مقالات
قلق دولي من الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني ضد اسرائيل ورفح كبش الفداء بقلم مروان سلطان.
بقلم مروان سلطان-فلسطين-

قلق دولي من الرد الاسرائيلي على الهجوم الايراني ضد اسرائيل
ورفح كبش الفداء
بقلم مروان سلطان. فلسطين
18.4.2024
—————————
اليوم يقف العالم صعيدا واحد حول شكل وطبيعة الرد الاسرائيلي على هجوم ايران على دولة الكيان، التحالف الدولي وعلى راسهم الولايات المتحدة يحث اسرائيل على عدم الرد والاكتفاء بهذا النصر العظيم الذي حققه التحالف الدولي باسقاط غالبية المسيرات والصواريخ الايرانية، ولم يصل اسرائيل الا العدد اليسير جدا مما اطلقته ايران باتجاه الكيان الاسرائيلي. لكن الحكومة الاسرائيلية ومجلس الحرب ومعه اليمين الاسرائيلي يريد ضربة موجهة موجعة لايران، وقد ذكر الاعلام الامريكي ان الرئيس بايدن قلق من ان نتنياهو يحاول جر امريكا الى صراع اوسع.
من خلال قرائتنا للرد الاسرائيلي على هجوم حركة حماس على غلاف غزة في السابع من اكتوبر فان الحكومة والقيادة العسكرية الاسرائيلية تعتبر ان التجروء بالقيام في مهاجمة حدود اسرائيل يعتبر بمثابة ارتكاب المحرمات ، وفقدان لمنظومة الردع التي عرفت بها اسرائيل منذ نشاتها ، وكسر للهيبة الاسرائيلية ، وبالتالي يتوجب الرد العسكري واستعادة الردع والهيبة للدولة.لذا كان الهجوم الاسرائيلي على غزة واستعمال ما يسمى القوة المفرطة التي ادت الى التطهير العرقي والهجرة الجماعية القسرية من البيوت والامعان في قتل المدنين والاطفال والنساء وتدمير البيوت . هذا النموذج من الهمجية المطلقة في العدوان تهدف الى ما يسمى استعادة الردع ، وان دلك ذلك على هذا فانه يدلك على طبيعة الفكر والعقلية العدوانية التي يتحلى بها قادة اسرائيل وهو غلبة السلوك العدواني اللانساني في تعامله مع القضايا التي لها علاقة بالامن الاسرائيلي.
ماذا يدور في الافق ، فان اهم مكونات التصعيد الاسرائيلي هو اعادة فكرة احياء ما يسمى ” حلف الناتو الشرق اوسطي” وهو حلف ” سني اسرائيلي “يعمل في اطار منظومة امنية ، يشارك فيها تحالف عربي ودولي بقيادة دولة اسرائيل ، واشراف الولايات المتحدة الامريكية او لربما يخضع لمنظومة حلف الناتو ” حلف شمال الاطلسي”. وهذا الحلف بالاساس موجه ضد الجبهة مع ايران ويهدف الى ابقاء الهيمنة الدولية على الخليج العربي . وهو اشبه بالحلف الشيعي في الوطن العربي ” وهي الاذرع الايرانية التي تقع في الدول العربية والتي تتكون من الحوثين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان وسوريا، والحركة الاسلامية حماس في غزة. مما يعني ان ميادين المعركة ستكون الساحة العربية والذي سينزف هو الدم العربي. هذه المنظومة من التحالف ستسمح لبناء منظومات هجومية ومراكز استخبارية لهذه المنظومة .
طبعا الحليف الرئيس لاسرائيل هو الولايات المتحدة وبعض دول الناتو ليس لديها الرغبة في قيام اسرائيل بفتح جبهات جديدة وعنيدة ، وتفضل ان تقوم اسرائيل بوضع اولويات عملها العسكري بالانتهاء من الجبهة الاولى في غزة، ومن الالتفات الى الاذرع لايران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والانتهاء من تشكيل التحالف الدولي للوقف في وجه ايران النووية، قبل مهاجمة الاراضي الايرانية. وها هو الرئيس بايدن يسمح لاسرائيل باقتحام رفح بدلا من ضرب ايران ، بعد اجلاء المدنيين الفلسطينين.
المعركة بين اسرائيل وايران هي ليست معركة عربية ، وايران لا تهاجم اسرائيل لتحرير فلسطين لان هذا وهم، لان الدول تحكمها المصالح وليس العواطف. اسرائيل اكتوى بنارها العرب منذ نشاتها، لا مصلحة للعرب ان يكونوا في اتون حرب بين ايران واسرائيل، ولا يجب ان نخوض معركة ثمنها الدم العربي.
يكفي ما تدفعه غزة من دماء اطفالها ونسائها وشيوخها، واليوم اصبح تاثير ايران في الساحة العربية عموما كبيرا وفي الساحة الفلسطينية هى وسيط رئيسي في مختلف القضايا في شان غزة واخرها ما صرح به امير قطر من ان ايران تدرس وقف وساطتها بشان تحرير الاسرى في غزة . دماء ابناء غزة دفعت بين كل التناقضات في المنطقة ، والعوض فيها فقط من الله.