرمز” من وجهة نظر سحر جعارة في “الوطن” لا يسكن خانة الدفاع عن نفسه، (عن مواقفه ودعمه للإنسانية ورسالته لنشر الحب والتسامح والسلام)، إنه يكتفى عادة بأن يكون طبيعيا بعيدا عن التصنع والافتعال وفبركة الأخبار.. مهما حاول تيار «الإسلام السياسي» النيل من مصر بهدم رموزها السياسية والفكرية والفنية والرياضية. أتحدث عن رمز البطولة والنجاح والتفوق محمد صلاح، نجم ليفربول الإنكليزي ومنتخب مصر، الذي يتربص به الإخوان ومريدوهم وجمهورهم على السوشيال ميديا، والذي يتعرض كل عام إلى حملة شرسة من الإخوان والسلفيين، خصوصا قرب احتفالات الكريسماس، في محاولة لاستخدامه كأداة لتكفير المسيحيين وتحريم الاحتفال بأعياد الميلاد، وكذلك للهجوم الشرس على الغرب الذي يحتضن فلولهم الهاربة من مصر، ورغم ذلك يكفرونه ويهيلون عليه التراب. «حزب الكراهية» يحاول أن يغرس في نفوس الشباب أننا فُطرنا على التعصب، وأن إيماننا لا يكتمل إلا بالتفتيش في عقيدة الآخر، وشق صدور البشر لتحديد موقعهم في خانة «الإيمان» وفقا لأحكامنا ومقاييسنا والكتالوج الذهني الذي صممناه بأنفسنا.. ثم نقف في المرآة ونردد ببلاهة: «أنا مؤمن والباقون كفار». مو صلاح لا ينطبق عليه كتالوج الكراهية ونفي الآخر ومصادرة الحريات ونشر العنف والتطرف، إنه إنسان متسامح «طبيعي» ليس له أعداء، محب للحياة وللبشر، يحتفل بالهالوين مع أطفاله، أو يذهب مع زملائه ومدربه في الفريق، إلى مستشفى للأطفال في ليفربول ليحتفل معهم بعيد الميلاد، وهو ما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي. النجم الأشهر هنا يكرس فكرة المحبة في نفوس ملايين من المحبين والمتابعين، سواء لمرضى الأطفال أو لأعياد المسيحيين (وهذه جريمة في نظرهم). المحبة والتسامح مع الديانات الأخرى تفسد مشروع الإسلام السياسي، وهو الدور الذي يتولاه أبوتريكة بجدارة.

من خلفها

نبقى مع أزمة فخر العرب التي اهتمت بها هدير عمرو في “بلد نيوز”: ارتفعت معدلات البحث من قبل الكثير من المواطنين، خاصة محبي وعشاق كرة القدم، حيث تصدر محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنكليزي، محركات بحث غوغل وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الإعلان عن احتفاله بالكريسماس داخل مستشفى للأطفال، حيث قام نادي ليفربول بالاعلان عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، عن صور جمعت لاعبي الفريق أثناء زيارتهم لمستشفى ألدر هاي للأطفال، تم الإعلان عبر الصفحة الرسمية لنادي ليفربول الإنكليزي، عن صور من احتفال فريق ليفربول بالكريسماس داخل أحد مستشفيات الأطفال لإسعاد الأطفال المرضي الصغار، من خلال الصفحة الرسمية لحساب نادي ليفربول بموقع التواصل الاجتماعي عبر تويتر، حيث ظهر اللاعب محمد صلاح، برفقة عدد من لاعبي ليفربول ومنهم فيرجيل فان ديك، وأليسون، وترينت ألكسندر أرنولد، ودومينيك زوبوسزلاي، وهم يحتفلون بالكريسماس مع الأطفال الصغار داخل المستشفى، وسط بعض الديكورات الخاصة باحتفالات الكريسماس. ارتفعت معدلات البحث عن الاحتفال بصور محمد صلاح، حيث انتشرت صور اللاعب محمد صلاح بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كما بدأ جماهير ومحبي محمد صلاح يتحدثون عن احتفاله بالكريسماس في ظل أحداث غزة المتصاعدة، وعدوان الجيش الإسرائيلي عليها، ويبحثون عن صوره وما هو سبب زيارة محمد صلاح لمستشفى ألدر هاي، حيث تعتبر زيارة الريدز للمستشفى، الواقعة في ضاحية «ويست ديربي» في شمال ليفربول، تقليدا سنويا يحرص عليه المسؤولون عن النادي، ففي بداية كل عام، يتم تشغيل أضواء عيد الميلاد في المستشفى، حيث يتجمع المرضى والموظفون والعائلات لاستقبال العام الجديد ويحتفلون به مع الأطفال. انتشرت صور اللاعب محمد صلاح بشكل واسع وسريع عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وبدأ جماهير ومحبو محمد صلاح يتحدثون عن احتفاله بالكريسماس في ظل أحداث غزة المتصاعدة وعدوان الجيش الإسرائيلي عليها.

وسائط نقل الموظفين

الفكرة الأعظم من تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؛ ليست فقط في نقل مقرات الحكومة لمكان بعيد عن القاهرة المكتظة بزحام يكاد يكون هو الأكبر افريقيا؛ ولكن تتبلور روعة الفكرة كما أوضح عماد رحيم في “الأهرام” عبر تنفيذ تقنيات هي الأحدث في العالم؛ في كل عناصر العمل الإداري الحكومي.
وحتى اللحظة لم يكتمل البناء؛ لنجنى ثمار الجهد منذ كانت فكرة حتى تحولت لحقيقة راسخة على أرض الواقع؛ قد يكون السبب الرئيسي؛ هو عدم تطبيق آليات التوقيع الإلكتروني؛ مما يسهل بكل تأكيد إجراءات العمل؛ ويسرع دورة إنهائه. وفي سبيل تحقيق حلم العاصمة الإدارية بشكل متكامل؛ خطت الحكومة عددا من الخطوات؛ كان من أهمها؛ تسهيل الذهاب والعودة لمقر العمل؛ لعدد كبير جدا من الموظفين؛ منهم من يقطن على بعد ساعتين وأكثر أحيانا؛ وفي هذا الإطار طُرحت سبل للوصول والعودة؛ منها ما انتهى العمل به؛ ومنها ما هو بالطريق مثل الأوتوبيس الترددي؛ الذي يجري العمل فيه، والذي سيجعل التنقل عبر الطريق الدائري متعة حقيقية؛ وهو ما يساعد المرور بشكل عام في نطاق القاهرة الكبرى أيضا. أضف لذلك تسيير عدد من خطوط الميني باص في نقاط تجمّع وسير محددة للناس ذهابا وعودة؛ وفق تعريفة ركوب تراعي المسافات؛ وهناك من تيسر له الذهاب والعودة مع مجموعة من زملاء العمل في سيارة خاصة كبيرة تنقلهم من وإلى العمل كل يوم؛ وهكذا استمر الحال حتى الآن. حتى تسرب لعدد من الموظفين أن هناك قرارا سيتم العمل به؛ من خلاله يمنع ركوب سيارات تدخل العاصمة الإدارية لتنقل الموظفين؛ بخلاف الحافلات التي اتفقت معها وزارة النقل.

أسئلة مشروعة

تابع عماد رحيم طرح مخاوفه: هنا تفرض عدة أسئلة نفسها على الموقف؛ لماذا الآن؛ بعد أن استقرت الأمور وعلم كل موظف موقفه من الذهاب والعودة؛ وكذلك رتب أموره بتلك الكيفية؛ خاصة أنه لم يَشْكُ أحد أو يتضرر؛ ولماذا لا يتم ترك الأمور تمشي بالسلاسة نفسها؛ وما هو السر في تنفيذ تلك الشركات عمليات النقل دون غيرها؟ وما مصير من يذهب للعمل بسيارته الخاصة؟ وما مصير من رتب حياته من أصحاب السيارات المتوسطة الحجم” ميكروباص” وعددهم كبير جدا على وجود دخل شهري جراء نقل موظفين العاصمة من وإلى العمل؛ حينما يتوقف دخله دون مبرر مفهوم، إذا كان هناك ما يدعو للتنظيم؛ فيمكن أخذ بيانات السيارات التي تعمل في منظومة توصيل الموظفين؛ حتى يكون عند الجهة الإدارية بيان كامل بالمتعاملين؛ وتلك فكرة أطرحها؛ الغرض منها التسهيل على الناس؛ وأيضا على الجهة الإدارية. كلها أسئلة مشروعة تبحث عن إجابات؛ لاسيما أنه لا يوجد ما يضير الحكومة ولا العاصمة من إتاحة البدائل لدى الموظفين؛ ليختار كل منهم ما يناسبه. وكانت من أهم الإجراءات طرح عدد من الوحدات السكنية بدعم رائع من الحكومة لموظفيها منها في الحي السكني في العاصمة؛ وأخرى في مدينة بدر التي تبعد ما يقرب من ربع الساعة عن مقر العمل؛ وحسب علمي قد استلم عدد كبير من العاملين وحداتهم؛ ومن ثم أضحى الذهاب للعمل والعودة منه أمرا بالغ اليسر. وذلك يدل على أن هناك جهودا يتم بذلها؛ اتبعتها الحكومة لتيسر على موظفيها سبل العمل؛ لذلك من المنطقي طرح الأسئلة السابق الإشارة لها؛ مع أمل بإزالة ذلك الغموض؛ حتى تستقر أحوال الناس وتهدأ نفوسهم؛ وهو ما ينعكس على أداء العمل بجودة مأمولة بكل تأكيد.

