منوعات

مهرجانات الفن وعدم الانحياز لغزة «زليتن» ومسلسل الفساد الليبي

مهرجانات الفن وعدم الانحياز لغزة «زليتن» ومسلسل الفساد الليبي

مريم بوزيد سبابو

كم نفسنا قصير في التضامن مع غزة، وكم نرغي ونزبد وكم بسرعة نهدأ ونتعود على الإبادة المستمرة الآثمة على الضعفاء المحاصرين من كل جانب، على الأطفال مثل «هند» وإخوتها وغيرهم، ونعود لننشر موائدنا وأطعمتنا وأزياءنا وأحلامنا على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم نتذكر، آه، بأن هناك شعبا محاصرا يباد، والكل مشارك في إبادته وعلى طريقته! وبينما نحن نتسوق ونستعد لاستقبال شهر شعبان ورمضان، لا يجد سكان غزة ما يأكلون، إنهم يموتون بكل الطرق، وما أقسى جوع الأطفال، وما أوقح تخمة بطوننا!
تزداد الهوة بين من هم تحت النار ومن هم في مأمن يترقبون ويفكرون بكل الطرق تفادي الصدامات وضياع الفرص ومجابهة جبنهم وخذلانهم.
لن يرحمنا تاريخ ولن تحتوينا جغرافيا بعد صفقات بيع الكرامة في مزاد دموي. الشعوب وحدها من تدفع ثمن سياسات هزيلة، ووحدها من تسير في قطعان نحو حتفها، عندما تنتصر للظلم وتزينه، وترقص له وتغني في وقت يذبح فيه سكان غزة ورفح في قائمة الانتظار المرعبة. فإذا أوجدت للسياسة أعذارا فلا عذر للفن وللفنانين، من «قدسوا المكاسب المادية» على قضايا الإنسان في غزة. الدور جاء على أهل الفن، من شاركوا في مهرجان الرياض، مثل صابر الرباعي، الذي وقع تحت لسان وأسنان الإعلامي سمير الوافي، الذي أطلق النار عليه، من خلال مروره في برنامج «فكرة سامي الفهري» على قناة «الحوار التونسي»، حيث قال: «أنا غلطت في صابر الرباعي حينما أعطيته قيمة أكبر منه، لكن هو طلع خبزيست» وذلك بعدما سأله الصحافي عن كيف تُشفى من حقد صابر الرباعي؟ بعد سلسلة انتقادات له لمشاركاته في مهرجانات تونسية ومهرجان الرياض في عز إبادة أهل غزة. حيث بلغت تدوينات «الوافي» عن صابر الرباعي، ثلاث عشرة تدوينة، كلها شتائم. خمس تدوينات على موسم الرياض، ورد الوافي: «خمس تدوينات شوية على موسم الرياض، «يا ليت نكتب كتاب»!
وقال إنه لا ينتقد الأشخاص، بل الأفعال والمواقف، صابر الرباعي صوت كبير، تاريخ فني. ليس هناك تحامل وليس لدي مشكلة شخصية معه ولا أكرهه ولا أحقد عليه، كما قلت، وأنا من معجبيه، هناك أشياء لم تعجبني فيه كتبت عنها، ومن حقي أن أكتب عليها وأنا حر. كتبت عن موسم الرياض، لأنه أخطأ فيه، كنت أتصوره فنانا صاحب قضية وليس «خبزيست»، ولا يغني من أجل المال فقط، كتبت عنه وكأنه صاحب قضية كبرى، وكأنه صاحب وعي كبير، قضايا أمته الكبيرة وقضايا وجدانية، لكن «طلع ياخويا خبزيست»، عاملته كفنان صاحب قضية وموقف، يغني لكي يعيش، لكي يصبح غنيا، يقاطعه المذيع، لكن لديه عقد؟ لديه عقد، غيره ألغى حفلاته، ومنهم كاظم الساهر، ألغى كل حفلاته بما فيها موسم الرياض، هناك من خسر «خبزة كبيرة»، وثروة كبيرة في موسم الرياض، مقابل موقفه ولم يبع حقه، آخرهم ابن عادل إمام، الذي عوقب عقوبة كبيرة بسبب كلمة، لا أحكي على المملكة العربية السعودية، لا أحكي سياسة هنا، أنا أحكي عن فن ومهرجان، ولكن هذا المهرجان فيه رسالة سياسية، التي تقول «إحنا قضية فلسطين لا تعنينا، لا نحس بها، ليست قضيتنا، لا تهمنا، الناس تموت وفي الوقت نفسه وكل العرب والمسلمين يتألمون، بينما نحن نتفرج على الحفلات والأغاني!
في إمكان الفنان أن يعتذر، مهما كانت ظروفه المادية، ميسورا أو جيعانا، قضية مبدأ، أعتذر لا يمكن أن أغني والناس على بعد أمتار منا تصرخ وتموت. هل يمكن أن تكتب مقالا تمدح فيه صابر الرباعي مستقبلا؟ طبعا لما لا. ونشرت مواقع عديدة تصريحات «الوافي» عن الفن والمبادئ ومستخدمي تطبيق «التيك توك»، الذين قال عنهم إنهم «عملوا ثروات بالتسول، فلوس تجي بالذل».

«زليتن» قدر الله ولطف

تصدرت مدينة «زليتن» الأخبار على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد «ارتفاع منسوب مياه البحر والمياه الجوفية واختلاطها بمياه الصرف الصحي، مما أدى إلى ظهور مستنقعات مائية وغرق جزئي لبعض المنازل، وهذا دفع السكان في بعض المناطق إلى النزوح وترك منازلهم. وتسببت المياه أيضا في انهيار بعض المنازل، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والبعوض بكثافة، مما يهدد الصحة العامة».
هكذا وصف الوضع في المنطقة المنكوبة على صفحة «المجلس القومي للمرأة الليبية»، وكالعادة تتأخر المؤسسات الحكومية في التدخل السريع والوقوف على حجم الأضرار والمعاناة، وأن تقف الحكومة على ما جرى، أفضل من «أن تطنش»!
على صفحة «حكومتنا» نقرأ أن «وزير الإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، زار مدينة «زليتن» للوقوف على حجم الأضرار، التي طالت بعض المنازل، جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية في عدة مناطق في البلدية. ووجه الغاوي، رئيس لجنة الأزمة بضرورة الإسراع في استكمال ملفات المواطنين المتضررين والتنسيق مع مخاتير الحلات لتسهيل اجراءاتهم، مشددا على ضرورة تقييم الأضرار وتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين».
كما شكل مصنع الإسمنت سخرية وسخط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الطلبات الهائلة، بالأطنان، التي وصلت الإدارة، برميها من الشبابيك، طلبا للإسمنت ومن مختلف مناطق ليبيا، وانتشرت صورة الملفات والظروف الكثيرة جدا مرمية على الأرض «هذه الدار في زليتن اليوم جمعت الشرق والغرب والجنوب لحجز الاسمنت، يا ريت خليتوها مركز انتخاب وحليتو مشكلة ليبيا»!
كما كتب طه بركة على صفحته «مقبرة التحول الرقمي في ليبيا 2024، كان يمكن تنفيذ منظومة حجز لقبول طلبات حجز الإسمنت على غرار مصرف ليبيا المركزي لتوفير الجهد والوقت وجودة تقديم الخدمة للمواطن، لكانت كل هذه الطلبات في قاعدة بيانات واحدة يسهل الوصول لها وبدء بيع الإسمنت، حسب الأولوية في التقديم، لكن التخلف له رأي آخر، فالآن سيتم تشكيل لجان فرز وعد وإدخال، ومندوبين وتزوير ورق وواسطة ومليشيات، وقصص ما أنزل الله بها من سلطان، في أكبر ظاهرة تخلف تشهدها البشرية في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وأجزم أنهم لن يتحصلوا على الإسمنت حتى بعد 6 شهور، هذا إن حصلوا عليه. إنا لله وإنا إليه راجعون».

 كاتبة من الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب