مقالات
الاحتلال يزيد من وتيرة العنف ويستعد لفتح جبهات جديدة فمن سيدفع اعادة الاعمار بعد الحرب؟ بقلم مروان سلطان – فلسطين
بقلم مروان سلطان - فلسطين

الاحتلال يزيد من وتيرة العنف ويستعد لفتح جبهات جديدة فمن سيدفع اعادة الاعمار بعد الحرب؟
بقلم مروان سلطان – فلسطين
10.1.2024
يبدو ان زيارات بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية المكوكية في محاولة لحصر الحرب على غزة وتقليل الخسائر بين المدنيين والممتلكات والبنية التحتية ، لم تلق اذان صاغية لدى حكومة الاحتلال. فما زالت الخسائر بين المدنيين في ازدياد بالرغم من اعلان جيش الاحتلال عن بدء مرحلة جديدة في الحرب في منطقة شمال غزة واستمرار المرحلة الثانية في منطقة جنوب ووسط قطاع غزة. كما ازدادت وتيرة استهداف المدنيين والصحفيين ، واذا جاز لي ان اسال هل هذه الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال تستهدف غير المدنيين!. هناك صحيح توجد مناوشات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الا ان اكثر المتضررين هم المدنيين الذين لا ملجأ لهم الا الله في هذه الحرب المسعورة، ويزداد الانتقام من الجانب المدني بسبب الخسائر الباهظة في الافراد والمعدات وعدم تمكن الجيش من الحاق خسائر في المقاومة في غزة. الاحتلال حاول ان يجد اي صورة للنصر في قطاع غزة لكنه ومع دخول الشهر الرابع في الحرب لم يستطع ان يصنع هذه الصورة الى الان بالرغم من اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في لبنان. اي من الاهداف المعلنة وغير المعلنة في هذه الحرب لم تتحقق، ولم تبرز صورة للنصر للاحتلال وقادته. وهل تدمير %70 من القطاع السكني والبنى التحتية وقتل اكثر من %5 من سكان قطاع غزة ثلثيهم من الاطفال والنساء صورة للنصر في ذهن الاحتلال؟.
في الضفة الغربية يتحدث المراقبين عن ازدياد في وتيرة العنف من قبل الجيش الاسرائيلي في مختلف انهاء الضفة الغربية ، وانه هناك ازدياد ملحوظ في عدد الشهداء الذين استهدفهم الجيش من خلال التوغلات للمدن والقرى واستعمال المسيرات في ضرب الاهداف المتحركة حيث تم اغتيال العديد من الفلسطينين في الاونة الاخيرة ووصل عدد الش هداء اكثر من 350 شهي دا ارتقوا في الضفة الغربية منذ عملية طوفان الاقصى. كما ارتفع عدد المعتقلين لاكثر من خمسة الاف شخص معظمهم تحت الاعتقال الاداري. وازدادت نسبة الحواجز وتقيدت حركة المرور عبر الشوارع الالتفافية والتنقل بين المدن كما ارتفعت وتيرة اعتداءات المستوطنين وباتت تهدد حياة الفلسطينين الذين يتنقلون عبر المدن الفلسطينية.
زيادة التوغل في العنف هو افلاس سياسي تهدف من ورائه حكومة الاحتلال المتطرفة حسم الوضع في الضفة الغربية وفق مشروع سيموريتش للسيطرة على الضفة الغربية لصالح المشروع الاستيطاني، ومن يعارض هذه المشاريع وفق مشروع سيموريتش سيواجه السجن او القتل، وهناك خيار هو التهجير ابناء الضفة الغربية الى الاردن ، وهذا ما جعل الاردن يعلن الاستنفار لمنع هذا شبح التهجير القسري من الضفة الغربية الى الاردن، حيث من المتوقع لو اتيحت الفرصة للاحتلال لتنفيذ التهجير ان يصل الاردن حوالي مليون شخص.
