
امريكا عدوة الشعوب وليست رب العالم.
الدكتور غالب الفريجات
أمريكا عدوة العالم وليست رب العالم، فهي قابلة للهزيمة كما حصل لها في أكثر من مكان في هذا العالم، فيتنام، أفغانستان، العراق، ولن تكون هزيمتها بعيدة في فلسطين عن طريق ربيبتها “اسرائيل”، هي ليست بعبع، وهي ليست دولة ذات تاريخ، مجموعات من المرتزقة تحكمهم المصلحة لا قيم ولا أخلاق ولا حتى عقيدة دينية، وما يحصل في الداخل الأمريكي يؤشر على أن هذه الدولة في ولاياتها المتعددة متضاربة المصالح، فما جرى في تكساس، وما يتوقع ما سيجري في كلفورنيا يبشر بإمكانية تفكيك الدولة، بالإضافة إلى حركة الجماهير، وخاصة الشباب، ورفضهم السياسات الحكومية إن كانت جمهورية او ديمقراطية تعطي املا للخلاص من سياسة وعقلية الإجرام السياسي الأمريكي، فأما ديمقراطية حقيقية، او زوال كيان الدولة، ولم يعد لا الحزب الديمقراطي، ولا الحزب الجمهوري يعبر اي منهما عن التطلعات الشعبية، وفي الوقت نفسه رفض المواطنين للهيمنة الصهيونية على القرار السياسي، الذي يرتبط بمدى كره المجتمع ليس للصهيونية كحركة عنصرية اجرامية توسعية بل لليهود كسلوك أخلاقي مرفوض حيثما حلوا وفي كل بقعة من العالم.
أمريكا كدولة سقطت اخلاقيا على المستوى العالمي، ولم تعد كل الشعارات التي تنظر بها ذات مصداقية، فسياسة الكيل بمكيالين، وانها زعيمة العالم الحر، والدعاية الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل سقطت كلها تحت أقدام الإجرام الأمريكي، والهيمنة العسكرية والنهب الاقتصادي، ومعاداة التطلعات الشعبية نحو الحرية والكرامة الإنسانية.
أمريكا لابد وان تتحرر من نفسها، ولن تكون طريق تحريرها على ايدي سياسييها من الحزبين اللذين يتناوبان السلطة، بل على ايدي الجماهير الشعبية، على أيدي الشباب بشكل خاص في المجتمع، وبشكل خاص من خلال حركة شعبية منظمة قوامها العرب والمسلمين والسود والاسبان هؤلاء الذين لهم المصلحة الكبرى في تغيير أمريكا نحو الأفضل بعيدا عن هيمنة العنصر الأبيض، والصهيونية تحديدا، لان العنصر الأبيض مجرم ورث الإجرام عن حركة المهاجرين الاوروبيين الأوائل الذين تلطخت أياديهم بدماء السكان الأصليين من البلاد، بالإضافة إلى عبوديتهم للعنصر الأمريكي الافريقي والذين تم استعبادهم واذلالهم ومعاملتهم أسوأ من معاملة الحيوان، فتاريخ هؤلاء المهاجرين الأوربيين تاريخ اجرامي ومازالت العنصرية معشعشة في عقولهم الاجرامية، فانظروا لسياساتهم الاجرامية، فمعظم حروب أمريكا كانت بفعل الحزب الجمهوري، وهم من يؤمن بالسيطرة الأمريكية على العالم بالطرق الحديدية اي بالحروب والقتل والدمار لشعوب العالم.
أمريكا كغيرها من الامبراطوريات في العالم، والتي سقطت في نهاية المطاف، ولكن يمكن التعجيل بسقوطها كامبراطورية مجرمة لم يعهد التاريخ اجراما كاجرامها ونفاقها ومستوى تدني سياستها، وعلى شعوب العالم واحرارها ان تتكاتف لنزع اسباب القوة من بين اياديها، وأولها هيمنة الدولار الأمريكي على الاقتصاد العالمي، وثانيها ان تسارع دول العالم لإصلاح هيئة الأمم المتحدة، ونزع حق الفيتو من بين يديها، وأن لا يكون لأي دولة الحق بالتمتع به واستخدامه بالاتجاه المضاد للتطلعات الإنسانية، والاجرام الدولي والكيل بمكيالين، وأن يتم تحصين القرارات الدولية من أن تكون اي دولة فوق القانون، عندها لا يستطيع أحد ان يستخدم المنظمة الدولية لتمرير القرارات التي تخدم مصالحه واهدافه على حساب مصالح الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية، والعيش بكرامة على أرضها، وتمنع السياسات المارقة، وتزول من العالم كل أنواع الهيمنة والاستعمار.