مقالات
3يونيو 2019 = 25 اكتوبر2020 = 15 ابريل2023 بقلم خالد ضياء الدين
بقلم خالد ضياء الدين -السودان -

3يونيو 2019 = 25 اكتوبر2020 = 15 ابريل2023
#الهدف_أراء_حرة
يقلم خالد ضياء الدين
من منكم يستطيع الأن البكاء على ضفة النيل، أو السير بمحاذاة الأسفلت في شارع الستين دون أن تتلقفه رصاصة.؟
من يدخن التبغ ويتلاعب بكتلة الدخان الطالع من رئتيه دون أن يلفت إليه نظر قناص متربص في بناية هجرها أصحابها لصالح القطط.؟
أمس تخطينا حدود الحرب التقليدية لندخل حرب الإتصالات وتحجيم المعلومة فهنيئا لهم ويا لبؤسنا.
استيقظنا اليوم على خبر إنقلاب فاشل على الإنقلاب الافشل الذي قاده البرهان على الفترة الانتقالية لصالح الفلول..
أي فشل هذا الذي يلازم هذه القبعات حتى في تخصصها التأريخي؟!
من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر، تلك مأساة تجار الدين، التي تشبه مأساة الحسن بن هاني بن عبد الأول المعروف (بابي نواس) الذي قال وهو على فراش الموت بعد أن اسرف في حياته:
إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل مامضى ولا أن مايخفى عليه يغيب…
إنها مأساة المسرفين كذلك الذين يراهنون على السراب،وعند الله تجتمع الخصوم.
كل الخناجر الآن بيد بروتس ذلك(الصديق الخائن) الذي يتحين الفرصة للانقضاص على الملك ولو على منصة القصر أو وسط الجنود، إنهم يكيدون له وهو يكيد(والشعب يفعل مايريد).
لقد افل نجمهم، سيقتل الملك ويموت الوزير وسينتهي دور الرواة وتبقي شهرزاد وحيدة تنتظر، وفي جوفها يتلوى ثعبان قيل إنه إبن الملك الوحيد، غير أن للعرافة نبوءة قديمة تقول بأنه سيولد أعمى البصيرة كوالده، وسيقتله النمل لينقطع بذلك نسل الثعابين.
توقفت ساعة اراقب المغيب الذي بيني وبينه ثأر قديم منذ أن أخذ (قبالة) العيد(أبريل 1990) مصابيح النهار وتركنى اقاتل وحدي قبعات العساكر الزيف والبوت الملمع بدم الشرفاء.
وكنت وحدي كما أحمد العربي، أه يا وحدي وأحمد.
وبالعودة مرة أخرى لتراجيديا الحياة…قيادة الجيش تنفي وجود إنقلاب عليها(نكر المغني كمنجتو) ولكن تواترت انباء عن اعتقالات طالت ضباط في الخدمة وفي مواقع حساسة!
معلوم إنك حين تشاهد الصقور تحلق بشكل دائري فوق مكان محدد فذلك يعني أن وليمة طور الإعداد، أو حيوان نافق يتمدد على الأرض.
ها نحن نفقد أطفالنا على مآدبة الجوارح، فاختاري منا يامنايا اجملنا وابهانا فداء لدمعة تبلل خد عزة.
قالت العرافة: قريبا جدا سيشهد القوم انفصال القبعات العائدة من ثباتها عن اللحى الكذوبة، وسيضيق على القتلة الخندق حتى تتكسر منهم الضلوع، ولن يجدو من يبكيهم أو يسمع اكاذيبهم وترهاتهم، وسيصرخوون، وستضيع صرخاتهم وسط ضجيج احتفالاتنا بعودة الحياة لعروق الوطن الجريح.