مقالات

هل دخول الجزيرة فخ تورط فيه الدعم السريع؟ بقلم الدكتور  أحمد بابكر

بقلم الدكتور  أحمد بابكر -الهدف السودانية -

هل دخول الجزيرة فخ تورط فيه الدعم السريع؟
#الهدف_اراء_حرة
بقلم الدكتور  أحمد بابكر
▪️الجزيرة تفضح الدعم السريع وتظهر جوهر أكبر عصابة نهب مسلح في العالم.
▪️الجزيرة تسقط هيبة الجيش وتعري قادته من أي وطنية أو شجاعة.
▪️الفلول بعد أن دمروا الجيش يريدون تدمير المجتمع السوداني بصناعة حرب أهلية تحت عناوين الدفاع عن النفس والعرض،
في مقال قصير يوم 17 ديسمبر كتبت أن الهجوم على الجزيرة من قبل الدعم السريع يعتبر خطأ استراتيجي كبير..
وأعتقد الآن أن قيادة الدعم السريع قد فطنت لهذا الأمر، لأن الاستيلاء على الجزيرة كشف حقيقة الدعم السريع، وأسقط زيف كل الشعارات التي يطرحها من محاربة الفلول ودولة 56 وبأنهم يعملون على استعادة الحكم المدني والديمقراطي ووو.. إلخ، ليكتشف الجميع بأنها مجرد مليشيا كبيرة للنهب المسلح، هدفها نهب ممتلكات المواطنين وإرهابهم رغم محاولات التلميع المكشوفة والفاشلة من بعض قادتهم بأن ما حدث ويحدث هو مجرد أفعال من متفلتين وسيتم ضبطهم، ولكن الواقع أثبت أن هذا منهج وسلوك وطريقة تفكير هذه المليشيا، التي لا تحمل أي أهداف سياسية لها علاقة بالتغيير أو بالوطن.
▪️حتى على مستوى العالم أصبحت هذه المليشيا مجرد مجموعة خارجة عن القانون لا رابط سياسي أو أخلاقي يضبط حركتها مما يجعلها تحت طائلة مواد القانون الدولي الخاصة بجرائم الحرب، الأمر الذي يجعل قادتها رهن مطالبات المنظمات الحقوقية الدولية بالمحاكمات والتحقيقات، وكذلك يجعلهم رهن الابتزاز والاستغلال من الدول الكبرى.
▪️من الناحية العسكرية، نسبة لكبر مساحة منطقة الجزيرة وشغف منسوبي الدعم السريع بالنهب، مما يجعلهم منتشرين في بقعة كبيرة تضعف من خطوط الإمداد والإسناد، مما يجعلهم لقمة سائغة لأي عمل مسلح مضاد مع افتقادهم لأي فرصة لوجود حاضنة يتحركون داخلها لأنهم اسْتعْدُوا مواطن المنطقة، والذي أصبح ينظر إليهم باعتبارهم خطر حقيقي ووجودي بالنسبة له.
كما وأنهم سيهزمون، وبسرعة، إذا قرر الجيش استعادة الجزيرة، وإذا حدث ذلك ستكون مقتلتهم الكبرى مما يعني طردهم حتى من العاصمة.
إن قرار دخول الجزيرة يعتبر اسوأ قرار عسكري وسياسي اتخذته قيادة الدعم السريع في حربها مع الجيش السوداني، والذي بانسحاباته جعلها تحارب المواطن الأعزل وتعمل على نهبه وإذلاله.
▪️في المقابل فضح دخول الدعم السريع لمدينة ود مدني بهذه السهولة، قدرات الجيش بل وأفقده هيبته ليصبح مادة للسخرية من قبل الكثيرين واختفت النظرة الأسطورية للجيش السوداني في نظر المواطن، الذي فقد احترامه لجيشه الذي يمارس استراتيجية الانسحاب أمام المليشيا ويتخلى عن دوره في حماية المواطن الأعزل والذي تم تركه يواجه مليشيا هدفها نهب المواطن.
لقد كشفت هذه الحرب عن زيف شعارات الدعم وفضحت طبيعته الحقيقية، كما عرّت أسطورة جيش البلاد الذي لا يقهر، وفضحت طبيعته، بأنه تم تدجينه ليكون في خدمة تحالف المصالح الذي مهمته نهب موارد البلاد مع انشغال قادته بالسوق والتجارة ليكون تحت يد قادته أكبر مخزون من ثروة البلاد مناصفة مع الدعم السريع، لتتضح طبيعة المتحاربين بأنها في جوهرها صراع حول السلطة والثروة.
▪️فضحت هذه الحرب الفلول وجردتهم من أي ورقة توت تغطي سوءتهم، وأنهم في سبيل مصالحهم الضيقة ليس لديهم أي كابح أخلاقي أو ديني، حتى لو أدى للتضحية بالمواطن، فهم الآن ينشطون فيما يعرف بالتحريض على المقاومة الشعبية أي تسليح المواطن وتمليشه لكي تنزلق البلاد نحو الحرب الأهلية وضياع أي فرصة لبناء دولة مدنية حديثة. إن اختباء الفلول تحت عناوين الكرامة وإيقاف انتهاكات الدعم السريع لتعبئة المواطنين بشكل قبلي وجهوي يمثل أكبر خطر على وحدة وسيادة البلاد.
▪️خاتمة: في كل يوم تظهر بشاعة وكارثية نتاج حكم الإسلاميين طوال ال30 عاما الماضية، فقد أورثوا البلاد قيادات عسكرية فاسدة ومليشيا مجرم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب