اعلام الفلسفة العربية ( الحلقة 5-)
ابن رشد
إعداد : علي رهيف الربيعي
فيلسوف من فلاسفة الأندلس يعد آخر فلاسفة العرب ، انقطع بموته وجود فلاسفة عرب في بلداننا العربية من مشرقها إلى مغربها، ولد عام ٥٢٠ هج وتوفي عام ٥٩٥ هج – ١١٩٨ م. ترك كتبا كثيرة في مجال الفقه والطب والفلسفة، أشتهر شهرة كبيرة بشروحه على كتب ارسطو ، حتى أصبح يعرف باسم الشارح، والمقصود هو ابن رشد الفيلسوف، الحفيد والذي في أواخر حياته حدثت له نكبة تمثلت في نفيه إلى بلدة أليسانة على مقربة من قرطبة، ولكن الخليفة عفا عنه قبيل وفاته.
من كتبه الفقهية، كتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد. وكانت الدراية أغلب عليه من الرواية في كتبه الفقهية بوجه عام.
وقد اهتم ابن رشد بمجال الطب . وترك لنا العديد من الرسائل والكتب ، ومن اشهرها. كتاب الكليات في الطب وقد ترجم إلى أكثر من لغة.
اما كتبه الفلسفية ، فمن أبرزها كتابه ” فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من الاتصال . وكتابه” مناهج الأدلة في عقائد الملة “، وكتابه” تهافت التهافت ” وهو الكتاب الذي رد فيه على كتاب” تهافت الفلاسفة ” للغزالي.
ويتميز ابن رشد بحس نقدي بارز، لقد نقد الأشاعرة والغزالي، ونقد العديد من الآراء التي قال بها الفارابي وابن سينا، كما نقد الاتجاه الصوفي. لقد نقد الغزالي الذي هاجم الفلاسفة ونسب إليهم القول بقدم العالم ، وعلم الله تعالى بالكليات دون الجزئيات ، والخلود النفساني دون الجسماني.
ويعد ابن رشد من أكثر فلاسفة العرب تمسكا بالعقل، إنه عميد الفلسفة العقلية في البلدان العربية ، ويظهر اتجاهه العقلي في معالجته للعديد من المشكلات الفلسفية التي تصدى لبحثها ودراستها، ومن بينها التوفيق بين الدين والفلسفة وذلك حين يميز بين الطريق البرهاني والطريق الجدلي والطريق الخطابي ، ومن بين المشكلات الفلسفية التي بحث فيها أيضا مشكلة قدم العالم ، وقد ذهب في مؤلفاته وشروحه إلى القول بقدم العالم ومشكلة الخير والشر، ومشكلة القضاء والقدر ، واقام العديد من الأدلة على وجود الله.
وابن رشد يتجه اتجاها ارسطيا واضحا ، وقد أثنى على ارسطو وفلسفته ثناء كبير ولكنه لم يقف عند حدود الآراء الأرسطية ، بل نراه يقول بآراء خاصة به. وقد عرفت فلسفة ابن رشد في أوربا ، عن طريق حركة الرشدية اللاتينية وترجمت أكثر مؤلفاته وشروحه إلى العديد من اللغات الأوربية.
مراجع :
1- د. عاطف العراقي : النزعة العقلية في فلسفة ابن رشد.
2- عاطف العراقي : ابن رشد : فيلسوفا عربيا بروح غربية
