مقالات

أول أيام رمضان..معاناة مضاعفة وشعب صابر –  بقلم خالد ضياء الدين

 بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية-

 أول أيام رمضان..معاناة مضاعفة وشعب صابر
 بقلم خالد ضياء الدين-الهدف السودانية-
_قلوب مؤمنة موحدة مترعة بالمحبة والسلام..وقلوب قاسية خاوية ظالمة_
_كيف يصومون وعلى أي شئ يفطرون؟_
يستقبل الشعب السوداني هذا العام شهر رمضان “الثاني” تحت القصف والدمار، موزع بين المهجر والنزوح، أو بفرض الإقامة الجبرية وسط الحرب وقد فرقت الحرب الأسر وأزهقت الأرواح البريئة، فها هي منازل سكان العاصمة وبعض مدن وقرى البلاد مشرعة الأبواب ليس لاستقبال الشهر العظيم، إنما غادرها أهلها مكرهين نازحين طلبا للسلامة، فأصبحت خرابا ينعق فيها بوم الحرب، هدت جدرانها القنابل ونهبها اللصوص..استباحتها أقدام الجنود وسكنها دون أحبابها الغرباء أو باتت مرتعا للهوام.
يجئ رمضان هذا العام والنازحون يتلظون في نار الغلاء الطاحن فمنهم من باتت وجبته الجراد ومنهم من يموت جوعا، يسمع بكاء الأطفال وإستغاثات النساء وما من مجيب، فجنرالات الحرب صم بكم عمي لايعيرون الشعب التفاتة، يستمتعون بطعم الدم وقهر الرجال وهم في غيهم يعمهون.
يجئ رمضان وآلاف الشهداء يتوزعون على خارطة البلاد المنكوبة، وأكثر من “15” مليون سوداني في المهجر يتقلبون على رمضاء الفقر ويعانون الإهمال، بلا سفارة تتابع أحوالهم وتدافع عن حقوقهم ولا من يأخذ بيدهم فالكل مشغول (بالجغم والبل)والتمنع لإطالة أمد الحرب حتى يضمن حصته من توزيع كيكة السلطة القادمة، لايهمهم أن يصبح السوداني في الخارج ثقيل الإقامة (لاجئ) يعاني الذل والمهانة، وقد كان بالأمس عزيزا في وطنه مكرما في الخارج محفوظ وموصوف بأخلاقه وقيمه النبيلة، لكنها الحرب لعنة الله على من أشعل نارها وأضرم لهيبها.
يجئ رمضان هذا العام وقد لا نشاهد أهلنا في الجزيرة يسدون الشوارع بأجسادهم أمام المركبات لإكرام المسافرين، وقد تنعدم مظاهر الفرح بدخول الشهر عند المهددين بالموت داخل الخرطوم وفي الولايات المتأثرة بحرب الجنرالات والفلول، قد تخرج التبريكات باهتة حزينة، وقد يحاول البعض التماسك ودموعه تفضح أشواقه لمن تقطعت بهم سبل الوصال، فهل من يسمع ويعقل، هل من منتخى يعيد لشعبنا الأمل في الأمن والسلام حتى تعود الطيور المهاجرة لأوكارها ويعود رمضان “بالعصيدة” و”الآبرى” و”القراصة” و”سلطة الروب” ..تعود صواني الفرحة “للضرى” ويعود الأطفال لألعابهم لحلواهم ومدارسهم؟
يجئ رمضان وقد تضاعف سعر رغيف العيش واختفت كثير من السلع الضرورية مع استمرار زيادة أسعارها ووزير مالية حكومة الانقلاب الفاشلة يوزع ابتساماته القميئة وهو يعلن إ
استمرار سياسة التجويع بفرض زيادة المعاناة على الشعب، وهم الذين يتقلبون في نعيم السلطة وأوراق بنكنوتها.
لقد انعدم الدواء وكثر الرجاء، تضعضعت أركان الأسر، انفرط عقدها المتين وتناثرت حباته.
ولم يهتم حكامنا وهم من فرضو أنفسهم علينا بقوة السلاح، ورمضان قد دخل خفيفا جميلا كعادته لكن له متطلبات، لم يسألوا حتى أنفسهم كيف يصوم الصائمون هذا العام وعلى أي شئ يفطرون “ماذا قدموا للشعب” وكيف هو حال المرضى والشيوخ والأطفال، كيف ينامون في العراء..كيف يصبحون وبطونهم جائعة..إنهم على بركة الله وحده يصومون وعليها يفطرون، وعند الله تجتمع الخصوم؟.
اليوم يصوم الصائمون، وكل حسب قدرته يفطر، فدعواتكم للفقراء، ولاتنسوهم مما أتاكم الله من فضله، فلنتقي النار ولو بشق تمرة _(عيب الذاد ولا عيب سيدو)._
اللهم لطفك بشعبنا وبلادنا، اللهم عليك بمن أذلهم وشردهم، اللهم يسر أمرهم وبارك في رزقهم، وأدخل عليهم السرور..أرح قلوبهم وثبتها يامثبت القلوب وأحفظهم ببركة هذا الشهر الفضيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب