لا يجوز لك نقد الإسلامويين و”المقاومة”!؟
لا يجوز لك نقد الإسلامويين و”المقاومة”!؟
بكر أبوبكر
الفكرة حول دولة الاحتلال والنقد هنا أن النقد قد حصل، وهو كثيرًا ما يحصل داخل أحزاب الكيان، أو داخل الكيان ذاته، حتى في فترة الحروب والمآزق كما الحال في الإبادة الجماعية في غزة 2023-2024م، وهذا شيء يجب أن يؤخذ بالاعتبار ما لم يتعلمه الكثير من الاقصائيين والمتطرفين والمستبدين والجهلاء والمختالين زهوًا بخرافات قداستهم او حصانتهم تحت مظلة أو ادّعاء:
هذا ليس وقته…رغم أن الكارثة تعمّ وتطم على رؤوسنا نحن الفلسطينيين والعرب
أولا يجوز نقد الإسلامويين؟!
أولا يجوز نقد الثورة الفلسطينية؟
لا يجوز نقد المقاومة؟ سواء العنفية أو السلمية؟
لا يجوز نقد حركة فتح، فهي أم الولد وأول الرصاص واول الحجارة.
لا يجوز نقد حماس؟! أو أفعالها فهي الاسلام وهي المقاومة معًا
وأخيرًا وليس آخرًا لا يجوز نقد فكر أو رأي فلان أو التنظيم الفلاني لأنه..
هذا كلام فاشل، فمن لا يعمل هو الوحيد الذي لا يخطئ، لذا لا نقد لعمله.
ولا تنظيم أو فكرة أو رأي مقدس لإنسان بل قابل للأخذ والرد (أنظر كلام ابن عباس: ما من أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع).
ولنا التأسي بقول سيد الخلق “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” سواء حركة فتح أم حماس، مقاومة عنفية أم سلمية أم حكومة، مفكّر أم متبعثر،…فهمان، أم قصير نظر الخ.
أنظروا لحجم المقدمة التي قدمناها وكذلك في مقالات سابقة محاولين إدخال المفهوم أولًا لننطلق الى رأينا متجنبين حالة ثلاثية: التهييج (العاطفي الانفعالي) والتحشيد (وراء الفكرة المنزهة) والتجنيد الفضائي الحالية ليس لفلسطين وإنما لفصيل بعينه! والدول المخاتلة التي تدعمه قولًا فقط وتدعم الكيان الصهيوني اقتصاديًا وهو الأهم.
أنظروا لحالة تنزيه الفكرة والشخص أوالتنزيه لكلّ ما يقول أو يفعل فلان أو علان وعبر استراتيجية التركيز على الإيجابيات فقط وإن كانت بحجم “النانو”، وإخفاء كل السلبيات وإن كانت تطاول السماء! ما تجعل الناس يعيشون في جنة عدن فيما يرونه بهذا الشخص أو الجماعة مع أن الوضع كارثة لم يسبق لها مثيل؟
مما سبق واتباعا لما ذكره الإسرائيلي”هاليفي” ناقدًا حزبه، فإنني أقول سواء لحركة “فتح” أو”حماس” أو أي من الفصائل أن الاخفاقات التي مثلتها هذه الفصائل والتي يعلو صوتها وفعلها تكثر أخطاءها، فلا تغتر ولا تتكبر، ولتتواضع أمام شعبها وتركع.
وعلى الفصائل الخروج من عباءة الفرعون (ما أريكم إلا ما أري-الآية) وتفك نفسها عن الاستبداد الفكري والإرهاب الإعلامي، وتتقبل النقد لتحترم نفسها، وتقدم الجمهور على مصالحها الحزبية الأنانية.
وحاليًا عليها أن تحترم الجماهير التي تنتظر من الله فقط الفرج في غزة، وليس من عبيده الكسالى، أوالمغرورين والمنقطعين عن التفكر في أساليب نجدة قضيتهم الأولى أرض فلسطين وشعبها البطل والمكروب الذي بات يلفظهم.
لذلك يحق التساؤل والنقد عن عشرات الاخفاقات والانكسارات والهزائم، والتي سيعتبرها الاقصائيون المنزّهون لأنفسهم -حتى لسواد أفعالهم وانحراف قراراتهم- انتصارات عظمى.
لذا يحق التساؤل والنقد فيماذا أخفقت الثورة الفلسطينية؟
أوفصيل حماس تحديدًا؟ في ظرف الإبادة الجماعية في غزة؟
أوأطر السلطة جميعًا أو منظمة التحرير الفلسطينية.
إنه ما يجب أن تقر به (مبدأ النقد) أو تأخذه على الأقل بعين الاعتبار وتخرج للعلن معلنة أنها بوارد الاعتذار لشعبها والبكاء تحت رجليه عن أي من تقصيراتها، ومنها تركها الشعب وراء ظهرها، وعليها تقبل الآخر دون مساس بشخصه أو دينه أو وطنيته. (سلسلة نجمعها تحت عنوان: النقد المحرم وجريمة التفكير)