
تفعيل التأزيم
بقلم الدكتور عبدالخالق الختاتنة
مع ان اجواء الامة التي تعيشها تتطلب من البعض ان ينخرط في قضاياها المصيرية ، للتصدي الهجمة الصهيونية والإمبريالية الغربية ، وعلى راسها إسرائيل وامريكا والغرب المتصهين، وخاصة حرب الابادة في فلسطين و غزة، و الاعتداء على اليمن ولبنان وسوريا ، والاغتيالات المتلاحقة على امتداد الساحات العربية ، من قبل العدو الصهيوني والغرب المتصهين الا ان البعض مصرين في اطار تفعيلي ان يغردوا بخطى ثابته وفقاً ألى زوايا و منحنيات العمالة والردة والخيانة ، و تفعيل التأزيم و الازمات للفت الانظار عن معركة الامة المصيرية ،، والاعتقاد بعمالة البعض و رخصه وعمالته ، ليس بالامر الجديد ولا المستحدث ، هذه الأيام نشهد موجة في الوطن العربي ، تفتعل الموازنة بين القطرية و القومية ، وتعتبر كذبة القطرية مقدسة ، لا يعلوا عليها عالي ، وتحاول بكل الطرق و الوسائل الغاء البعد القومي ، لا بل تجريمه و تحريمه ، هناك بعض ما يسمى بالصحفيين والكتاب و ما يسمى نخب مأجورين ، و وتيرة كتاباتهم ترتفع و تنخفض حسب الدفع ، وبعضهم يفتعل مواقف ويطرح مواضيع حسب التوصيات والتوجيهات التي يستلمها، فينبري الجهابذة في تسخير اقلامهم وكتاباتهم حسب السعر ، والبعض الاخر يحول الابيض الى اسود ، ويلون المسائل بالوان الوطن ، ويضفي عليها ايقاعات وطنية كاذبة و ساذجة ، لان العين على موقع وعلى مكانة تتطلب منه سياقات وطنية كاذبة ، وهو يعرف بانه كاذب ، ويعرف انه يهرف، وبعضهم ارخص من الرخص نفسه ،
ان هذا النسق من العمالة سوف يبقى ، والصراع معه ايضاً سوف يبقى قائم ، حتى في ظل ما يسمى الدولة الوطنية القطرية التي فشلت بكل شي ، فالامر مفروغ منه ، فالصراع سيبقى قائم و يتجدد ، و لا ينكره الا مغفل و ساذج ، خاصة في ظل الدول الجبرية ،التي تختصر الوطن و المواطن في رمز هيكلي مزعوم ، ولعل النظريات الصراعية تحتل مكانة مهمة في التحليل و التفسير و التعليل ، انطلاقاً من ان الصراع حقيقة وجودية شهدها التاريخ البشري ، وسوف يشهدها حاضراً و مستقبلاً ، ومن زاوية اخرى ، التغير سنة الحياة ، وهو مطلب حداثي ،و هناك إقرار عند اصحاب العلم بان الثبات موت ، وليس هناك تجربة سياسية خالدة ، والتغيير سيطول جميع بدون أستثناء ، ولماذا الخوف ؟؟؟
و على العكس بالتغير الامم تصلح احوالها و تواجه مشكلاتها ، وعلى راي ابن خلدون اذا نزل الهرم في الدولة لا يجدي معه الاصلاح نفعاً ، ويجب ان يقوم على أنقاضها دولة جديدة ، وان احد اهم اسباب تدهورها الفساد و الافساد والخرب و النهب الاقتصادي ، في اطار دورة جديدة من النظرية الدائرية في التغير ،.