الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة ينقل ألم وتحديات الحياة في غزة عبر برنامج «كامل العدد»

الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة ينقل ألم وتحديات الحياة في غزة عبر برنامج «كامل العدد»
فايزة هنداوي
القاهرة – في آخر حلقة من برنامج «سولد أوت كامل العدد»، على قناة «سي بي سي»، استضاف الإعلامي المصري محمود سعد، الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة، الذي انتقل بين أبياته ليعبر عن ألم الواقع والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني يوميًا في ظل الحرب في غزة.
واستكشف البرنامج أبعاد الألم والأمل في زمن الحرب، مؤكدًا على دور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية وتسليط الضوء على الصمود والتحدي.
في البداية، قال أبو توهة: إنه مولود في مخيم لاجئين، لأب وأم كانوا في مخيم لاجئين، وهم من عائلات تم طردها من بلادها بشكل غير شرعي وغير قانوني.
والوضع الاقتصادي في غزة مرتبط بإسرائيل، فعلى سبيل المثال، في الزراعة لم تعد هناك زراعة، فمن يعتمد على الدخل اليومي هناك، الله يعينهم في حصار في كل شيء وحرب وقصف.
وأضاف: «درست في الجامعة الإسلامية في غزة لغة إنكليزية، وأصبحت أكثر نشاطًا على فيسبوك في عام 2014.
وبدأت أكتب ما يشبه القصائد باللغة الإنكليزية واستخدمتها في وقت العدوان الإسرائيلي، الذي استمر 51 يومًا. وكنت لسه متخرجًا جديدًا من الجامعة وفي شهر 8 قصفوا المبنى الإداري بالجامعة الإسلامية، فكان في كتاب من تحت الركام عن الأدب الأمريكي، وكانت البذرة الأولى لإنشاء المكتبة التي أسستها بعد دعم من أفراد من الخارج وليس مؤسسات».
واستكمل: «في عام 2019، فتحنا الفرع الثالث للمكتبة وفي الحرب الحالية استشهدت الأمينة للمكتبة، وهي صغيرة كان عمرها 25 عامًا. والمشكلة هناك في غزة أن الكيان الصهيوني يريدك تموت تحت القصف ويمنع عنك الصوت، فكنت أكتب على فيسبوك، وكان هناك تفاعل لأن كان لازم أوصل صوت الناس اللذين يعيشون تحت القصف لنوقف المجازر والإبادة الجماعية».
وأضاف: «قعدت 60 يومًا في غزة، والبداية كانت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول وقبل ذهابي للتدريس في المدرسة، طلبت من زوجتي تصورني صباحًا، وسمعنا صوت صاروخ فلسطيني، ولكنا قلنا هذا صاروخ تجريبي من الذي تقوم به المقاومة أحيانًا، ولكن تفاجأنا أن الصاروخ اتجاهه مش للبحر، ولكن نحو المستوطنات الإسرائيلية، واستمر القصف ساعتين أو ثلاثًا تقريبًا، وحاولنا نعرف الأخبار، لأننا مش فاهمين حاجة وكثيرون كانوا مبسوطين، ولكن بالنسبة لي كان في شعور غريب مبسوط، ولكن خفت من رد الفعل الوحشية».
وتابع: «الإنسان الفلسطيني في غزة ما يعرفش يعني إيه مطار ولا يعرف يعني إيه يبحر بسفينة، احنا محاصرين في كل شيء، وبيحددوا نوع الغذاء ونوع الأدوية التي تدخل غزة، وآخر مطار كان عندنا في غزة سنة 2000 وتم قصفه، و70% من أهل غزة يعتبرون أنفسهم لاجئين».
وأضاف «بدأ الكيان الصهيوني يلقوي المنشورات بأن نغادر المدينة من بيت لاهيا ورحنا معسكر جباليا، وبدأت تحدث انفجارات كثيرة وقوية، وكمان قصفونا بالحزام الناري وهذا عبارة عن عدة صواريخ بنفس المكان ونفس اللحظة، وكنا نوزع أنفسنا في البيت عشان لو شوية ماتوا يكون في شوية عايشين».
واستكمل: «أنا مسجل ابني مصطفى في أمريكا ومعه الجنسية الأمريكية، وقررنا نطلع على معبر رفح، وكانت إسرائيل عاملة نقطة تفتيش، والطريق حوالي 13 كيلومترا، ووجدنا عددًا كبيرًا من الناس، يمكن أكثر من 4 آلاف، وكانت هذه أول مرة لي أرى جنديا إسرائيليا أمامي».
وأردف: «وفي نقطة التفتيش، عندما جاء الدور علينا، كنت أحمل ابني وأحمل حقيبة، وطلبوا مني تركهم، وفي الخلف طلبوا منا نشلح كل شيء، أنا وشباب كثيرون، واتهموني بأنني ناشط في حماس، وتعرضت للضرب والإهانة منهم، وبعد أن أبلغت زوجتي الجهات في أمريكا وبدأ يتكتب عني هناك، اعتذروا لي وتركوني أغادر بعد عدة أيام لديهم».
مصعب أبو توهة هو شاعر وكاتب فلسطيني، وُلِدَ في مخيم الشاطئ في مدينة غزة لعائلة هاجرت من يافا بسبب نكبة عام 1948. حاصل على بكالوريوس اللغة الإنكليزية من الجامعة الإسلامية عام 2014 ويكمل الماجستير في الكتابة الإبداعية في جامعة سيراكيوز في نيويورك. رشح ديوانه «أشياء قد تجدها مخبأة في أذني» لنيل جائزة النقّاد الأمريكيين في فئة الشعر، وحاز على جائزة الكتاب الأمريكي من مؤسسة نقابة كولومبوس في ولاية كاليفورنيا في النسخة الرابعة والأربعين. ووصل للقائمة النهائية في جائزة كولكوت للشعر. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2023، غادر مصعب وأسرته بيتهم في بيت لاهيا وانتقلوا إلى مخيم جباليا للاجئين، بعد تحذير إسرائيل من أنها ستقصف بيت لاهيا، فتم تدمير منزلهم.
«القدس العربي»: