مقالات
لنعمل على لم شمل الأمة بقلم أ.د. علي الرفاعي.
بقلم أ.د. علي الرفاعي. اكاديمي علمي/مفكر و كاتب -العراق -

لنعمل على لم شمل الأمة
بقلم أ.د. علي الرفاعي. اكاديمي علمي/مفكر و كاتب ٣ اذار ٢٠٢٤م
بسم الله الرحمن الرحيم: اذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ،ففسقوا فيها،فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. (سورة الإسراء، اية ١٦) صدق الله العظيم.
كلام خالق الكون ودلالاته واضحة، وسبب ذلك من علم الغيب الله به اعلم وكيف معه يتعامل.انما هناك فساد وهناك عقاب، واليوم نعيش عالما يقال له متحضرا ماديا وعلميا وتقانيا، لكن جميع الادلة تشير إلى أن تخلفه سلوكا وقيما واخلاقا لا يقل عن ٨٠%. ومنذ بديء أزمة اوكرانيا مع روسيا قبل سنة، وانا اراقب تصرف العالم المتحضر ! وإعلام العالم، وكلما أحاول تجنب الخوض مع الخائضين يدفعني الف سبب وسبب ان لا اصمت ، فالحق يفرض قول ما يجب عسى نفيد الحقيقة ،ببعض افكار لم تكن بعيدة عن هذا العالم فكرا وتاريخا وعلما. واليوم ٣ اذار ٢٠٢٤م امامي مشكلة عربية وهي عدوان صهيوني اساسه مغتصب لارض غيره بدعم هذالعالم ١٩٤٧م، واليوم يدعمه تدمير غزة. سأحاول أن أتحدث موضوعيا يحكم الحديث قول الحق ولو على نفسك أو الاقربين. فما يحدث في اوكرانيا واضح هو صراع مصالح وارادات وكل تدفعه إرادة بنيت على استغلال الآخر ،وليس مصالح متبادلة، فهي سلوك لا أخلاقي لا انساني، تحركه دول اعتادت على الاستعمار واستغلال الشعوب الضعيفة، ليست لرسالة ذات قيم، كلفت بها بل دوافع استغلالية خلاف القيم الإنسانية. فاوكرانيا تاريخا ارتباطها مع روسيا الاتحادية زمن القيصرية الروسية وزمن الاتحاد السوفيتي، والغرب ومعه أمريكا لا ينسون مشاكلهم مع الاتحاد السوفيتي ، ما يسمى المعسكر الاشتراكي، والحرب الباردة عقودا ،حتى أثر ذلك على دول تحيط الاتحاد السوفيتي بإيجاد أنظمة متطرفة دينيا وطائفيا، كما حدث مع أفغانستان وإيران ثم العراق ، الذي اوصلوه إلى حالة احتلاله: كما خططوا له مستفيدين من خميني . واليوم نلاحظ موقف هذا العالم المتقدم يدعم كيانا صهيونيا اوجده على أرض عربية بحجة الدين والدين لا وطن له بل لكل انسان، ولكن موقف هذا العالم منذ ١٩٠٧م هو لا مجال لنهوض الامة العربية، عززه بوعد بلفور وزير خارجية بريطانيا ١٩١٧م بايجار وطن لليهود في فلسطين بحجة الدين اليهودي وفرض كل يهودي من أحفاد يعقوب( إسرائيل = عبد الله)،وهو فرض خاطيء.وهكذا زرعوا كيانيا صهيونيا بين المشرق العربي وغربه، ودعم عدواناته المستمرة منذ ١٩٤٨م. اذ ن ما نراه اليوم انما يدل على أن تلك الأمم كلما تقدمت علميا كلما تخلفت خلقيا وقيميا وانسانيا. فالغرب يحاول سحب اوكرانيا إلى حلفه ومواقفه ، وروسيا لا تزال لا تأمَنْ الغرب وحلفه، رغم أنها تمردت على الفكر الشيوعي وأفشلته بعد ٧٥ عاما من التمسك به ،والتدخل في شؤون دول العالم باسمه للعمال منقذ!! وهم في موسكو قيادتهم لها طريق خاص ومستشفى خاص، واستاذهم الجامعي راتبه ٢٠ دولارا. فهؤلاء الروس والغرب عموما الذين يدعون الديمقراطية والحرية لا يحترمون ادعاءاتهم حقا. ومجرد ملاحظة تصرفاتهم سواء بينهم كدول، أو تجاه دول العالم الفقيرة أنظمة ومادة وعلما، التي يوما استعمروها بوحشية،ويستغلونها اليوم ولها يخلقون مشاكل، نرى كم تلك الدول المدعية حضارة أساءت للبشرية سلوكاوتصرفات. وبالمناسبة هذا يذكرنا أيضا بمواقف تلك الدول الناتوية و الروسية في اجتماع وزراء خارجيتها بقيادة بريطانيا العظمى!! في العقد الأول من القرن العشرين، الذي من قراراته المهمة قرار عدم السماح للامة العربية الإسلامية بالنهوض والانبعاث من جديد. ومااقرته بريطانيا في وعد بلفور ١٩١٧م، القاضي بتنفيذ رغبات المؤتمر الصهيوني بزعامة هرتزل عام ١٨٩٦م. وروثجايلد الصهيوني الرأسمالي داعم بريطانيا أثناء الحرب ماديا. وهكذا قسموا الأمة العربية بعد ١٩١٨م وأسسوا للكيان الصهيوني دولة باغتصاب فلسطين بحجج دينية. وكلما حاول العرب استرجاع فلسطين موحدة لشعبها قبل ١٩٢٠م قبل الهجرة المكثفة بعد وعد بلفورد اتهموا بالارهاب والعنصرية، ونسوا انهم قبل ١٩١٧م كانوا يفكرون بدوله لليهود في افريقيا. أذكر هذا كي ابين كم هذا الغرب بلا قيما انسانية يملك ، وعنصري قوميا ودينيا، منذ أيام ريجرد قلب الاسد والحروب الصليبية. تلاحظ موقفهم تجاه اوكرانيا انظمة وشعوبا وتذكر موقفهم تجاه العرب ايام حرب السويس وحرب ١٩٤٨م وايام حرب ١٩٦٧ و١٩٧٣ العدوان ١٩٩١ على العراق ثم احتلاله ٢٠٠٣م، نادرا ان تسمع استنكارا لتلك الحروب العدوانية على العرب. غير ان بعض تلك الشعوب بدأ يحس سلوك انظمتهم اللا انسانية تجاه فلسطين في غزة،لذلك تظاهر ويتظاهر ضد تلك المواقف وين الكيان الصهيوني. من هنا اقول للشعب العربي والأنظمة العربية كفانا تفتتا وتناحرا وتشرذما سياسيا بين الدول الغربية وروسيا وامريكا،فلا صديقا لنا بينهم خارج مصالحهم غير الشرعية. فهم جميعا قرروا العداء لامة العرب منذ قرن ونيف، واغتصبوا فلسطين وسلموها ليهود من آفاق سكان العالم يدعون أحفاد اسرائيل( يعقوب) وهم يهود دينيا والدين لا وطن له بل للعالم. فلنعمل على لم شمل الأمة بشعبها(٤٠٠ مليونا) وثرواتها الهائلة بترولية ومعدنيا وزراعة وصناعة واعدة، وكفاءات علمية وتقانية تتوزع العالم وتبدع، يوما (١٩٩١) شكلنا لهم شبكة علماء تتابعهم للإفادة منهم عربيا، وربطهم بامتهم، وعقدنا لهم مؤتمرا في الأردن ،واتخذت قرارات مهمة لكن شتاتكم يا عرب لأخطاء بعضكم بل اكثركم ضيع كل جهد على طريق بناء الأمة ،فهل انتم منتهون والى الحق تسعون ولبناء امتكم تعملون بعقل رشيد سليم. اللهم اشهد اني بلغت ولا طمع لي غير أمة موحدة تقيم العدل في ظل إيمان صادق متين. وتقيم حضارة إنسانية حقة تساعد في تقويم اخطاء الخطائين .
بقلم أ.د. علي الرفاعي. اكاديمي علمي/مفكر و كاتب ٣ اذار ٢٠٢٤م