اولوياتنا في فلسطين اليوم هو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وافشال المخططات الصهيونية بقلم مروان سلطان – فلسطين
بقلم مروان سلطان - فلسطين

اولوياتنا في فلسطين اليوم هو تعزيز صمود الشعب الفلسطيني على ارضه وافشال المخططات الصهيونية
بقلم مروان سلطان – فلسطين
5.2.2024
لا شك ان الازمات التي تتعرض لها الشعوب تكشف حقائق تكون قد غابت لوهلة عن مخططاتها امام ولوجها في متطلبات الحياة الكثيرة ، وهذا يتطلب اعداد كل المجتمع في مواجهة تلك الازمات. فالحرب على غزة كشفت لنا اننا في مواجهة العديد من القضايا الجوهرية واهمها غول البطالة الشرس ، وتدهور الامن الاجتماعي بسبب العجز في انتظام دفع الرواتب، وفي مواجهة اقتصاد مهلهل يحتاج الى برامج وخطط تقف امام هيمنة الغزو الاقتصادي الاسرائيلي، ولقد كشفت الحرب اننا ايضا امام مشاريع التصفية للفضية الفلسطينية التي تعد لها حكومة الاحتلال ، كل ذلك بالاضافة الى غول الاستيطان والتهويد للارض والمقدسات وهذا كله يحتاج الى اعداد وخطط ، وتجنيد الراي العام المحلي والدولي في مواجهة تلك الازمات المفروضة على الشعب الفلسطيني. لقد كشفت الحرب على غزة النوايا الاسرائيلية في مشروع تصفية القضية الفلسطينية بدءا من تهجير الشعب الفلسطيني الى مصر والاردن. فلقد اثبتت الحرب ان دولة الاحتلال كانت تحتاج الى اي ذريعة للقيام بهذه الاعمال والجرائم في قطاع غزة وما زالت تنتظر الذريعة في الضفة الغربية للقيام بذلك في مرحلة قادمة وهي لن تعدم الحيلة والوسيلة بعد لايجاد المكان الذي ستهجر اليه الفلسطينين الذي يقبل باعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينين الجدد من الضفة الغربية وقطاع غزة وقد كانت الاردن ومصر رفضتا هجرة الفلسطينين وقبولهم مهجرين ولاجئين على اراضيهم.
المخططات الاسرائيلية في القضاء على الحلم الفلسطيني ليست سرية بل هي علنية وقد تم طرحها في التوجهات الاسرائيلية لانهاء القضية الفلسطينية ، وكان اخرها الرؤيا الاسرائيلية وفق مشروع سيموتريتش الذي يتضمن ثلاث خيارات بخصوص العلاقة مع الفلسطينين بكل وضوح، وهو التهجير او السجن او الاعدام.
رغم مرارة الواقع الاليم الذي نعيشه في فلسطين فانه بكل تاكيد هو الارحم من دول الشتات والتهجير والعيش بعيدا عن الوطن. فلسطين ستبقى الام الحنون الذي يضم ابنائه على هذه الارض رغم غياب مشروع اقامة الدولة الفلسطينية التي يتهرب الاسرائيليون من استحقاق نشاتها على التراب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
المشروع الامريكي في اقامة الدولة الفلسطينية وايدته كل من بريطانيا والاتحاد الاوروبي بخصوص الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو مشروع لم تتضح معالمه وهل هو سيفي بالحلم الفلسطيني بدولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس؟، وهل ستلبي حجم التضحيات والدماء التي سالت من اجل التحرر الوطني وحق تقرير المصير؟. هنا سؤال كبير امام تلك المنظومة الدولية التي القت بهذا المشروع الناقص امام الشعب الفلسطيني، ونحن في انتظار الإيضاحات لمعالم هذا المشروع قبل الخوض في تفاصيله والحديث عنه.
لكن من جهة اخرى فان الادارة الاسرائيلية لديها مشاريع اخرى بعد انتهاء الحرب على غزة تخالف رؤيا حل الدولتين، وهو الاحتلال العسكري للقطاع، وهذا ما يؤيده اليمين الاسرائيلي بقوة ويحشد له ويقيم له المؤتمرات على حدود القطاع ، والاحتفالات لتعزيز السيطرة على القطاع واعادة الاستيطان فيها ويهدد رئيس حكومة الاحتلال باسقاط الحكومة اذا لم ينفذ مطالبهم بخصوص غزة. وعلى كل الاحوال فان اسرائيل اليوم بقيادتها الحالية ستبقي القطاع منفصلا عن الضفة الغربية ولن تسمح باقامة كيان سياسي واحد بين جغرافيا غزة والضفة الغربية ، وهو برنامجها في ابقاء الانقسام الذي سهلت له كل الإمكانات لتعزيزه وابقائه، وكل هذا في سبيل تحقيق الهجرة للشعب الفلسطيني الى دول الشتات.
