بعد عشرين عاما من احتلال العراق والوثيقة ألاستراتجيه الصهيونية لتقسيم الوطن العربي ما زالت قائمه

بعد عشرين عاما من احتلال العراق والوثيقة ألاستراتجيه الصهيونية لتقسيم الوطن العربي ما زالت قائمه
بقلم المحامي علي ابوحبله
احتلال العراق من قبل القوات الامريكيه في 2003 ، كان ضمن استراتجيه إسرائيليه وضعت في ثمانينات القرن الماضي ، في عام 1982 نشرت مجلة كيفونيم التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية وثقيه بعنوان استراتجيه إسرائيليه للثمانينات ولقد نشرت الوثيقة باللغه العبرية ، حيث جاء فيها أن العراق لا تختلف كثيرا عن جارتها ولكن الاغلبيه فيها من ألشيعه والاقليه من ألسنه ، إن 65 % من السكان العراقيين بحسب الوثيقة ليس لهم أي تأثير على ألدوله التي تشكل الفئة الحاكمة فيها 20 % إلى جانب الاقليه الكردية الكبيرة في الشمال ، وبحسب تحليل الوثيقة التي رأت في القوة العسكرية للنظام الحاكم وأموال البترول ، لما كان بالإمكان أن يختلف مستقبل العراق عن ماضي لبنان وحاضر سوريا . واستندت الوثيقة في تحليلها ورأياها لبشائر الفرقة والحرب الاهليه بعد تولى الخميني الحكم ، والذي يعتبر في نظر الشيعة العراقيين زعيمهم الحقيقي وليس صدام حسين .
إن العراق الغنية بالبترول والتي تكثر فيها الفرقة والعداء الداخلي هي المرشح التالي لتحقيق أهداف إسرائيل . إن تفتيت العراق هو أهم بكثير من تفتيت سوريا وذلك لأن العراق أقوى من سوريا برؤيا الوثيقة ،إن في قوة العراق خطورة على إسرائيل في المدى القريب أكبر من الخطورة النابعة من قوة أية دولة أخرى . وسوف يصبح بالإمكان تقسيم العراق الى مقاطعات تقليمية طائفية كما حدث في سوريا فى العصر العثماني ، وبذلك يمكن إقامة ثلاث دويلات ( أو أكثر ) حول المدن العراقية دولة في البصرة ، ودولة في بغداد ، ودولة في الموصل ، بينما تنفصل المناطق الشيعية فى الجنوب عن الشمال السني الكردي فى معظمه . استنادا للمعطيات التي تضمنتها الوثيقة الصهيونيه فان العراق هو من ضمن اهم الاهداف المستهدفه ضمن المخطط الامريكي الصهيوني لإغراق المنطقة برمتها بالحرب التي تشهدها كل من العراق وسوريا والمنطقة العربية ، وذلك ضمن هدف ترسيخ الكيان الإسرائيلي وتثبيت وجوده وهيمنته في المنطقة بما يحقق امن الكيان الإسرائيلي ويجعله المهيمن على المنطقة العربية .
برسم تقرير أمريكي يستند للوثيقة الصهيونية العالمية يرسم تقرير أمريكي حديث خريطة ثلاثة أقاليم عراقيه وذلك على ضوء ما يحصل في العراق من إشعال للتصادم الطائفي وفشل الحكومات العراقية المتعاقبة التغلب على النزعة الطائفية في العراق .
إن أمريكا وعبر عملائها وحلفائها عملت على ننفيذ مخطط التقسيم المستند للوثيقة الصهيونية العالمية لتقسيم الوطن العربي حيث عاد الحديث بشان العراق عن مشروع جو بإيدن نائب الرئيس الأمريكي السابق الرئيس الحالي للبيت الابيض ، بشان مستقبل العراق ، منذ عهد بريمر الحاكم العسكري بعد الاحتلال الأمريكي وقراره بحل الجيش العراقي والقوى الاستعمارية تسعى لترسيخ عملية الانقسام في الشعب العراقي عن طريق إذكاء الفتنه المذهبية الطائفية الاثنيه في العراق .
في الرؤيا الامريكيه للمنطقة هو أن المشاكل التي تعصف بالعراق لا يمكن حلها وتجاوزها دون عزل طائفي يكون فيه لكل من ألسنه والشيعة والأكراد وضع سياسي وجغرافي ومعنوي في ثلاثة أقاليم مستقلة تجعل هذه الطوائف برأي معدي التصور للعراق ليكون أكثر انسجاما عراق فدرالي يوسع دائرة الخيارات لكل طائفة كما دعا إلى ذلك جون بإيدن في حينه
ان العراقيين بمختلف فئاتهم وطوائفهم يرفضون فكرة مشروع التقسيم وأن الشرفاء منهم ما زالوا متمسكون بوحدة العراق الجغرافية والسكانية وهم حقيقة منذ احتلال العراق ولغاية هذا الصراع المحتدم في العراق قاوموا كل مخططات أمريكا لتدمير كل مكونات العراق وما زالوا يقاومونه وبكل الوسائل والسبل المتاحة
وإذا عدنا إلى الماضي والى تصريحات الرئيس الأمريكي آنذاك اوباما ومحاولات الاداره الامريكيه في تلك ألحقبه أن تنأى بنفسها عما يجري في العراق وتأكيدها أن أمريكا أمام خيارات عدة بعد تمكن داعش من السيطرة على الموصل ونينوى وأجزاء من الانبار وكل ذلك بتخطيط أمريكي يعطي دلائل أن أمريكا وأعوانهم ما زالوا يرسمون وينفذون مخطط التقسيم للعراق .
ان تفكك سوريا والعراق هدف استراتيجي صهيوني أمريكي وتحويل هذين البلدين إلى أقاليم ذات طابع قومي وديني مستقل كما هو الحال في لبنان ، هو هدف إسرائيل الأسمى في الجبهة الشرقية على المدى القصير ،وان مخطط التآمر على سوريا تفتيت سوريا تبعا لتركيبها العرقي والطائفي إلى دويلات عده كما هو الحال الآن في لبنان ، وان مخطط تقسيم سوريا ما زال حلم الصهيونية العالمية ، إقامة دويلة علوية على الشاطئ وفي منطقة حلب دوله سنيه ، وفي منطقة دمشق دويلة سنيه أخرى معاديه لتلك في الشمال ودويلة للدروز أما منطقة حوران وشمال الأردن منطقه عازله ضمانا للأمن والسلام لإسرائيل ،
وذا عدنا إلى الإدعاء لوزير المالية ومسئول الاداره المدنية ، زعيم حزب الصهيونية الدينية في حكومة نتنياهو أن حدود إسرائيل تشمل كل الأراضي المحتلة عام 1948والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان. في الوقت الحالي، فإن التعريف الأكثر شيوعًا للأرض المشمولة بالمصطلح الصهيوني هو أراضي ” دولة إسرائيل” سويةً مع الأراضي الفلسطينية. يشمل التعريف السابق، الذي تفضله الصهيونية التصحيحية، أراضي إمارة شرق الأردن السابقة ( المملكة الاردنيه الهاشمية ) .
جاء تصريح بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية الإسرائيلية مسئول في وزارة الحرب الصهيونية ، خلال إحياء ذكرى وفاة ناشط فرنسي مقرب من اليمين المتطرف الإسرائيلي، هذه التصريحات تظهر حقيقة هذا الكيان الغاصب ونظرته التوسعية لما يسمى أرض إسرائيل الكبرى ، وإنكاره للآخر قوله ” لا يوجد فلسطينيون، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني”العرب، حسب تصريحات سموتريتش، ” اخترعوا شعبا وهميا ويدّعون حقوقا وهمية في أرض إسرائيل فقط لمحاربة الحركة الصهيونية ” بحسب أوهامه وادعاءاته المغالطة لمنطق العقيدة و التاريخ
ينكر سومتيرش وجود الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين الذي تثبته كل كتب المؤرخين عبر قرون ، ويسير وراء أوهامه المزعومة وادعاءاته الباطلة في خطابة عليها خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية، وهي طريقة أخرى للقول إنه لا وجود أيضا للمملكة الأردنية الهاشمية ، أو لشعبها.
الخريطة ليست من اختراع سموتريتش فقد كانت مستخدمة ضمن شعار منظمة أرغون الإرهابية التي تأسست عام 1931، والتي كانت تعتمد العمل المسلح لتحقيق الخريطة (وتسمى أيضا إتسل كاختصار للأحرف الأولى من اسمها الكامل) وهي المنظمة التي ارتكبت مجزرة دير ياسين في القدس عام 1948، والتي راح ضحيتها 350 من سكان البلدة، كما كانت مسئولة عن نسف فندق الملك داود عام 1946، الذي قتل فيه عدد كبير من الضباط والجنود البريطانيين.
ان مخطط ما يستهدف المنطقة وبعد عشرين عاما من احتلال العراق ما زال قائما ما لم تبادر القوى الوطنية والقومية من استنهاض نفسها ومواجهة مخطط ما يستهدف أقطار الوطن العربي وما تواجهه أمتنا العربية من خطر يتهدد أمنها القومي وكل ذلك ضمن ألاستراتجيه الصهيونية الامريكيه المرسومة للمنطقة من ثمانينات القرن الماضي ، إن هذا المخطط متبوعا بمخطط إسرائيلي لشن حرب جديدة في المنطقة وقد تكون قريبه جدا تستهدف لبنان وسوريا وقطاع غزه وإحداث تغيير على الضفة الغربية ضمن مشروع التوسع الاستيطاني ضمن مخطط يستهدف المنطقة العربية ويطال الأردن استنادا لما تضمنته الوثيقة ألاستراتجيه للصهيونية العالمية لتقسيم الوطن العربي