ملابس رجالي

غريب جدا أمر الأزواج.. كل الأزواج، وفق مااكتشفت نيفين مسعد في “الشروق” تتشابه جميع ملابسهم بشكل يدعو للملل، ألوانهم معروفة إما أسود أو بنّي أو كحلي أو رمادي، ونادرا جدا ما يكون هناك اختلاف في شكل السترة أو لون السروال أو القميص، وربما الاستثناء الوحيد في أربطة العنق التي يمكن التنويع فيها بشكل أكبر وهذه لا تحتاج إلى حيّز واسع، فما حاجة الرجال إذن لخزانات ضخمة ومشاجب خشبية طويلة للاحتفاظ بملابسهم في أفضل هيئة؟ سترة واحدة تكفي وسروال واحد يؤدي الغرض، فكله مثل بعضه. في شتاء العام الماضي نجحَت صاحبتنا في اقتناص رفّ ثمين من الرفوف الأربعة الموجودة في خزانة زوجها عن طريق سياسة الخطوة خطوة، ويجب أن تعترف بأنها كانت سياسة مدروسة وناجحة. في البداية دسّت أسفل القمصان بعض أشيائها الصغيرة التي لا تنتهي أبدا تذكر منها: كوفية صوف وشال كشمير وآخر كروشيه، وعندما ظهر المخبوء وكل شيء انكشف وبان استعملَت صاحبتنا لباقتها المعتادة في إقناع زوجها بأن تلك الأشياء الصغيرة تطلب أن تحّل في ضيافته لمدة قصيرة حتى تقوم بترتيب خزانتها، وبالتدريج اكتسبَت هذه الأشياء حق اللجوء، ولم تغادر مكانها أبدا، بل أخذَت تتزايد بالتدريج حتى أتى صباح لم يجد فيه الزوج بدّا من أن يحمل قمصانه إلى مكان آخر. لكن هذه الحُجّة اللبقة لا يمكن استخدامها سوى مرة واحدة في العمر، وبالتالي فإنها لن تستطيع تكرارها مع البالطو.

أزمة حريمي

أسباب كثيرة على حد قول نيفين مسعد تجعل النساء يعانين من مشكلة حيّز في بيوتهن: أهم تلك الأسباب هي المفارقة بين حبنا للتغيير من جهة، وتعلّقنا بالقديم من جهة أخرى. الأشياء الجديدة قادرة دائما على تغيير مزاجنا إلى الأفضل، فالأشياء الجديدة تعني تجربة مختلفة، وربما حتى مغامرة مختلفة، وهي تتشبّع بكل مشاعر الفضول والتجديد والطزاجة التي تلازم البدايات الأولى وتجعل لها نكهة مختلفة، فالشيء الجديد يعني فكرة جديدة ويعني بداية جديدة، وبالتالي فإن كل الطقوس المصاحبة لعملية الشراء تسعدنا.
لكن الأشياء القديمة أيضا لها وضعها الخاص، ومع أنه لكل قاعدة استثناء إلا أن النساء عادة لا يفارقن بسهولة ولا يقطعن علاقاتهن مع الأشخاص أو الأشياء إلا مضطرات.
ولذلك عادي جدا أن نحتفظ داخل خزاناتنا بأشياء لا قيمة مادية لها لكن قيمتها المعنوية كبيرة بالنسبة لنا، كثوبٍ معيّنٍ كان وشّه حلو علينا في امتحانات البكالوريوس، أو حتى في امتحانات الثانوية العامة فإذا به يتحوّل بمرور الزمن إلى تميمة أو تعويذة نتبرّك بها. ساعة چوفيال قديمة اشتريناها من أول مرتب تقاضيناه من عرق جبيننا وشعرنا معه لأول مرة بالتحقّق. سلسلة مفاتيح مجهولة المصدر لعل وعسى تصلنا يوما بذكرياتٍ ما، وقِس على ذلك: خطابات وهدايا من أعزّاء ونظارات وكاميرا وتليفون نوكيا موديل عام 2000 ومشابك شَعر وإكسسوارات فالصو.
هذه الخزعبلات المتراكمة هي التي صنعتنا ونحن موجودون في ثناياها. ولذلك ينبغي أن لا نستغرب أبدا من تلك الصعوبة التي نواجهها في غلق أبواب خزاناتنا الممتلئة عن آخرها، ففي داخلها يختلط الجديد بالقديم. هل يمكن إضافة سبب آخر للأسباب السابقة وهو ما يقال عن أن النساء أقل تنظيما من الرجال، وبالتالي فإن تعاملهن الفوضوي مع أي حيّز مكاني يجعله يتسّع لكمية أقل من الأشياء؟ هذا القول فيه تنمّر واضح تماما كالقول بأن النساء لا يحسنّ القيادة، أو لا يجدن الإدارة مع أنه لا دليل إحصائيا على ذلك. كما أن فيه تعميما مخّلا يفترض أن كل النساء غير منظمات يستخدمن النصف الأيمن من الدماغ وأن كل الرجال منظمون يستخدمون النصف الأيسر من الدماغ، وهذا أيضا غير صحيح.

 ـ «القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب