كيف تبدو البلدة القديمة قبيل حلول رمضان؟
كيف تبدو البلدة القديمة قبيل حلول رمضان؟
القدس المحتلة:
أبو عمر: “حقيقةً نجهز لاستقبال شهر رمضان ولكن بحذر شديد لعدة أسباب، أهمها الحرب المتواصلة على غزة وأيضًا القيود التي تفرض على الأهالي، ومع ذلك نحن مجبرون على التجهيز لاستقبال رمضان بحذر شديد”.
يخشى التجار في البلدة القديمة بالقدس المحتلة من تكدس وتلف البضائع في محالهم التجارية وتردي الحركة التجارية بشكل أكبر مما كانت عليه، سيما وأن التجهيزات لهذا العام كانت مغايرة عن السنوات السابقة بفعل التهديدات الإسرائيلية بفرض تقييدات على وصول المصلين إلى المسجد الأقصى.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي أن دخول المصلين إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، سيتاح خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الذي يحل الأسبوع المقبل؛ وذلك دون تغيير عن السنوات الماضية.
القدس المحتلة: كيف تبدو البلدة القديمة قبيل حلول رمضان؟https://t.co/dgtRWmKmjV pic.twitter.com/Emlo0diqtM
— موقع عرب 48 (@arab48website) March 7, 2024
ويأتي ذلك في ظل تقييدات على الأهالي في القدس المحتلة وتجار البلدة القديمة تحديدا، وذلك منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إذ يواجه التجار صعوبات بالوصول إلى محالهم التجارية بسبب فرض الحواجز والتقييدات على الزائرين والمصلين وتفتيشهم في معظم الأحيان عند دخولهم إلى البلدة القديمة.
“السيطرة على البلدة القديمة”
وبهذا الصدد، قال أمين أبو عمر وهو صاحب محل ملابس نسائية بالبلدة القديمة، لـ”عرب 48“، إن “الحالة الاقتصادية في مدينة القدس صعبة جدا ليس فقط في حالة الحرب إنما من قبل أيضا، وذلك بسبب التضييقات التي يتعرض لها الأهالي في البلدة القديمة سيما وأن الحكومة تضع عينها على البلدة القديمة للاستحواذ عليها”.
وأضاف أن “التضييقات بدأت من أبسط الأمور وهي مواقف السيارات التي تم إلغاء قسم كبير منها، وأيضًا الغرامات المالية التي تلاحق المواطنين الذين يأتون إلى البلدة وذلك لجعل المواطن يتراجع عندما يفكر بالوصول إلى البلدة، عدا عن وضع الحواجز والتفتيشات المهينة التي يتعرض لها الزائرون وأهالي البلدة، وفي نهاية المطاف الهدف من التضييقات هو منع الأهالي من الوصول إلى البلدة القديمة وبالتالي السيطرة عليها”.
وبشأن تخوّف التجار من فرض تقييدات على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، أوضح أبو عمر أن “مدينة القدس لها رونق خاص في شهر رمضان، إذ أن المدينة عبارة عن مكان لتجمع الأهالي من مختلف المناطق، ولكن بحال تم فرض تقييدات على الأهالي في القدس سيؤدي ذلك إلى تراجع الأهالي من الوصول إلى المدينة”.
وبخصوص مدى جاهزية التجار لاستقبال شهر رمضان، قال “حقيقةً نجهز لاستقبال شهر رمضان ولكن بحذر شديد لعدة أسباب، أهمها الحرب المتواصلة على غزة وأيضًا القيود التي تفرض على الأهالي، ومع ذلك نحن مجبرون على التجهيز لاستقبال رمضان بحذر شديد”.
“ضرر وتخوف كبيرين”
وقال خالد السلفيتي وهو صاحب محل لبيع التحف الشرقية في البلدة القديمة، لـ”عرب 48” إن “الحركة التجارية في مدينة القدس قبل بداية الحرب كانت سيئة جدًا، واندلاع الحرب أدى إلى أن تكون الحركة السياحية صفر فعليًا، إذ أنه لا يوجد سائحين والمحلات في البلدة القديمة تعتمد على الغرباء وليس أهالي المدينة، علمًا أن الاعتماد بشكل أساسي هو على أهالي الـ48 وأيضًا السائحين”.
وأضاف أن “المحل التجاري الخاص بي تضرر بنسبة عالية لأن الحركة السياحية والعربية قليلة في البلدة القديمة، لذلك هناك ضرر كبير ونتخوّف من أن فرض التقييدات الجديدة سيزيد من الحالة الاقتصادية سوءا بشكل أكبر، إذ أن الحواجز التي يتم نصبها والتقييدات على السائحين تؤثر على الحركة الاقتصادية والسياحية، وقد حدثتني مجموعة سائحين أتراك أنه تم منعها من الدخول إلى المسجد الأقصى رغم انهم حضروا بغرض السياحة”.
ولفت السلفيتي إلى أن “حقيقة ما نراه أن المستقبل الذي أمامنا ليس جيدا وهذا بسبب ما نسمعه طوال الوقت، نحن نبدأ اليوم ولا نعلم ماذا سيحصل بعد ساعة، إذ يوجد لدي أصدقاء في السوق منذ أشهر لم يفتتحوا محلاتهم التجارية بسبب الحركة شبه المعدومة في القدس”.
وختتم بالقول إن: “هناك قسم كبير من أصحاب المحلات التجارية لا يريدون شراء بضائع جديدة بسبب الحركة شبه المعدومة في القدس، وايضًا تكدس البضائع منذ أشهر الأمر الذي يجعل الأهالي يتخوفون من شراء بضائع جديدة، ولكن في النهاية نأمل خيرًا”.