مقالات

إشكالية العلاقة بين أبناء الأمة العربية والإنترنت -تحليل ثقافي- بقلم د-عزالدين حسن الدياب

بقلم د-عزالدين حسن الدياب

إشكالية العلاقة بين أبناء الأمة العربية والإنترنت -تحليل ثقافي-
بقلم د-عزالدين حسن الدياب
شغل تفكيري الهاتف المحمول،وبدأت أترقب تأثيره،في وعي أبناءً الأمة العربية،من خلال استعماله اليومي،ومتابعة ماتأتي به مواقع التواصل الاجتماعي،وانشغال الناس بها،بغض النظر عن موضوعاتها،وما بها من نفع وضرر.هذا الانشغال دفعني إلى دراسة أنثروبولوجية للهاتف المحمول على ضوء استطلاعات بحثية ميدانية،في صفوف الشباب الجامعي والثانوي،واستعمال العامة له في المقاهي والحدائق،وهالني مارأيت ولاحظت،وخاصة ظاهرة القطيعة في التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة،وبين الأصدقاء والأقران،وانصراف الطلاب والتلاميذ من متابعة دروسهم،وإمضاء الوقت الطويل مع الموبايل/الهاتف المحمول.وسطرت كل ما بجعبتي من معلومات،وظواهر،وأحداث عن الهاتف،ًنشرت هذه الدراسة في كتابي:”دراسات أنثروبولوجية
تطبيقية “نشر الدار الوطنية الجديدة-دمشق-2006*
ومايهمني تدوينه في هذه المقاربة،وصولاً وتسويغاً لم أريد أن أسجله تقديراً لأهميته،في القول المفيد عن النّت.
تحت عنوان الظواهر التي أضافها الهاتف المحمول،قلت بظواهر عدّة مثل ظاهرة إضافة مصروفات جديدة للأسرة في الوطن العربي،وانشغال الطلاب عن المطالعة،وتحصيل العلامات،وتيسير الدعارة،وضعف مراقبة الأسرة للأولاد،وخاصة البنات،ًتيسير. الاتصال بين الآباء والأمهات،وخاصة من يعيشون بعيدا عن أسرهم…إلخ.
إنّ ماتقدم،يفيد المقاربة بأن تقول رأيها،في النتائج التي تتوقف على دخول النّت إلى البيت العربي،وقد دخلته من أوسع الأبواب،وتحوّل إلى علاقة دائمة بين المواطن العربي،وخاصة الأجيال الشابة،وأضافت النِّت ظواهر إلى الحياة العربية،تمت بفعل الهاتف المحمول،وماتقدمه للهاتف من امكانات في التواصل. الأمر المهم في هذآ الزائر الجديد إلى البيت العربي، إنّه قوى حدّة انشغال أبناء الوطن العربي،بظواهر ومناظر وأحداث لاتفيد في خلق وعي فعال،يهم الأمة في معركتها ضد التحزئة والتخلف والفرقة،وإنما نقلت اليها قيم وأعراف وعادات، تعاكس قيم وهموم الشخصية العربية،القيم والهموم التي تجعل الشخصية العربية مشغولة بمعركة مصيرها،وبلوغ النصر الذي يمكنها من إدارة معاركها،بشكل ومستوى يصب في وفائها لمستحقات النهضة.
وأهم ما أضافته النُّت من خلال الأفكار والظواهر والوقائع التي تحملها إلى البيت العربي،وتَلقُفِها من قبل الشباب العربي ،الأمر الذي يؤدي إلى غربة هذا القطاع عن قضايا أمتّه،وًانشغاله بقضايا لاتغني من جوع،وعلى العكس من تغييب وعيه،وحضوره في معارك الأمة العربيةً اليومية،إلى الغرائز الرخيصة،وقلقه النفسي،الناتج بين صراع قيمه،وقيم ضارة غير نافعة…إلخ
والسؤال الذي تطرحه هذه المقاربة،من قول أنثروبولوجيا الثقافة ،وًالتحليل الثقافي،عن التواصل الذي تحققه النت بين أبناء الأمة العربية،وجهات ثقافية عِدّة،ويسمى”الغزو الثقافي” نسأل هل لهذه الأمة بفلسفة ثقافية،توجه هذا الآتي من الزائر الحديد النت،وتضعه في مصلحة هذّه الأمة ومعاركها التي تخوضها في حياتها اليومية،وهل لنا بمدرسة وجامعة،ومنظمة مدنية،وجمعيات،وأحزاب تأخذ هذه الفلسفة أخذاً ً واعياً يسخر لصالح الأمة العربية، وتردف الجهودالمبذولة في معركة فلسفة الثقافية العربية باحتياطي فكري ثقافي ينفع الأمة في معركتها الثقافية،وهل لنا بفكر قومي عربي مناضل يتبنى فلسفة ثقافية نابعة من أهدافه ومبادئه الكبرى،في الوحدة والحرية ً والعدل الاجتماعي.
*انتروبولوجيا الهاتف المحمول،نشر في عدّة مجلات منها مجلة جامعة دمشق،وخصص لموضوعهاً أحد الأساتذة موضوعا لأطروحة ما جستير،وكانت أول دراسة عن الهاتف المحمول.
د-عزالدين حسن الدياب -7-4-2024-تونس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب