
أين الأمة العربية من معركة مصيرها
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
كنت متجهاً في سيارة أجرة “سربيس”وكان يجلس إلى جانبي،بدوي/عربي، وفي الطريق ركبت معنا سيدة ريفية،وتحمل طفلاً رضيعا،أرادت أن تغلق الباب،فكادت تقع منها علبة حليب النيدو،حاولت التقاطها وهي خائفة من سقوطها،وكاد طفلها يقع منها؛التفت اليها العربي :
-مابالك راح الود يوقع منك،ويش بها العلبة؟
أجابته بقولها:
-حليب باخوي
سألها :
-حليب شُنو؟
أجابته:
-حليب بقر.
-وترضعين منه الوليد
-إي
فقال العربي بصوت عال
-عودي الولد اللي يصير خاله ثور.
في اليوم الثاني حدثت طلابي بهذه الحادثة،كان ذلك في ربيع العام الدراسي 75-76.
وأنا إخرج من المدرج،اقترب مني الطالب نضال الفلسطيني المليىءبالحيوية والعروبة وقال مبتسماً:
يبدو يا دكتورًأن كلام هذا البدوي صحيحاً وسليماً،فقد كثر بيننا الثيران.
تذكرت اليوم هذه الحادثة بقوة تعبيرها وسألت نفسي بناء على وقع حوادث غزّة التي عرّت أصول وجذور من يقف أمام مايجري من جرائم وحشية ودمار وخراب لم تعرف البشرية مثله في أبشع مراحلها.أقول إني تذكرت كلمات نضال،وسألت والمظاهرات التي تجوب العالم،وفي وطننا العربي،لاتزال نسبة عالية من ثيراننا ساكتة تتفرج،وأنظمتنا العربية،المظاهرات غير
مسموحة فيها،اللّهم،إلاّ مسيراتهم المأذونة أمنياً.
نسأل،حتى لو كان السؤال (مُنة)على حد قول والدي رحمه الله،أين الأمة العربية من معركة مصيرها،وفي الاحزاب العربية
من يشيخ ويهرمً في القيادة،وأين الشعب العربي مما يجري في غزًة العز والكبرياء والفداء،وهل يحولنا الصهاينة بسياسات التطبيع،وثقافة الصهيونية العالمية،التي تلبس حكام أوربا وأمريكا إلى هنود حمر ،وهل تكتفي الانتفاضات الخلاقةكما
رسمتهاالشريرة الصهيونية”كوندليزا رايز،وهل تكون الخطوة الثانية بعد العراق،في معركة التقسيم والقتل والإبادة.
ياعرب اليوم انتبهوا إلى مصيركم،واسألوا التيار القومي عن فعالياته الجماهيرية،وأين ردود فعله في الساحات العربية؟