لا بد ان نحذر من ان الواقع الاليم الذي افرزته الحرب اولا في قطاع غزة، وانه باعتقادي حال استمرارها ستكون فرصة متاحة امام عامة الشعب المشردين واللاجئين من مكان الى آخر مرارا والمجاعة ، والخيام التي لا تقي البرد او الحر والمياه التي تجري في داخل الخيام وغيره من الظروف المعيشية القاسية لوحدها عدى عن الرصاص الذي يتطاير من فوقهم او تحتهم والامراض التي تتربص بهم كافية ان لا تبقي الناس طويلا في اماكنهم وسوف تدفع الناس للبحث عن حياة جديدة، بالرغم من صمودهم البطولي الاسطوري امام البطش الاسرائيلي.
اما في الضفة الغربية والتي يتاثر السكان فيها الما ووجعا على ما يجري من مذابح يومية من قبل الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة ، تجعلهم قلقين على حياتهم ايضا وخاصة ان الجيش الاسرائيلي والمستوطنين ايضا يستبيحون الضفة الغربية ويعملون بها قتلا وتدميرا، والتضييق على السكان من اجل تحقيق هدفهم في الهجرة الطوعية ايضا.
الخوف والترقب سيد الموقف، الا ان هذا لا يثني عزيمة الشعب الفلسطيني الذي يرى تضحيات اهل غزة الجسام وصمودهم البطولي امام القتل والتدمير والتخريب الذي يتم في غزة، ان بكون حافزا لهم لتعزيز صمودهم على ارضهم. لكن هذه الظروف والاجواء حقيقة تتطلب من المؤسسات والتنظيمات وكل الفصائل والقوى المختلفة وعلى راسها حركة فتح التي هي اكبر الفصائل والعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية وكذلك السلطة الفلسطينية، خلق ظروف لدعم ومؤازرة الناس لتثبيتهم على ارضهم .
في لحظة ما غفلنا وفكرنا اننا امام كيان فلسطيني قائم وعلى ابواب الدولة الفلسطينية التي تحجبها السياسة الاسرائيلية ، وتعرقل تقديم خدمات من شانها تعزيز تمل السلطة الفلسطينية وتطور الشعب الفلسطيني. وهذا ما اربك المواطن الذي وجب تعزيز قدراته وصموده ، وخاصة اننا امام مجتمع مقدراته ضعيفة وامكانياته محدودة، وهناك الكثير من المشاكل التي حلت على حساب المواطن وخاصة في المجالس المحلية، على سبيل المثال وليس الحصر تجد ان البلديات ترفع سعر المتر المكعب بسبب الفاقد في المياه بدل ان تعالج الفاقد وتبحث عن مصادر التهريب في المياه، وهذا اجحاف في حق المواطن ولا يؤدي الى تعزيز صموده على ارضه، عدى عن رفع اسعار الخدمات التي ترهق كاهل المواطن مثل اسعار الكهرباء والضرائب الاخرى.
امامنا واقع صعب من اسباب ونتائج الحرب على غزة ، مواجهتها يتطلب جهودا جبارة وخاصة في مجال تشغيل الشباب الذين تعطلوا لفقدان عملهم في سوق العمل الاسرائيلي ، عدى عن اعداد البطالة المرتفعة نسبتها اصلا قبل الحرب وبعد الحرب حدث ما لم يحمد عقباه ، بسبب اغلاق سوق العمل الاسرائيلي الى هذه اللحظة، ولا بد من ايجاد حلول لدعم التشغيل في الاراضي الفلسطينية.
تعزيز الصمود له مقوماته ، وادواته في مختلف مجالات الحياة ومنها تعزيز الاقتصاد المقاوم في ظل هذه الظروف، نحن اليوم بحاجة الى اعادة النهج الثوري في البناء والحفاظ على الوجود وتعزيز مقاومة الظروف السلبية والنهج التهجيري للمواطن الفلسطيني الذي يفرضه الاحتلال على شعبنا الفلسطيني . ولذل مطلوب ان ندقق في كل الواردات التي تغزو اقتصادنا دون حاجة او مبرر . العودة الى الارض يعتبر انطلاقة في النهج الثوري المقاوم المستدام للصمود والحفاظ على الوجود ، وذلك في تعزيز قدرات حراس الارض المزارعين الذين يعتنون في امننا الغذائي والصمود امام التهديدات بمصادرة الارض مما يهدد وجودنا على ارضنا.
ولهذا التكامل في الادوار ذات اهمية عالية ، في تعزيز مفهوم المنتوج الوطني في الصناعة والزراعة لتامين مصادر احتياجات الشعب الفلسطيني ، في ظل الظروف الصعبة.
هناك الكثير من الواجبات التي غفلنا عنها ، اصبحت اليوم ضرورة ملحة امام الهجمة الشرسة التي تواجهنا ، وتعمل على انهاء القضية الفلسطينية من امام العالم والهيئات الدولية.