رئيسيالافتتاحيه

الفبركة الإعلامية وخطرها على القضية الفلسطينية و امتنا العربية

الفبركة الإعلامية وخطرها على القضية الفلسطينية و امتنا العربية
بقلم رئيس التحرير
تعد الفبركة الإعلامية إحدى سبل الدعاية الكاذبة والتضليلية للخصوم او للتغطية على فشل سياسي أو حربي ، و أسلوب حياة لبعض المؤسسات الإعلامية والصحفية المتاجرة ، لإقناع جهات على جهات أخرى و بما يدبر لها من مكائد وهذه المفبركات والخدع الاعلاميه ربما تكون سببا في هزيمة البعض وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والمجتمعية ، وزرع بذور الشك في نفوس أفراد المجتمع وفي شرعية قضاياهم وتخلخل الإيمان بها في حال انطلت عليهم تلك الأخبار الكاذبة . في وسائل إعلامية، تخصص غرفة عمليات لفبركة الأخبار على المقاس، وتصوير الريبورتاجات، وتمثيل مشاهد تتضمن أشرطة وثائقية، وتسجيل شهادات للرأي العام مدفوعة الثمن وغيرها من الممارسات اللاأخلاقية .
إن التطور التقني زاد من إمكانية التضليل والخداع أضعافا مضاعفة ، ولم يقلصها، ولم تعد الشكوى في الأغلب من حجب المعلومات أو إخفائها، بل من سيلها العارم وتضاربها؛ إذ يعاني المتلقي التدفق الكثيف والمتواصل للمعلومات، ويصبح ضروريًّا أن يقوم بفرزها، إذا كان يريد بالفعل الوصول إلى الحقائق، وهو ما يستدعي بذل مجهود كبير في التحقق والتدقيق، وتقديم الشك والتساؤل حول كل معلومة.
هناك حالة من الفوضى ونشر أكاذيب يقوم بها الإعلام الصهيوني المضلل عبر تصريحات مفبركة وأكاذيب لتضليل الرأي العام الدولي وخداع المتلقي وخاصة في المنطقة العربية وتلك التي تستهدف الفلسطيني ،و تشمل غسيل الأدمغة ، وقلب الحقائق، وتغيير القناعات، وضرب الهوية النضالية للشعب الفلسطيني ، ومهاجمة الثورات والكفاح المسلح التحرري، وتكذيب الصادق، وتصديق الكاذب وكذلك يحتل الجانب الدعائي حيزا هاما في النشاط الاقتصادي الصهيوني الإعلامي الموجه من خلال أجهزة ووسائل الإعلام للكيان الإسرائيلي.
يقول الحاخام يريتسورن في اجتماع سري نظمه اليهود في عام 1869م في سويسرا : “”«إذا كان الذهب هو القوة الأولى في العالم، فإن الصحافة هي القوة الثانية. ولكنها لا تعمل من غير الأولى وعلينا بواسطة الذهب أن نستولي على الصحافة ” ، وحينما نستولي عليها نسعى جاهدين لتحطيم الحياة العائلية والأخلاقية والدين والفضائل الموجودة لدى البشرية عامة””. وعليه أصبح من الضرورة عبر كل الوسائل التصدي للأخبار المضللة والمفبركة الغير المسئولة التي تسعى لتحقيق مصالح جهات بعينهم وكبحها ، دون اعتبار للمسؤولية المجتمعية التي تقع على كاهلهم، ولإحداث توازنا في المشهد الإعلامي، حين تختلف المعلومة المقدمة، أو تخرج عن إطارها الصحيح، وعند اختلاف الأخبار في السند التي تعتمد عليه المؤسسات الرسمية، يكون أكثر اعتماداً على أسانيد ودلائل، من مسئولين ذوي مصداقية كاملة لتعبئة وطنية . و نحن في زمن الانكشاف ألمعلوماتي، لا شيء يمكن إخفاؤه في عصر الصورة
إن وسائل الاتصال الاجتماعي أصبح مكانًا ملائمًا لنشر الشائعات وفبركة الأخبار والصور، وصار خزانًا إستراتيجيًّا لوسائل الإعلام التقليدية، على مستوى الأخبار والمقاطع المصورة المفبركة، وهو بالطبع لا ينفصل عن التأثيرات المالية والإعلامية خارجه، وقد وضعت وسائل الإعلام التقليدية أقدامها فيه؛ لتبث أخبارها لرواده، ونجومها يتصدرون قائمة الأكثر متابعة في شبكات الإعلام الجديدة المختلفة.، ولذا يجب أن لا تصدق كل ما يقال في وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وضرورة التيقن من المعلومة والسعي لمواجهة الأخبار المفبركة وضرورة مواجهة الأخطار التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتواجه العرب جميعا وتفويت ألفرصه على مطلقي الإشاعات والتصدي لماكينات الدعاية المغرضة وأن يسخر العقل في ما يسمعه ويتابعه، و بعث ثقافة التحقق من الخبر، بمعنى أن تتحول من مجرد متلق سلبي إلى فاعل، من خلال التحليل والتفسير والتوثيق، لنصل إلى الحقيقة حتى لا ينجرف المتلقي وراء كل خبر كاذب لا قيمة له، وتجعل منه طريقة للتضليل وبث الفتن لشق وحدة الصف
هذا في الوقت الذي نجد أن أدوات الإعلام والاتصال أصبحت قادرة بسهولة على صناعة وقائع غير موجودة وبالمقابل يمكن أن تقلب إلى حقائق موجودة منها بالدليل مما يتطلب تفعيل الدور الإعلامي ليدخل كل مؤسسة و حي و بيت ليبث الحقيقة كاملة دون زيادة أو نقصان و بلا قدح أو ذم أو تشهير وفي تأسيس جهات رقابية إعلامية متخصصة في دحض الشائعات والأكاذيب اليومية التي تبثها المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي يومياً وتصبح الرئة التي يتنفس منها المستخدمون والصحفيون للتعرف على أنواع الشائعات والأكاذيب المتدفقة في كل الوسائل الإعلامية ودحضها بكل الوسائل المتاحة وتفويت الفرص على كل المتربصين وأصحاب الأجندات الذين يسحرون من أنفسهم أدوات لتمرير مخططات جل هدفها إحداث الفتن والاضطرابات لا تخدم سوى أعداء الوطن و ألامه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب