فوز ترمب.. لماذا؟؟ وما هي تداعياته؟؟ بقلم الفريق الركن عبد الخالق الشاهر-العراق –
بقلم الفريق الركن عبد الخالق الشاهر-العراق -
فوز ترمب.. لماذا؟؟ وما هي تداعياته؟؟
بقلم الفريق الركن عبد الخالق الشاهر-العراق –
قبل سنين طوال كنت مدعوا لمقابلة متلفزة حول موضوع معين وكان يوم جمعة مع العرض ان المثل العراقي يقول عن المتقاعد (ما يعرف الجمعة من الخميس).. وأنا في الطريق اتصلت بي القناة لترى استعدادي لتغيير موضوع البرنامج لأن ترمب فاز، قلت لهم قبل شهرين قلت لكم انه سيفوز، قالو لكن الحدث هو حديث الساعة.. دخلت الاستوديو وباشرت بالإجابة على الأسئلة وقلت عن أسباب فوز ترمب بأنها تتلخص بأنه يمثل الشخصية الأمريكية الحقيقية شخصية (الكاو بوي) فالشعب الأمريكي هم ناس مغامرون تركوا بلدانهم الاصلية ليجازفوا بحياتهم لأجل المال ويتمكنوا من إبادة أهلها الأصليين (الهنود الحمر) المشهورين بمبادئهم وأخلاقهم السامية، ليبنوا واشنطن ويقيموا ناطحات السحاب على مئات الآلاف من جماجمهم، وعندما كنا صغارا يوم كان دخول السينما بعشرين فلسا كنا نهتف (للولد) هكذا كنا نسمي الكاو بوي والذي هو بطل الفيلم بالضرورة ولم نهتف يوما للهنود الحمر لأن أمريكا صورتهم لنا بالصورة التي تريدها وهي انهم مجرمون متخلفون قتلة وهذه الصفات باتت اليوم تسمى الإرهاب وبات المقاوم العراقي الذي قتل 4500 جندي وضابط إرهابيا بينما هم (محررون) يوم جاءوا من اقصى الأرض ليغزوا بلده ويدمروه بحجج وأكاذيب معروفة .. ولا زالت بطاقة سكني تحمل اسم مركز 9 نيسان المجيد لتذكرني دوما بنشوة النصر المجاني لمن أراد إعلانه يوما وطنيا، وكلما انحرفت (العملية السياسية) وتعمقت الطائفية والفساد وغيرها الكثير أقول لنفسي انها مخرجات طبيعية لتلك المدخلات.
من صيحات ترمب: –
الصيحة التي أطلقها ترمب (أمريكا أولا)، وهذا ما نتمنى وبشدة ان يكون ديدن كل الساسة العراقيين (العراق أولا) خصوصا وأن العراقيين لديهم كنز من الأمثال بهذا الصدد (اهلك ولو تهلك ولو شحوا عليك كرام) و (معدلة للناس رعنة لبيتها)
الصيحة الثانية كانت (سنوقف الحروب ولن نشن حربا).. نعم سيوقفها لأنها وصلت نهاياتها (أنفاق بلا مخارج) وستتوقف الحرب الروسية الأوكرانية بشروط بوتن الى حد ما ، وسيسعى لوقف الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يسمونها حربا من باب الفكاهة.. لا لأن ترمب ليس بمجرم، وليس لأن مجرم الحرب نتنياهو يريد ذلك، وهو العارف بأن وقف الحرب بأي شكل كان تعني نهايته، بل لأنه ثبت حتى للطفل الرضيع ان القسام والجهاد والسرايا لا زالت قائمة تقاتل وتدمر دبابات العدو، حتى في شمال غزة، وهل كان حتى الطفل يتوقع ان تقاتل القسام بعد استشهاد رمزيها هنية والسنوار؟؟، وهل كان يتوقع ان يقاتل حزب الله بعد البيجر وأجهزة الاتصال، وبعد خسارة كل رموزه يرسل الصواريخ الى كل حدب وصوب؟؟وبعد تجييش نتنياهو لخمسة فرق صهيونية على حدود لبنان منذ مدة ولم تحقق تلك الفرق أهدافها او تحمي سمعة الجيش الصهيوني على الأقل.. ترمب المادي سيفهم هذه الحقائق كما فهمها بايدن قبله، وسيعرف ان حل الدولتين هو الأمثل له كما يرى بايدن ومعه تسعين دولة ومنظمة عالمية.. هذه الحقائق يفهمها الكثيرون، ولا يريد ان يفهمها من جل امنياته ان تزول إيران من الخارطة حتى ولو زالت فلسطين معها، ولعل هذه العقدة كانت السبب الذي دفع البعض لخدمة الكيان المحتل خارج وعيهم من خلال شيطنة المقاومة ورموزها والتشفي بشهدائها واتهام السابع من أكتوبر المجيد بجريمة انه اتفاق تحت الطاولة بين أمريكا وأيران والكيان وحماس وحزب الله لتدمير فلسطين، وهذه الاهزوجة السمجة (تحت الطاولة) روجت حتى للغزو الأمريكي للعراق بنفس الدرجة.
العراق: –
لا مشكلة بين دولة العراق والولايات المتحدة، فالوضع (دهن ودبس)، ولكن المشكلة تكمن بالفصائل العراقية المرتبطة بإيران والتي بلغت من القوة مبلغا بسبب ضعف الحكومات المتلاحقة امامها بشكل عام، ولا يوجد عراقي واحد يؤمن بإمكانية حصر السلاح بيد الدولة، ولكن الذي يفهم السياسة والاستراتيجية الشاملة يعرف تأثير البيئة الدولية والإقليمية على أية حالة وطنية او قومية، ويعرف ان المرحلة القادمة سيكون فيها عالم جديد رافض بالمطلق لوجود سلاح خارج سيطرة الدولة، ولعل سماحة السيد السيستاني قال القول الفصل في هذا المجال وقالتها الحكومة العراقية، وسبق ان اكد عليها القانون الأعلى والاسمى (الدستور) وأكد عليها قانون الحشد الشعبي ،والأهم من ذلك ان شباب تشرين اكدوا الرغبة الشعبية بنفس الاتجاه (نريد وطن) ، والبقية تأتي، ولعله من المفيد القول ان وكيل الخزانة الأمريكية الذي(يعرف البير وغطاه) انضم الى فريق ترمب مما يدل على ان الخناق سيضيق على البنك المركزي العراقي ومزاد العملة وكل منافذ تهريب العملة، وقد تجبر الحكومة على تنفيذ الدستور بتقديم حساب ختامي للميزانية وهو ما لم يحصل منذ العام 2003 إلا لسنة واحدة في ولاية السيد العبادي.
إيران: –
قلت قبل عقد ونصف من الزمن على شاشة الفضائية السورية أن ضربة ايران من لدن أمريكا/إسرائيل هي كقطار يسير على سكة لا بد ان يصل المحطة يوما لأن ايران ليست كما يراها البعض (أداة بيد أمريكا) بل هي تمثل تهديد حقيقيا لمصالحهما في الشرق الأوسط، وسبق ان كتبت في سلسلة مقالات بعنوان (السادة زعماء ايران المحترمون بعد التحية) وفي الجزء السادس قبل طوفان الأقصى المجيد اني اقترح عليهم مراجعة الدستور الإيراني الذي كتب في وقت الزهو والانتصار والغضب والفخر في ثورة متفجرة أغلقت سفارة الكيان الصهيوني وحولتها الى مقر لمنظمة التحرير الفلسطينية، يتبع ذلك اعلان ولاية الفقيه وتصدير الثورة والإعلان في الدستور ان مهمة الجمهورية الإسلامية توحيد الأمة الإسلامية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا .. المراجعة مهمة لأن السياسة هي ام المتغيرات وأن الإسلام هو عقيدة سماوية تخلق عالما إسلاميا ولذلك لم يقل الألماني انه جزء من الأمة المسيحية لأن امته هي الأمة الألمانية والتي هي جزء من العالم المسيحي، وهكذا الأمة العربية والأمة الفارسية كأجزاء من العالم الإسلامي.
ترمب أكد انه لن يشن حربا، وهو إن صدق وأشك في ذلك سيشن حربا اقتصادية قاسية ضد إيران، وقد تشمل العراق والحجج كثيرة، وقد يعيد مع الكيان الصهيوني تجربة مفاعل نطنز أو قتل علماء الذرة كما حصل سابقا، ويبدو انه آن الأوان لتتحول إيران من الثورة الى الدولة.. على الأقل لحين تبلور الحلف الصيني الروسي الإيراني. مع العرض ان ذلك الحلف المرتقب يحتاج الى إيران الدولة أكثر من إيران الثورة.
أخيرا سيأتي ترمب متحررا من نفوذ اللوبي الصهيوني ولعل وزير خارجيته سوف لن يجلس امام نتنياهو وهو يعدل ملابسه كالطفل، إلا إذا لعب المال دوره كما حصل في نقل السفارة الى القدس
8/11/2024