مقالات

«بيغاسوس» أحدث شركاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة – القدس العربي

القدس العربي

«بيغاسوس» أحدث شركاء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة

راي القدس العربي

نشر موقع «إنترسبت» الأمريكي تقريراً مفصلاً عن أنشطة دعائية وحملات تبرع يتولاها شاليف هوليو المدير التنفيذي السابق للشركة الإسرائيلية NSO منتجة برنامج التجسس الإلكتروني «بيغاسوس» الذي سبق أن بادرت 17 مؤسسة إعلامية عالمية إلى كشف النقاب عن بيعه لأنظمة وحكومات مختلفة، حيث تمّ استخدامه للتجسس على هواتف شخصية تخص نحو 180 صحافياً و600 رجل دولة وسياسي حاكم أو معارض كان في عدادهم الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون.
كان هدف الشركة تجارياً في المقام الأول، إذ كانت تطلب 650 ألف دولار مقابل اختراق حزمة من 10 هواتف، بالإضافة إلى 500 ألف دولار رسوم تثبيت البرنامج. غير أن الحقائق التالية أثبتت أن للتطبيق سلسلة أغراض لا تقتصر على التجسس واقتناص المعلومات السياسية والأمنية والصناعية والتجارية وحدها، بل تتجاوزها إلى خدمة أجهزة الاستبداد والفساد وتحقيق أهداف جيوسياسية تمثل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار شعوب بأسرها.
وفي حينه بذلت دولة الاحتلال جهوداً سياسية وإعلامية هائلة للتنصل من المسؤولية الحكومية عن أنشطة الشركة المنتجة لبرنامج «بيغاسوس» التجسسي، لكن الفضيحة كانت أضخم من أن تنجح أي حملة علاقات عامة في إخماد نيرانها، إذ اتضح أنها تصل إلى قلب الشرطة الإسرائيلية ذاتها. وأما في الولايات المتحدة فقد اضطرت وزارة التجارة إلى وضع الشركة على اللائحة السوداء في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، الأمر الذي لم يمنع ممثلي الـ NSO من تجنيد حملات ضغط بلغت تكاليفها ملايين الدولارات، وذلك لاستمالة أعضاء في الكونغرس من المعروفين بمواقف متشددة في مساندة دولة الاحتلال والصناعات السيبرانية الإسرائيلية.
وخلال شريط فيديو جرى تداوله مؤخراً تفاخر هوليو بجمع 33 مليون دولار، على هامش حملة تبرع لشركة جديدة أطلقها تحت اسم Dream Security وكان واضحاً أنها لا تهدف أولاً إلى وراثة أعمال الشركة القديمة فقط، بل كذلك لإعادة تجميل أنشطتها التجسسية المستنكرة تحت ستار خدمة دولة الاحتلال والجيش الإسرائيلي في تحديد أماكن احتجاز الرهائن داخل قطاع غزة. وفي إشارة صريحة إلى عودته مجدداً لاستئناف مهامّ الشركة السابقة، التي كان قد تنحى عن إدارتها صيف 2022، أعلن هوليو أنّ تفعيل برامج الشركة الجديدة من هنا تحديداً، أي صحبة ألوية جيش الاحتلال الإسرائيلي في القطاع، «يبعث برسالة قوية إلى مجتمع التكنولوجيا العالية» مفادها العملي ليس نسيان ماضي التجسس بقدر إعادة إحيائه.
ولأن برامج التجسس الإسرائيلية المختلفة شريك مباشر في حرب الإبادة الإسرائيلية الراهنة ضد قطاع غزة، فإن مجموعات الضغط العاملة لصالح هذه الشركات وجهت رسالة مفتوحة إلى شريك آخر وثيق الصلة هو الولايات المتحدة، في شخص وزير خارجيتها أنتوني بلينكن. وجاء في الرسالة فقرة تقول إن منتجات NSO» تدعم الكفاح الكوني الراهن ضد الإرهاب في مختلف أشكاله» والبرامج «أدوات دفاعية» لدى دولة الاحتلال وتسهم بالتالي في «تقييم مخاطر حقوق الإنسان» على نطاق عالمي.
ولا عجب في هذه النبرة بين الشركاء في الانتهاكات الهمجية والوحشية الأشنع لحقوق البشر والحجر، في قطاع غزة وسائر فلسطين اليوم، وهنا وهناك على امتداد العمران الإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب