مقالات

اتركوا الثور واربطوا عوض !  بقلم مروان سلطان

بقلم مروان سلطان -فلسطين -

اتركوا الثور واربطوا عوض ! 

بقلم مروان سلطان

23.2.202

—————————

يروى ان ثورا دخل الى بيت صاحبه وكان صاحب الثور يتعشى مع أولاده

فقال الرجل لإبنه : قم يا عوض اربط الثور

فقام عوض ؛ ومع قيامه مستعجلا خبط رأسه بالمصباح فكسرها فصار البيت عتمه وما كان من عوض الا ان 

وضع رجله في المائدة فقلب الأكل

الاكل تمردغ عالارض

قفز عوض فجاءت رجله اليسرى في بطن والده .

قال الأب : يا ولاد اتركوا الثور واربطوا عوض.

وما أكثر عوض هالأيام. 

اروي هذه القصة القصيرة لما فيها من مغزى ينطبق على الواقع المرير الذي تمر به منطقتنا بسبب ما تسببه حكومة نتنياهو واعضاء الحكومة من اليمين المتطرف للسلم المحلي والاقليمي والدولي من تهديد ، من الممكن ان يعصف بالاقليم . 

سياسات الحكومة الاسرائيلية وما تقوم به من محرقة كبيرة وابادة جماعية في قطاع غزة معظم الضحايا من الاطفال ، والنساء ، والشيوخ وهم المدنيين الامنين، وهم الذين دمروا اكثر من %60 من مباني غزة واماكن السكن. تحت الانقاض يقبع الالاف من الفلسطينين كانوا ممن لهم وجود في هذه الحياة في كل ميادين الحياة من اطباء وممرضين ومهندسين ومحاضرين في الجامعات واساتذة للطلبة …. الخ من المواطنين . جيل كامل من الايتام ، جيل كامل من الاعاقات ، جيل كامل ممن تسببت لهم ازيز الطائرات باعاقات نفسية، مجاعة ، امراض، عطش ، برد قارس كلها تاكل من اجساد الاطفال والامهات ، وحدث ولا حرج فيما تسببه الحرب من الام وماسي. بنك الاهداف للجيش الاسرائيلي جله من دماء الاطفال، المقابر لم تعد تتسع لمن يرتقون الى العلا.

المسالة في الشان الفلسطيني تماما مثل تلك القصة التي دخل الثور الى البيت وعندما هموا بالامساك بالثور عاثوا فسادا فانطفأ المصباح وانقلبت المائدة وداسوا في بطن صاحب البيت، فوضى عارمة وكانها مقصودة عن عمد! حرب الابادة في غزة. 

وفي الضفة استيطان يحاصر المدن الفلسطينية ويقرض الارض والفلاحة والزراعة والتمدد العمراني، وحصار شديد واغلاق المدن ومنع الحريات الدينية والعبادات ومع اقتراب شهر رمضان الفضيل يضعون التعليمات والانظمة التي تحول دون الوصول الى القدس . وفي شمال الضفة عمليات تصفية تجري من البر والجو ومطاردة للشباب الفلسطيني المناهض للاحتلال ، وعلاوة على عزل المدن الفلسطينية الى غيتوهات للفصل العنصري.  حصار مالي وقرصنة للاموال الفلسطينية تكاد تسبب في انهيار اقتصادي.

هذه السياسات تؤجج من الصراع وتزيد من اعمال العنف التي طالما تشتكي اسرائيل من العنف الفلسطيني، وهنا نريد ان نستوضح ان السياسات الاسرائيلية في الموضوع الفلسطيني بكل اشكاله مع استفزازات المستوطنين يريدون من الشعب الفلسطيني ان يقدم شكره للاسرائيلين على هذه السياسات؟ هل توجد قناعة لدى اسرائيل ان خمسة ملايين فلسطيني من الممكن ان تخضعهم للاحتلال؟ دون حقوق سياسية واقتصادية؟

المعادلة الفيزيائية في الطبيعة تقول ان لكل فعل ردة فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له في الاتجاه. وبالتالي الشعب الفلسطيني شعب له تطلعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتطلعاته بالحرية في دولة مستقلة بعيدا عن الاحتلال.

القصة فيما يجري هو سياسات لخنق الشعب الفلسطيني تؤدي الى تهجير الفلسطينين، وتفريغ الاراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان الذي ينشط به اعضاء الحكومة من شركاء نتنياهو من اليمين الاسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي القدس هناك ايضا مشاريع الاستيلاء على المسجد الاقصى وبناء ما يسمى هيكل سليمان.

اليوم تم الاعلان عن خطة نتنياهو لليوم الثاني للحرب، والذي كل بند فيها يخنق سكان قطاع غزة ، وتعمل على تهجير الفلسطينين . فالابعاد الثلاثة التي تتكون منها الخطة يحتاج كل بعد الى عشرات السنين للتخلص من كل بعد وبالتالي يعني هذا يعني استدامة الاحتلال ، والاهم هم يبحثون عن عناصر مثل روابط القرى لادارة قطاع غزة. وجاء في الخطة ايضا اغلاق معبر رفح الدولي وهذا يعني التحكم والسيطرة على دخول وخروج الفلسطينين من والى غزة.

من يوقف نتنياهو وشركاه؟ ومن يربط عوض تلك هي القصة التي تحتاج الى اجابة؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب