
عام مضى وعام مختلف غدًا !!
بقلم اسماعيل ابو البندورة
انتهى العام الماضي بمعركة تاريخية ظافرة من نوع مختلف خاضتها قوى المقاومة في غزة وحطمت الكثير من الاعتقادات والتوقعات وأطلقت عناوين جديدة في الحياة العربية وأنهضت في الوعي العربي قدرة الارادة على فعل التغيير حتى في ظل أسوأ الظروف واختلال موازين القوى .. وكانت تلك من أبرز معطيات هذه المعركة التي تدخل العام الجديد حاملة الكثير والمثير من الدلالات والمجلوبات السياسية والعسكرية :
حق لنا أن نسمي كل ما أحدثته المقاومة في غزة خلال ثلاثة شهور نصرًا مؤزرًا عسكريًا ومعنويًا إذا ما أردنا أن نصف بدقة مجريات الحرب ورؤية الانكسار والتراجع الذي لحق بدهاقنة الاجرام والاستكبار الذين تصوروا أنها ستكون حربًا قصيرة ومحسومة وإذا بها تأخذهم إلى سؤال الوجود والعدم والبقاء في هذه البلاد وتعيدهم مرغمين إلى المربع الأول ..
وإذا كان لدى الطرف المعتدي من نصر يدعيه في مثل هذه الحالة فهو ما تمثل في الوحشية الفائقة والمقتلات والجرائم البشعة ضد الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت وتشريد السكان وارتكاب الجرائم وهي الجرائم التي تحولت إلى جرائم إبادة وتطهير عرقي ومكاني وجعلت من هذا الكيان دولة مارقة على طريق التفكك والزوال وكل ذلك مستكره ومدان وضد الإنسانية !!
يحق لنا في اليوم الأول من العام الجديد أن نسميه عام المقاومة المجيدة في فلسطين وعام الشهداء الذين قضوا نحبهم وصمدوا أمام هذه الهجمة البربرية وأربكوا قادة ومستوطنوا المستعمرة ووضعتهم أمام مصير أسود وإدانات من جميع شعوب العالم ..
عام جديد ونقطة بداية يركن ويبنى عليها إذا ما تمت قراءتها بعيون عربية تتطلع إلى الانتهاض والتغيير وتبحث عن مقدمات تأسيسية جادة لهذا التغيير..
أمام أبناء الأمة فرصة وأفقًا مفتوحًا اشتقته المقاومة الباسلة في غزة للنهوض وتوحيد كلمة الأمة وبعث الارادة وتفكيك هذا الكيان النازي الغاصب ..