
حادثة شارع الرشيد جريمة ضد الانسانية
بقلم مروان سلطان – فلسطين
29.2.2024
————————————
كيف للعيون ان تغفو اليوم من امام مرأى العالم وكيف تهدء النفوس ونحن نشاهد ونسمع كيف تغتال الانسانية وتصفية بدم بارد اكثر من مائة من ابناء غزة الساعين الى تلقط ارزاقهم كانوا ينتظرون المعونات الغذائية الهابطة من الجو فتم اصطيادهم من قبل الجيش الاسرائيلي بان فتح النار عليهم وقتلوا بالعشرات. القتل هنا في غزة وكل الاراضي الفلسطينية لا يحتاج الى مبررات ، فقط اقتل ولا تشعر بالحرج هذه السياسة التي تتبع هنا اليوم.
انهم الذين يتضورون جوعا خرجوا يبحثون عما يمكن ان يسد رمقهم ورمق عائلاتهم واطفالهم امام جريمة التجويع ، فجائهم الموت من فوهة الرشاشات والمدافع ، هكذا وبكل بساطة يتم قتل الناس وابادتهم، لعله من اجل تفرح حبيبة جندي محتل يرسل لها صور اشلاء الاطفال او الدمار او الابادة التي تتم بدم بارد. او لعل منظر القتل استهوى الجنود ففتحوا نيران رشاشاتهم على الناس في شارع الرشيد.
لان الذي ارتكب جريمة قتل اكثر من خمسماية لاجئ في مستشفى المعمداني لم يعاقب ، ولان الذي يدمر المشافي والجامعات لا يعاقب ولان الذي دمر البيوت على رؤوس ساكنيها من الاطفال والنساء لم يعاقب، ولان الذي يهدم البيوت يرسل صور من يقوم بتفجيره الى محبوبته او اصدقائه وهو في غاية الفرح والابتسام ولم يعاقب، ولان الاحتلال لا يابه بالقوانين الدولية ويعلم تمام العلم انه لا يخضع للعقاب فان المجازر والابادة الجماعية تستمر، غير ابهين بالعقاب او بالقيم الانسانية. تحدث مجزرة شارع الرشيد في ظل انعقاد محكمة العدل الدولية التي تناقش الابادة الجماعية والحرب في غزة، كل هذا والامر لا يحرك في الاحتلال ساكنا.
مت ايها الفلسطيني والوسيلة للموت متوفرة بالرصاص والمدافع والطائرات العسكرية والقنابل الذكية او مت جوعا او مت بالاوبئة المنتشرة، او مت عطشا فالموت لا يليق الا بك. هكذا جاؤوا الى غزة وشهيتهم هي القتل ولا شئ غير القتل اي كان انسانا او حيوانا او جمادا. لم تعد غزة اليوم مكانا يصلح للسكن الانساني ، بيوت دمرت ، مشافي خرجت من الخدمة، اطباء قتلوا او اعتقلوا ، جامعات محيت عن بكرة ابيها ، فماذا بقي ، لا شيء الا الموت!.
التحقيق في الحادثة لا يعني شيئا فكثيرة تلك الحوادث والمذابح التي لم نعرف عنها وشابهت مذبحة شارع الرشيد، ولم حتى يسال فيها او كيف حدثت، الفلسطيني لا حقوق له وان فكروا بالحقوق فان المعيقات تكفي لان تموت الفكرة في مهدها.
هل تسالون انفسكم ان كنتم من البشر ، او كنتم من الذين يفكرون ، صحيح نحن لا نرى الا اناس متوجين بالامراض النفسية التي لا يمكن العمل معها ، لا ترى من حولها ولا تجد ان للبشر حقوقا. لعلكم يجب ان تعيدوا التفكير بمسيرتكم، التي امتلئت ايديكم بالدماء ، دماء الاطفال ، دماء الشيوخ ، وانات الجرحى والمساجين. انظروا الى عجلة التاريخ وان الدنيا دول اليوم لكم وغدا عليكم ولا يغرنكم النووي الذي تهددون فيه. والشعب الفلسطيني انتم ادرى به بان شعب حي وان الشعوب اذا ارادت انتصرت.