عسكرة الضفة الغربية بطريقة تعقد حياة المواطنين والزيادة في معاناتهم ، تزيد من وتيرة العنف والعنف المضاد. وهذا الشئ الذي يتجاهله الاحتلال ، من اجل اظهار قوة الردع الاسرائيلية التي تريد ان تخوف بها كل من يعارض سياستها. كنت اظن ان المقولة التي توصف الاسرائيلين بالذكاء صحيحة، اليوم بعد تلك التجارب والسياسات التي تستعرضها دولة الاحتلال ادرك تماما اننا امام خديعة كبرى، فلا يوجد تفوق فكري ولا قدرة على الاطاحة بالإرادات العربية اذا ما توفرت النويا للنهوض العربي. والاهم من كل هذا وذاك ان دولة الاحتلال وبالرغم من برنامج التطبيع مع الدول العربية لم تبذل اية جهود لايجاد مكان لها في الشرق الاوسط، هي تجد في استعراض القوة والدبابات والطائرات الوسيلة الوحيدة لضمان امنها في هذه المنطقة. مع ان الطرق الاخرى والدبلوماسية الناعمة هي الاقصر والاجدر لتحقيق الامن لها ولغيرها.
لقد حذر الوزير بلينكن الحكومة الاسرائيلية من الانزلاق في عملية واسعة في شمال فلسطين ضد حزب الله والعمل على تضيق مساحة المواجهة ، لكن يبدو ان المجلس العسكري ورئيس حكومة الاحتلال لديهم رؤيا اخرى ، في التصعيد مع حزب الله وهي جبهة تحاول اسرائيل جر الولايات المتحدة الامريكية والتحالف اليها، فقامت بعمليات الاغتيال للعاروري والقاسم وهذا مقدمة لتوسيع نطاق الحرب اذا جاز لنا ان نقول ذلك حيث استفزاز حزب الله من اجل رد يمكن الاحتلال في صب غضبها بالطائرات الحربية على لبنان وتدمير ما يمكن تدميره في مسعى لابعاد حزب الله الى شمال الليطاني، كما طلب من المشافي الاسرائيلية الاستعداد لاستقبال مئات الجرحى في هذه الجبهة.
اعتقد ان هذه السياسة هي فقط سترهق الاقليم والعالم ومن الممكن ان تؤدي الى الانزلاق في توسيع الجبهات لحرب اقليمية او شرارة حرب عالمية. وهي شرارة ستضيف خسائر في الارواح والممتلكات.
السؤال الذي يطرح نفسه من سيدفع فاتورة اعادة اعمار ما دمرته الحرب؟
الحكومة الاسرائيلية تبحث في كل مرة عن ممولين لاعادة اعمار ما دمرته الالة العسكرية الاسرائيلية، وهنا ياتي السؤال المهم : لماذا لا تدفع اسرائيل تكاليف ما دمرته في قطاع غزة او في اي مكان ؟ لعلها تتوقف عما تقوم به في التدمير والابادة الجماعية. هذا هو اقل الواجب والسؤال الذي يجب ان يتصدر الموقف؟ ما هو ذنب العالم ان يدفع تكاليف حروب اسرائيل وبطشها؟ مشكورا من يقوم بهذا الواجب ولكن يبقى الشئ الاهم هو الزام من يقوم بالتدمير باعادة الاعمار حيثما عملت ماكنته العسكرية الارهابية خرابا.
لعل الحروب تتوقف!. ولعل الانسان هو الاغلى لقد تسببت هذه الحرب المقيته في جيل كامل من الايتام! وتسببت في جيل كامل من الاعاقات البدنية والنفسية!. وتسببت هذه الحرب في اظهار بشاعة البشرية ، فدنست حرمة الاموات وسرقت اعضائهم ونبشت قبورهم، وترك الناس جوعى بلا طعام او شراب ومرضى دون ادوية وهذا لا تجد له من ادوات للاعمار ، ولكن اظهرت بشاعة الاعداء.